سياسة

عمليات على مراحل: كيف تخطط إسرائيل للسيطرة الكاملة على غزة؟


تمتد خطة الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة لمدة 7 أشهر، وتنفذها 6 فرق عسكرية، من ضمنها 200 ألف جندي احتياط.

ووافق الجيش الإسرائيلي على الخطة التي طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تنفيذها، حيث ستعمل قوات الجيش للمرة الأولى بريًّا في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حركة “حماس” تحتفظ فيها بالرهائن الإسرائيليين.

لكن في هذه المنطقة يتواجد أكثر من مليوني فلسطيني، ما ينذر بكوارث إنسانية غير مسبوقة في المنطقة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن الخطة التي عرضها الجيش على المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت”، بناءً على طلب نتنياهو، تستمر 7 أشهر.

وقالت: “تتضمن المرحلة الأولى، التي تستمر شهرين، إعادة الانتشار، وتجهيز مستشفيات ومراكز توزيع، وإخلاء السكان، تليها عملية السيطرة على مدينة غزة لمدة ثلاثة أشهر، ثم السيطرة على مخيمات وسط القطاع لشهرين إضافيين”.

وأضافت: “أوضح رئيس أركان الجيش، إيال زامير، أن هذه الخطة تعتمد على ست فرق قتالية وأكثر من 200 ألف جندي احتياط”.

وحاليًا، تتواجد 4 فرق عسكرية في قطاع غزة.

وفي هذا الصدد، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي زامير لقادة القيادة الجنوبية في الجيش، اليوم الجمعة:

“سنواصل القيادة من خلال المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجيش وقادته. نحن نتعامل مع الخطة الجديدة، ومثلما جرى في كل مرة في الماضي، سنُبرِمها وسننفذها بالشكل الأفضل”.

واعتبر أن الجنود في القيادة الجنوبية حققوا إنجازات استثنائية في قطاع غزة خلال عملية “عربات جدعون” (التي بدأت في شهر مايو/أيار).

وقال: “يوم أمس عرضنا إنجازات عملية عربات جدعون – الإنجازات التي حققتموها. القوات التي قُدتموها، من الخدمة الإلزامية والاحتياط، عملت بامتياز. لقد تم احتلال وتطهير المناطق التي تم التخطيط لاحتلالها وتطهيرها، وتم حسم كتائب التماس في حماس”.

وبشأن الخطة الجديدة، قال: “نتعامل مع الخطة الجديدة وسنقوم بتعميق التخطيط لها وسنستعد بأعلى مستوى، ومثلما جرى في كل مرة في الماضي، سننفذ المهمة بالشكل الأفضل”.

نتنياهو: الهدف “التحرير” وليس “السيطرة”

ومن جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف هو “تحرير” مدينة غزة، لا “السيطرة” عليها.

وقال مكتبه في بيان: “تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس هذا المساء، وأعرب عن خيبة أمله من قرار ميرتس حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل”.

وأضاف: “قال نتنياهو إن هدف إسرائيل ليس السيطرة على غزة، بل تحريرها من حماس وتمكين قيام حكومة سلمية فيها”.

وقد أصدر المستشار الألماني فريدريش ميرتس بيانًا اليوم أعلن فيه أن حكومته تمنع تصدير أي معدات عسكرية إلى إسرائيل يمكن استخدامها في قطاع غزة، وذلك “حتى إشعار آخر”.

وأكد أن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها ضد “حماس”، مشددًا على أن تحرير المختطفين والتفاوض على وقف إطلاق النار يظلان أولوية قصوى.

وأضاف ميرتس أن العمليات العسكرية الحادة في غزة تجعل من الصعب على الحكومة الألمانية رؤية كيفية تحقيق هذه الأهداف، ولذلك فُرض حظر الأسلحة، الذي يشمل ذخائر دبابات تصنعها شركة “راينميتال” الألمانية، وهي جزء كبير من صادرات الأسلحة الألمانية لإسرائيل.

كما دعا ميرتس إسرائيل إلى ضمان وصول شامل للمساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة عبر الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مشددًا على ضرورة تحسين الوضع الإنساني، وناشد الحكومة الإسرائيلية عدم اتخاذ خطوات إضافية نحو ضم الضفة الغربية.

وفي موقف متصل، انتقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قرار احتلال قطاع غزة، واصفًا إياه بأنه سيزيد التصعيد، داعيًا إسرائيل إلى إعادة النظر فيه فورًا، ومؤكدًا أن القرار لن يسهم في إنهاء النزاع أو تحرير المختطفين، بل سيؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء.

كما دعت وزيرة خارجية أستراليا بيني وونغ إسرائيل إلى عدم المضي في الاحتلال، محذّرة من تفاقم الكارثة الإنسانية، ووصفت الإخلاء القسري بأنه انتهاك للقانون الدولي، مجددة دعوتها لوقف إطلاق النار وفتح ممرات لإدخال المساعدات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى