عقبة جديدة على طريق ترامب ليصبح رئيسا
مع احتدام السباق إلى البيت الأبيض، بدا طريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مُلغمًا بالعقبات، رغم تقدمه في استطلاعات الرأي.
فترامب الذي أدين أواخر مايو/أيار الماضي بـ34 تهمة في قضية تزوير مستندات محاسبية لإخفاء دفع أموال لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية سابقة بشأن علاقة جنسية مفترضة بينهما، يواجه مشكلة جديدة قد لا يتمكن من التغلب عليها.
وبحسب صحيفة «ذا ناشيونال إنترست»، فإن الرئيس السابق يواجه تحديًا كبيرًا في دخول روبرت إف كينيدي جونيور كمرشح مستقل، الأمر الذي قد يؤثر بشكل أكبر على ديناميكيات الانتخابات.
ورغم أن إدانة الرئيس السابق دونالد ترامب بارتكاب جناية بتهمة تزوير سجلات الأعمال للتستر على دفع رشوة أدت إلى تعقيد حملته، فإنها نشطت قاعدته، مما انعكس على زيادة التبرعات.
وجمع ترامب ما يقرب من 53 مليون دولار بعد صدور الحكم، مما قلص تقدم منافسه جو بايدن في جمع التبرعات. وتظهر استطلاعات الرأي سباقًا متقاربًا، حيث يتقدم ترامب في الولايات المتأرجحة الرئيسية لكنه يواجه انتكاسات محتملة حيث قد يكون 10% من الناخبين الجمهوريين أقل ميلاً لدعمه بعد الحكم.
وأظهر استطلاع أجرته قناة «فوكس نيوز»، صدر في وقت متأخر من يوم الخميس، أن ترامب يتقدم الآن على بايدن بخمس نقاط في ولايتين متأرجحتين رئيسيتين – نيفادا وأريزونا – حيث حقق الرئيس السابق تقدمًا بنسبة 50 إلى 45٪ في الأولى، و51 إلى 46٪ في الثانية، رغم أن هاتين الولايتين قد اختارتا في عام 2020، بايدن رئيسا.
وفشلت إدانة ترامب الأخيرة في التأثير على الناخبين في أي من الولايتين بشكل كبير، لكنّ استطلاعا للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» أشار إلى أن الحكم قد يكون مهمًا على الأقل.
فهل تحمل الأشهر القادمة مفاجآت مرتقبة؟
تقول «ذا ناشيونال إنترست»، إنه ربما يكون روبرت إف كينيدي جونيور اللاعب الأكبر أو الحصان الأسود في انتخابات عام 2024، الذي يمكن أن يكون له تأثير خطير على بعض الولايات الرئيسية التي تمثل ساحة معركة.
وأظهر استطلاع لشبكة «فوكس نيوز»، أن ترامب سيخسر 10% من الأصوات في فرجينيا لصالح نجل سيناتور نيويورك الراحل روبرت إف كينيدي، مقارنة بـ7% فقط لبايدن.
وفي ولاية دومينيون القديمة، يحتفظ بايدن حاليًا بفارق ثلاث نقاط على ترامب ــ 51% إلى 48% ــ لذا فإن تذكرة كينيدي تؤثر بشكل أكبر على فرص الرئيس السابق هناك. على الرغم من أن ولاية فرجينيا كانت تعتبر تاريخياً ولاية متأرجحة، فقد اختارها الديمقراطيون منذ عام 2008.
وكينيدي، الذي حاول الترشح كديمقراطي قبل دخول السباق كمستقل، يمكن أن يساعد بايدن أيضًا في ولايات رئيسية أخرى متأرجحة، ولا سيما بنسلفانيا، وويسكونسن، وميشيغان – وهي الولايات التي ساعدت في دفع ترامب إلى النصر في عام 2016، لكنها ذهبت لصالح بايدن، بعد أربع سنوات.
وفي الشهر الماضي، حذر كارل روف، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، من أن كينيدي قد يسرق الناخبين من ترامب – مما يشير إلى مدى قرب السباق هذه المرة.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها، قائلة إنه بينما ساعد الحكم الأخير ترامب في جمع بعض الأموال التي كان في أمس الحاجة إليها، وحفز قاعدته الانتخابية، فإن كينيدي قد يكون بمثابة خيار للمستقلين الذين لا يفضلون الرئيس السابق أو بايدن.