علماء كوكب الصين يطورون رقائق مستوحاة من خلايا الدماغ تساعد الآلات على التفكير مثل البشر
قام باحثون صينيون بتطوير رقائق جديدة مستوحاة من خلايا الدماغ وذلك في حدث ليس له مثيل لمساعدة الآلات على التفكير مثل البشر.
ووفق ما ذكرته شبكة أخبار شين لانغ الصينية، فإن مجموعة من الباحثين الصينيين بقيادة البروفيسور شي لوبنج، قد قاموا بتطوير الرقاقة والتي أطلق عليها Tianjic، ويعتبر هذا الأمر الأول من نوعه في العالم، حيث يتم دمج خوارزميات التعلم الآلي مع الدوائر المستوحاة من خلايا الدماغ، وهما طريقتان عامتان لتطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI). ويشير مصطلح AGI إلى الذكاء الآلي والذي يمكنه فهم أو تعلم أي مهمة فكرية يمكن للبشر إنجازها.
أما من الناحية التقليدية، فهناك طريقتان رئيسيتان لتطوير الذكاء الاصطناعي، إذ أن إحداها متأصلة في علم الأعصاب ومحاولة بناء دوائر تحاكي الدماغ عن كثب، أما الأخرى فتعتمد على علوم الكمبيوتر وخوارزميات التعلم الآلي، ورقاقة Tianjic تتضمن كلا النهجين، ولذلك فقد تمت تسميتها بالمعالج المختلط.
هذا الإنجاز البحثي الفريد، والذي أجراه شي لوبنج وزملاؤه في مركز أبحاث الحوسبة المستوحاة من الدماغ بجامعة تسينغهوا، قد تم نشره كقصة غلاف لمجلة Nature العلمية، يوم الخميس. وقد ذكر قال شي بأن الشريحة يمكن الاستفادة منها في العديد من الصناعات، وستكون القيادة الذاتية والروبوتات والأتمتة من بين المجالات التي يمكن أن تحدث فيها هذه الشريحة فرقا.
كما ذكر الباحثون الصينيون في تقرير مجلة Nature العلمية، بأنهم قد قاموا بتصميم دراجة هوائية ذاتية القيادة لاختبار نجاح الرقاقة المهجنة، حيث تم تزويد الدراجة بكاميرا وجيروسكوب ومقياس سرعة ومحركات قيادة وشريحة Tianjic. وقاموا أيضا بتركيب نحو 40.000 خلية عصبية و10 ملايين تشابك عصبي في شريحة بحجم الظفر تبلغ 3.8×3.8 مليمتر مربع.
هذا الاختبار الذي تم تسجيله على شريط فيديو، أوضح بأن الدراجة قد كانت قادرة على كشف العوائق وتجنبها، وحفظ توازنها ذاتيا، والتعرف على الأوامر الصوتية والتتبع، وكذا صنع القرار في ظل ظروف الطرق المختلفة. وذكر أيضا شي بأن الشريحة قد أثبتت براعة في قدرات التكيف في بيئة معقدة.
ويشار إلى أنه في عام 2015 قد صمم الجيل الأول من شريحة Tianjic، وصممت شريحة الجيل الثاني الحالية في عام 2017، والتي تتميز بأداء أعلى واستهلاك طاقة أقل بكثير. في حين يعتقد بعض الباحثين في الذكاء الاصطناعي بأن مفهوم (AGI) ليس جديا ومن المستحيل تحقيقه في الواقع العملي، أما آخرون فقد تفاءلوا بقدرته على إحداث طفرة في مسار الإنسانية. وبالرغم من أن هذا الأمر هو موضوع بحثي صعب، فقد ذكر البروفيسور شي في مؤتمر صحفي بأنه يعتقد أن (AGI) سيصبح واقعا، بل إنه اتجاه لا مفر منه من منظور التنمية المستقبلية.
وقد أظهر تقرير صادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) التابعة للأمم المتحدة، في يناير الماضي، بأن الصين والولايات المتحدة هما الدولتان اللتان تقودان المنافسة العالمية في الذكاء الاصطناعي. وحسب التقرير، فإن 3 من 4 مؤسسات بحثية من بين أكبر 30 شركة تقدم طلبات للحصول على براءات الاختراع في العالم صينية.
وقد عرفت الصين مؤخرا تقدما في صندوقها البالغ حجمه 200 مليار يوان، بهدف الاستثمار في تطوير أشباه الموصلات المحلية، إذ يسعى ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى تقليل الاعتماد على تكنولوجيا الرقائق الأجنبية.