سياسة

عندما تركت أوروبا الذئب يرعى القطيع


قررت مؤسسة “قطر الخيرية” غير الحكومية جعل إسبانيا ثالث دولة في قائمتها لمحاولة بسط النفوذ في أوروبا. ومن المعلوم أنه في إسبانيا يوجد عدد قليل نسبياً من الجالية المسلمة مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، ولكن قطر تتوقع وصول أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين من الجنوب إلى إيطاليا وإسبانيا، والذين كانت ولا تزال تنوي أدلجتهم وغسل أدمغتهم بسرديتها كما تفعل في بقية بلدان أوروبا.

ومن خلال تحليل عدد المساجد المبنية لكل 1000 مسلم في إسبانيا والممولة من قطر، يتّضح جلياً أن مساعي الدوحة تتلخص في السيطرة على خطاب الأئمة وتمرير ما يخدم أجندتها.

وفي السياق ذاته، نشر المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي التابع لكينجز كوليدج لندن، تقريراً في أكتوبر المنصرم بعنوان “الحركة الإسلامية في بريطانيا”، كشف فيه عن روابط الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية في المملكة المتحدة المرتبطة بالإخوان المسلمين. 

وحسب التقرير، دائماً يوجد لدى بعض الجمعيات المرتبطة بالإخوان المسلمين فروع داخل الأراضي الإسبانية وهي: دار رعاية المسلمين، ومنظمة Human Appeal، والإغاثة الإسلامية. 

وعلى الرغم من أن هذا النوع من المعلومات قد يبدو وكأنه مجرد دعاية لإحدى منظمات اليمين المتطرف، فإنه يجب ألا يغيب عن الأذهان أن التخوف من أنشطة الإخوان مدعوم من جميع الدول الإسلامية تقريباً، والتي تحاول منذ عام 2014 تنبيه الغرب إلى الأنشطة المريبة والمشبوهة لجماعة الإخوان المسلمين.

ويشير تقرير كينجز كوليج بأصابع الاتهام، بشكلٍ مباشر، إلى اتحاد المنظمات الإسلامية الأوروبية والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث. ويضيف التقرير بوضوح أن مجموعات الحركة الإسلامية البريطانية والأوروبية مرتبطة بدورها بقطر. ومن خلال منظمة “قطر الخيرية” غير الحكومية، استثمرت الدوحة مبالغ مالية ضخمة في مشاريع مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين الأوروبية. 

وإذا ألقينا نظرة فاحصة على تلك المشاريع، يتّضح بشكلٍ جلي أن قطر تمول “أيدلوجيتها” في بريطانيا وبقية دول أوروبا، ولكن يظهر أيضاً أن المنظمات البريطانية والأوروبية والقطرية مترابطة من خلال شبكة معقدة من الجمعيات. 

ولا يجب هنا أن ننسى الفاعل المهم الآخر على المسرح العالمي للحركة الإسلاموية، وحليف قطر، أي تركيا. ومنذ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات عام 2007، لم تتوانَ تركيا عن دعم الحركات الإسلاموية والمتطرفة. وعلى الرغم من أن تركيا لا تتمتع بنفس القدرة على التأثير التي تملكها قطر في بعض الدول الأوروبية، فإنها تعمل في بعض الحالات كمكمل لدور المنظمات غير الحكومية القطرية، حيث لا تصل أذرعها، كما هو الحال في ألمانيا على سبيل المثال. في هذه الحالات، تمتلك تركيا جمعيتها الخيرية، أي وكالة التعاون والتنسيق التركي (TIKA)، والتي تنشط في أوروبا وأفريقيا وأجزاء أخرى من العالم. ومن دون التشكيك في عملها الخيري، إلّا أنها توزع وتزرع أيضاً بذرة الإخوان المسلمين. 

وفي الوقت الحالي، تحاول قطر وتركيا تجنيد منظماتهما في أوروبا ضد الحكومات باستخدام الإسلاموفوبيا كذريعة لأنهما لم تجدا عذراً آخر. وتشير كل المؤشرات إلى أن مناوراتهما لبسط النفوذ في شمال أفريقيا وأوروبا من خلال تنظيم الإخوان يتم إحباطها باستمرار، وأن نواياهما الشريرة مكشوفة، وبالتالي فشل الاحتجاج الذي تقودانه حالياً في أوروبا. 

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى