عراقجي في الصين: تنسيق مشترك لمواجهة سياسات ترامب
بحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مع المسؤولين الصينيين في العاصمة بكين التي وصلها الجمعة العديد من الملفات الهامة على وقع تغيرات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وكذلك المخاوف المشتركة من تداعيات تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسة في العشرين من الشهر المقبل.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، مساء الجمعة بأن عراقجي وصل إلى العاصمة بكين لبحث “تحديات العام المقبل” في إشارة للسياسات العدائية التي يمكن أن يتخذها ترامب ضد البلدين خاصة وأنه لوح مرارا بإجراءات قوية ضد طهران وبكين في حملته الانتخابية وكذلك بعد فوزه بالمنصب.
وقال الوزير الايراني في تصريحات للصحفيين عقب وصوله، إن “البرنامج النووي ومساعي رفع الحظر عن إيران ستواجه وضعا جديدا في العام الجديد” مشددا على ضرورة المضي في “المشاورات مع الصين في هذا الصدد”، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وأضاف أن العلاقات الثنائية بين طهران وبكين “كانت ولا تزال جيدة” مؤكدا أنه “من الطبيعي أن نواصل أفكارنا المشتركة حول مختلف القضايا” وموضحا أن “هذه الزيارة جاءت في الوقت المناسب” في إشارة كذلك للتحولات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.
هذه الزيارة جاءت في الوقت المناسب
من جانبه قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن البلدان سيواصلان دعم بعضهما في القضايا التي تمس مصالحهما الأساسية ودفع التعاون العملي على نحو مطرد مشددا على “أن بلاده تعارض الاستخدام المتكرر للعقوبات والضغوط وتدعم إيران بقوة في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة”.
ويشعر البلدان بقلق كبير من تداعيات وصول ترامب للبيت الأبيض في واشنطن خاصة وأنه تعهد في حملته الانتخابية بتشديد العقوبات على طهران بسبب الملف النووي وكذلك المضي فيما وصف بحرب تجارية ضد بكين.
-
لتقاربها مع روسيا.. إيران تتجاهل الانتقادات الغربية
-
من مسقط.. عراقجي يعلن تعليق المفاوضات النووية مع واشنطن
وكان الرئيس الأميركي المنتخب قرر خلال عهدته الأولى تشديد العقوبات على إيران بعد انسحابه في 2018 بشكل منفرد من الاتفاق النووي لسنة 2015 قبل أن يفرض عقوبات مشددة على طهران خاصة قطاع الطاقة عبر خطة تصفير انتاج النفط.
وقال في حملته الرئاسية إن سياسة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن المتمثلة في عدم فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط أضعفت واشنطن وزادت جسارة طهران، مما سمح لها ببيع النفط وجمع الأموال والتوسع في مساعيها النووية ودعم نفوذها عبر جماعات مسلحة.
ويقول محللون أن عودة الرئيس الأميركي السابق إلى البيت الأبيض قد تعني تطبيقا أكثر صرامة للعقوبات النفطية الأميركية على إيران مما قد يقلص الإمدادات العالمية وقد ينطوي أيضا على مخاطر جيوسياسية تتضمن إثارة غضب الصين أكبر مشتر للنفط الإيراني.
ويلوح ترامب كذلك بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية فيما تحدثت مصادر أن فريق الرئيس الأميركي المنتخب زار بكين للتوصل لاتفاق تجاري.
ومن المنتظر أن تدفع هذه السياسات الحكومتين الصينية والإيرانية لتنسيق مواقفهما في مواجهة تهديدات الإدارة الأميركية الجديدة.
وأقام البلدان بالفعل نظاما تجاريا يستخدم في الغالب اليوان الصيني وشبكة من الوسطاء تحاشيا لاستخدام الدولار ورغبة في الابتعاد عن الجهات التنظيمية الأميركية مما يجعل إنفاذ العقوبات أمرا صعبا.
وقد نجحت بكين في السنوات الماضية كذلك في لعب دور إيجابي في المنطقة في عهد الرئيس بايدن من خلال رعاية اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران وهو ما أثار قلق واشنطن وبعض القوى الغربية.
واكد الوزيران كذلك على “وجوب أن يحترم المجتمع الدولي سيادة دول الشرق الأوسط وأمنها واستقرارها ووحدتها وسلامة أراضيها”، بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية حيث اعتبرا أن “الشرق الأوسط ليس ساحة معركة للقوى الكبرى، وينبغي ألا يكون ضحية للتنافس الجيوسياسي والنزاعات بين دول تقع خارج المنطقة”.
وفي ما يتصل بالتطورات في سوريا، دعا الوزيران الى العمل من أجل “مكافحة الإرهاب و(تحقيق) المصالحة و(تعزيز) العمليات الإنسانية” حيث يدعم البلدان النظام السوري السابق قبل سقوطه.
وهذه الزيارة الأولى لعراقجي، إلى الصين منذ توليه منصب وزير الخارجية، بحسب ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الخميس.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة، التي لم يتم تحديد مدتها، تبادل وجهات النظر مع المسؤولين الصينيين حول العلاقات الثنائية، وتطبيق برنامج التعاون الشامل بين البلدين، إضافة إلى مناقشة التطورات الإقليمية والدولية.