عشرات الفلسطينيات يتظاهرن مطالبات بالكشف عن حقيقة مقتل إسراء غريب
قامت عشرات الفلسطينيات بالتظاهر يومه الإثنين، أمام مبنى الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله في الضفة الغربية، وقد طالبوا بالكشف عن حقيقة مقتل الفتاة العشرينية إسراء غريب في جريمة شرف، وفق الرواية المتداولة والتي تنفيها العائلة، وقد طالبن بتوفير الحماية للنساء اللواتي يتعرضن للعنف.
هذه القضية أثارت ضجة في الأراضي الفلسطينية، وذلك وسط اتهامات لأفراد عائلتها بقتلها، وقد تصدر وسم كلنا إسراء غريب مواقع التواصل الاجتماعي، مما أعاد قضية العنف الأسري والعنف ضد المرأة إلى الواجهة.
هذه المظاهرة قد جاءت بالتزامن مع انعقاد الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الفلسطيني، إذ أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، بعد جلسة الحكومة اعتقال عدد من الأشخاص للتحقيق معهم.
وقد رفعت النسوة لافتات تطالب بحقوقهن وتوفير الحماية لهن، في حين قد كتب على إحدى اللافتات والتي وقعت باسم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية: من حقنا قانون يحمينا ويحمي الأسر الفلسطينية، ونَعَم لإقرار قانون حماية الأسرة من العنف.
وذكرت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية السابقة، ماجدة المصري، خلال مشاركتها في المظاهرة: جريمة القتل وقعت حسب كافة المؤشرات، وهذه التظاهرة اليوم ليست لمحاسبة مجموعة الجناة فقط، وإنما مطالبة الحكومة بتحمل مسؤوليتها في إصدار قانون حماية الأسرة. وتابعت: تم تقديم مسودة لقانون العقوبات منذ 2012، ولم يتم إقراره من قبل الحكومة حتى الآن.
وقد ذكرت مصادر في الشرطة الفلسطينية بأن النيابة العامة الفلسطينية قد تتولى التحقيق بكافة تفاصيل وفاة الشابة، من دون تقديم مزيد من التفاصيل، بينما طالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية النيابة العامة بالتحقيق في القضية وأسباب الوفاة الغامضة.
المجتمع الفلسطيني يعرف العديد من جرائم القتل تحت مسمى قضايا الشرف، ويتم استغلال قانون العقوبات الأردني المعمول به في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1960، حيث أقصى عقوبة يمكن أن تفرض على الجاني في مثل هذه الجرائم هي السجن لمدة لا تزيد على 3 أشهر.
إسراء التي تبلغ من العمر 21 عاما كانت تعمل في مجال التجميل، وتقول الرواية التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها قد نشرت صورة لها ولخطيبها على حسابها على موقع أنستقرام وهذا الأمر قد أغضب والدها وأشقاءها، وبأن أفراد العائلة الذكور قد ضربوا إسراء ضربا مبرحا استدعى نقلها إلى المستشفى، وهي مصابة بكسر في العمود الفقري وكدمات في أنحاء متفرقة من جسدها. ولاحقاً نشرت إسراء صورة لها من المستشفى وهي مصابة وتضع لاصقاً على جبينها وتظهر آثار الكدمات على يدها اليسرى، وقالت بأنها في حال جيدة، غير أن الفتاة التي خرجت من المستشفى عادت إليه ميتة.
ومن جهتها، فقد نشرت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان معلومات تفيد بأن الفتاة المذكورة قد وصلت إلى مستشفى بيت جالا الحكومي وقد فارقت الحياة، وتؤكد عائلة الفتاة بأن وفاتها كانت طبيعية نتيجة إصابتها بجلطة.
وفي بيان، ذكرت الهيئة: على ضوء المعلومات المتوفرة بأن هناك شبهات في ظروف الوفاة، فإن الهيئة تطالب النيابة العامة بفتح تحقيق شامل في ظروف الاعتداء على المواطنة المذكورة ووفاتها لاحقاً، وعدم استبعاد أية شبهة جنائية نظراً لظروف الوفاة، وتقديم أي شخص مشتبه به للقضاء.