عمل بطولي لطفل فلسطيني وهو ينقذ جريح بمسيرات العودة
قام الطفل الفلسطيني عز الدين صمصوم، البالغ من العمر 12 عامًا، بعمل بطولي بعد أن اتجه لوحده في البداية نحو جريح فلسطيني من أجل المساعدة في إنقاذه، غير آبه بقناصة الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرات العودة.
وقد رصد مقطع فيديو لأحد المصورين الفلسطينيين شجاعة الطفل عز الدين، الجمعة الماضية خلال مسيرات العودة وكسر الحصار شرق رفح جنوبي غزة، حيث يظهر الطفل وهو يجري وحيدًا نحو مصاب على مقربة من السياج الحدودي قبالة برج مراقبة يتمركز داخله قناصة الاحتلال.
وقد قام الطفل بسلك مسار متعرج ليصل إلى الشاب المصاب، لينبطح بجواره، وحاول وقف النزيف، قبل أن يساعد في إخلائه برفقة فتيان وشبان آخرين تشجعوا بعده للتوجه نحو المصاب، حسب ما أظهر مقطع الفيديو.
وقد روى الطفل الشجاع للعين الإخبارية في منزل عائلته برفح تفاصيل تلك اللحظات، حيث قال: شاهدت شابا جريحا يصرخ بألم، كان مصابا بالقرب من الحدود لم يستطع أحد من التقدم إليه لأن موقع الاحتلال مقابل المكان تماما وبه قناصة.
وتابع وهو يستعرض المقطع على جهاز محمول في يده: وجدت المصاب يحتاج شخصا يساعده، لا أحد تقدم نحوه، ثم ذهبت لأحضره، وقفزت وانبطحت، وعندما وصلت له سألته أين أصبت؟، فرد قائلا: في يدي.. ثم خلعت قميصي وربطت الجرح.
وتابع عز الدين حديثه للعين الإخبارية، قائلا والدي علمني، وهو يبتسم بفخر وينظر إلى والده، وأشار إلى أنه تعلم كيفية مساعدة الجرحى من والده، وذلك كونهم يشاركون باستمرار في مسيرات العودة شرق رفح.
ويدرس عز الدين في الصف السابع الأساسي، ويتمنى أن يكون مثل أطفال العالم: يلهو ويذهب إلى المنتزهات والحدائق، غير أنه يجد لزاما عليه المشاركة في مسيرة العودة للمطالبة بكسر والحصار وتنفيذ حق العودة.
ويشار إلى أنه منذ 30 مارس 2018، يتظاهر آلاف الفلسطينيين في 5 ساحات اعتصام، نصبت بها خيام في محافظات القطاع بزخم كبير كل جمعة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى.
أما بخصوص شعوره بالخوف وهو يتقدم لإسعاف المصاب، فقد قال عز الدين: أنا لا أخاف من الاحتلال، وجدت من واجبي أن أسرع نحوه، لو لم أتقدم أنا لم يتقدم أحد. وقد شجع تقدم الطفل عز الدين مجموعة أخرى من الشباب للإسراع نحو المصاب وإخلائه وسط هتافات تندد بالاحتلال، قبل أن يتم استهدافهم بقنابل الغاز.
وأشار أيضا الطفل الفلسطيني إلى أن الاحتلال أطلق نحونا قنابل الغاز.. حملنا المصاب، ولكنني اختنقت من الغاز فسلمت الحمالة لشاب آخر.
وقد انتشر مقطع الطفل عز الدين بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعله يشعر بالفخر والاعتزاز، وقد تابع القول: أنا لي الكثير من الصور مع جرحى وشهداء في مسيرة العودة، ولفت إلى أنه أصيب أيضاً قبل ذلك بقنبلة غاز مطاطية لا تزال آثارها بادية على جسده.
فخر الوالد
ومن جهته، يشعر كمال صمصوم والد الطفل عز الدين، بالفخر لما أظهره من نخوة وجرأة، حيث قال: أفتخر بفدائية ابني، صحيح أنا أحبه ولا أتمنى أن يخدش، ولكن ما فعله أشعرني بالفخر. وأشار أيضا إلى أنه هو الآخر قد أصيب في 6 أبريل الماضي، عندما حاول إسعاف أحد المصابين قرب السياج الشائك، وذكر بأن الاحتلال أطلق نحوي قذيفة وأصابني بجروح.
وفي الاخير قال كمال صمصوم للعين الإخبارية بأنه وطفله يشاركان في مسيرة العودة منذ البداية، وبأنه واجب لنوصل رسالة شعبنا ونحقق حلمنا بالعودة.