عملية عسكرية إسرائيلية ضد مواقع لحماس في الجنوب السوري

أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس، عن اعتقال عدد من عناصر حركة حماس في ريف دمشق، بينما ذكرت قناة الإخبارية السورية أن القوات الإسرائيلية قتلت سوريا واعتقلت ستة آخرين، في ظل اتهامات إسرائيلية لحماس باستغلال ضعف القبضة الأمنية لإدارة الشرع للتمركز في عدة مناطق.
وقالت الإذاعة الاسرائيلية “نفذت قوات من لواء الإسكندروني الليلة الماضية، عملية في قرية بيت جن جنوب سوريا – على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية”. وأضافت “اعتقلت القوات عددا من السوريين (لم تحدد عددهم) للاشتباه بتورطهم في الإرهاب.
وذكر افيخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تغريدة على حسابه في اكس، أنه تم نقل المعتقلين إلى داخل الأراضي الاسرائيلي لمتابعة التحقيق معهم من قبل الوحدة 504. وأن العملية تمت بناءً على معلومات استخباراتية تم جمعها خلال الأسابيع الأخيرة.
#عاجل في عملية ليلية خاصة: اعتقال مخربين من منظمة حماس الإرهابية في سوريا
⭕️قوات لواء “ألكسندروني” (3)، تحت قيادة الفرقة 210، استكملت الليلة الماضية عملية لاعتقال مخربين من منظمة حماس الإرهابية الذين كانوا ينشطون في منطقة بيت جن السورية.
⭕️بناءً على معلومات استخباراتية تم جمعها… pic.twitter.com/jWaP6m3EwN
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 12, 2025
من جانبه، قال مراسل تلفزيون سوريا، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت فجراً في بلدة بيت جن التي تبعد أقل من 20 كيلومتراً عن محافظة القنيطرة، وقرابة 50 كيلومتراَ عن العاصمة دمشق.
وأضاف المراسل، أن أصوات الآليات والمدرعات والدبابات الإسرائيلية سمعت إلى جانب أصوات الطائرات والمسيرات التي ترافق التوغل الإسرائيلي، مشيراً إلى النقطة العسكرية الإسرائيلية انطلقت من قرص النفل في شمال القنيطرة وشمال غرب بلدة حضر، ومن نقطة التلول الحمر التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، باتجاه بلدة بيت جن.
ولفت إلى أن القوة الإسرائيلية تقدر بـ 100 عنصر و10 دبابات وعربات عسكرية، طوقت بلدة بيت جن ونادوا عبر مكبرات الصوت بأسماء الأشخاص الذين تم اعتقالهم، وعلت الأصوات بين جيش الاحتلال والمدنيين، ثم أطلق النار مباشرة على الشاب محمد حمادة الذي قتل على الفور.
وكانت محافظة القنيطرة غرب سوريا أعلنت الأربعاء، احتجاز الجيش الاسرائيلي سيارة وثلاثة عمال نظافة يتبعون لمجلس مدينة القنيطرة قرب بلدة القحطانية بريف القنيطرة الغربي”.
ولم تذكر المحافظة أسباب احتجاز الأشخاص الثلاثة، كما لم يصدر تعقيب فوري من الجانب الاسرائيلي على الحادثة.
زعم الخبير الإسرائيلي في شؤون العالم العربي بجامعة بار إيلان، يهودا بلانغا، أن حركة حماس تعيد تمركزها في سوريا مستغلة حالة عدم الاستقرار وضعف سيطرة النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع.
وأشار بلانغا في مقال نشره بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، في فبراير/شباط الماضي إلى أن الجيش الإسرائيلي كثف من هجماته داخل سوريا، مستهدفا مواقع في هضبة الجولان ودمشق وتدمر، موضحا أن “الهجمات الإسرائيلية نُفذت ضد ممتلكات استراتيجية بقيت في قواعد الجيش السوري بعد سقوط نظام الأسد، وضد أهداف إرهابية لحماس والجهاد الإسلامي”.
ولفت أن دمشق نشرت بيانات تنفي علاقتها بالإرهاب وتدين الهجمات، إلا أن “أدلة كثيرة تتجمع تشير إلى أن جهات إرهابية فلسطينية، إلى جانب جهات موالية لإيران، تستغل حالة عدم الاستقرار في نظام أحمد الشرع، لدخول المناطق الطرفية وتعميق تمركزها”.
وادعى بلانغا أن هناك تحولا يجري مؤخرا في العلاقة بين حماس والنظام السوري الجديد، زاعما أن سقوط الأسد أدى إلى الإفراج عن قياديين من حماس والجهاد الإسلامي، بعضهم عاد إلى دمشق والبعض الآخر توجه إلى درعا، حيث “بدأوا في بناء بنى تحتية للإرهاب هناك”.
وتابع أن هذه التحركات قد تكون تمت “دون علم كامل من الشرع، الذي يواجه تحديات داخلية متعددة، منها صياغة دستور جديد، والتعامل مع الأكراد والدروز، والحد من تسرب الإرهاب الإيراني”.
وتأتي اعتداءات الجيش الاسرائيلي في سياق سلسلة من الانتهاكات المتكررة على طول الحدود مع الجولان السوري المحتل، سواء عبر عمليات تجسس واستطلاع بطائرات مسيّرة، أو عبر تدخلات مباشرة داخل الأراضي السورية واعتقال مدنيين يعملون في الزراعة أو الرعي ضمن المناطق القريبة من خطوط الفصل.
وتتكرر بين الحين والآخر عمليات توغّل إسرائيلية في ريفي القنيطرة ودرعا، حيث ترتكب انتهاكات متعددة، من بينها تجريف الأراضي الزراعية وتدمير الآبار ومنع الأهالي من الوصول إلى بعض المناطق واعتقال مزارعين ومدنيين ومصادرة المواشي من السكان.
وفي 4 يونيو/حزيران صرح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بأن دمشق لا تسعى إلى حرب مع إسرائيل، وجدد الدعوة إلى تطبيق اتفاقية فصل القوات لعام 1974.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، واحتلال جيشها المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان المحتلة جنوب غرب سوريا.
واتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) جرى توقيعها بين إسرائيل وسوريا في 31 مايو/ أيار 1974، وأنهت حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.
وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى نحو 25 كيلومترا مربعا تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي احتلتها في حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
وهذه الاتفاقية تحدد الحدود الحالية بين إسرائيل وسوريا والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وتم إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق) والسوري (باللون الأحمر).
وبين الخطين توجد منطقة عازلة يتجاوز طولها 75 كلم، ويتراوح عرضها بين 10 كلم في الوسط و200 متر أقصى الجنوب، وكانت قوة تابعة للأمم المتحدة معروفة باسم “يوندوف” تسيّر دورياتٍ في المنطقة العازلة منذ 1974.