علاقة الغنوشي بـ “ليبيا”.. دعّم الإخوان وهرّب السلاح وسهّل الاحتلال
شهدت تونس أحداثا متسارعة بعد القرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، والتي قضت بإقالة عدد من الشخصيات على رأسهم رئيس الحكومة، وتجميد البرلمان ورفع حصانة أعضائه، وإقالة رئيسه وزعيم حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي.
صدى هذه الأحداث لم يتوقف عند حدود تونس، بل تجاوزها إلى الجارة ليبيا، التي لطالما عكفت حركة النهضة عن توتير الأوضاع فيها، وذلك ضمن تحالفات قادتها تركيا لتنفيذ أجندة الجماعة، عبر الدعم المتزايد لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، ودعم المليشيات المسلحة بالأسلحة والمرتزقة، مستغلة صلاحيات الغنوشي، الذي قدم، منذ توليه رئاسة مجلس النواب في نوفمبر 2019، كل يد العون لرئيس المجلس الرئاسي السابق فائز السراج، متجاهلاً دور رئيس بلاده قيس سعيد، وهو الأمر الذي نشبت بسببه مشادات داخل المجلس النيابي، وطلبات إحاطة أفشلتها كتلة الإخوان.
ومد الغنوشي يد العون لرفاقه في التنظيم الدولي للإخوان داخل ليبيا، فدام الاتصالات برئيس المجلس الاستشاري خالد المشري، وأعضاء حزب العدالة والبناء ذراع الجماعة، ناهيك عن اجتماعات جمعت بينهما في تركيا بحضور رجب أردوغان، لتنسيق التعاون العسكري وسبل دعم الميليشيات في غرب ليبيا، كما تعامل مع الوجود الإخواني في ليبيا على أنه قضية وجود للجماعة في شمال إفريقيا ككل، فهو عراب العنف، الذي أوصل شرايين الدعم للميليشيات المتطرفة، ودعم بقوة التواجد التركي في غرب ليبيا، مقابل تحول ليبيا لبيت مال للإخوان ككل.
هذا، وتورط الغنوشي أيضاً في صفقات سلاح إلى ليبيا، وجنى من ورائها ثروة طائلة بلغت نحو مليار دولار، وهو ما جاء في تحقيق نشرته صحيفة الأنوار التونسية، تحت عنوان الأنوار تفتح ملف ثروة الغنوشي، حيث بلغت ثروته نحو مليار دولار، في شكل ودائع بنكية موجودة أساسا في سويسرا، وحصص في شركات خارج تونس، بينها 3 شركات في فرنسا، مضيفة أن هذه الثروة الضخمة جاءت من وراء صفقات تهريب الأسلحة إلى ليبيا، حيث سهل زعيم حركة النهضة مرور أكثر من 20 شحنة أسلحة إلى ليبيا مقابل عمولات بلغت 30 مليون دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغنوشي حصل من خلال عملية تهريب المقاتلين على عائدات خيالية، موضحة أنه يحتكر وظيفتين أساسيتين، هما المال والعلاقات الدولية.
وفي نوفمبر من العام الماضي، تباهى زعيم حركة النهضة، بعلاقاته مع تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، مشدداً على تطابق الرؤية بين الطرفين، قائلاً إن إخوان ليبيا يتمنون أن يحصلوا على مساعدة من حركة النهضة للخروج مما وصفه بـمحنتهم الحالية.
وتأتي تصريحات الغنوشي بالتزامن مع جلسات الحوار الليبي بتونس، وفي ظل تحركات بحكومة السراج في طرابلس تشير وفق مراقبين لقيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة للمدينة قريبا.
ويرى مراقبون أن نسخة إخوان تونس بقيادة الغنوشي صارت هي المنهج المتبع الآن من قبل إخوان غرب ليبيا، لإقناع الطرف الآخر بعدم رغبتها في المناصب الرئيسية، إلا أنها في واقع الأمر هي من تدير تلك المناصب من خلف الستار، كحالهم مع الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، بجانب سيطرتها على الإدارات الوسطى في المؤسسات الحيوية، بالتزامن مع الغزو الناعم لمنظمات المجتمع المدني للسيطرة عليها.
