عبث إيران في العراق وراء انفجار الشعب واندلاع المظاهرات
باتت عبارة إيران برة برة.. بغداد تبقى حرة من بين الشعارات التي تتردد بكثرة في المظاهرات المناهضة للحكومة العراقية والتي تشهدها عدة مدن في البلاد منذ الثلاثاء الماضي، وقد راح ضحيتها حتى الآن 46 شخصا. هذه الهتافات التي تندد بإيران قد جاءت بعد أعوام من التدخل الإيراني في الشأن العراقي، مما أدى إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في البلاد.
ومن جهته، يقول السياسي العراقي المستقل ناجح الميزان بأن الشعب تنبه للخطر الإيراني وتأثيره السلبي على العراق منذ أعوام، والدليل حرق القنصلية الإيرانية العام الماضي، ومظاهرات البصرة ضد الحكومة العراقية قبل عامين، ولكنه الآن وصل لحالة الانفجار. وقد تمثلت علامات غضب الشعب العراقي من إيران بالأعلام الإيرانية المحروقة، والهتافات المناهضة لطهران، خلال المظاهرات المستمرة منذ أربعة أيام.
وفي حديث لموقع سكاي نيوز عربية، ذكر أيضا الميزان بأن الشعب أدرك اليوم أن إيران هي من أفقرت الشعب العراقي ونشرت المخدرات وزرعت الفتنة والميليشيات الإرهابية بين الناس.
وفي الأيام الأخيرة، قد انتشرت فيديوهات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، توضح حالة الغضب الشعبي من الحكومة، وانتشرت أيضا فيديوهات لهتافات جماعية منددة بإيران.
استبعاد الساعدي
وقد مثل استبعاد قائد قوات مكافحة الإرهاب، الفريق عبد الوهاب الساعدي، الشرارة التي أشعلت غضب العراقيين، خاصة مع تردد أنباء عن تدخل إيراني لإزاحة الرجل الذي كان له دور كبير في محاربة تنظيم داعش. وقد أكد الميزان أيضا بأن إقالة الساعدي قد كانت بتوجيه إيراني، وجاءت لأن طهران أحست بخطر الساعدي كرمز وطني عراقي يجمع عليه الجميع.
وتابع أيضا السياسي العراقي في حديثه : إيران تريد استنساخ نموذج الحرس الثوري الإيراني في العراق، عبر الحشد الشعبي، ولذلك هدفهم الأول إضعاف الجيش العراقي، مثل ما حصل مع الجيش الإيراني تماما.
وأضاف: الساعدي أصبح الرمز الوطني العراقي الأول بلا منازع، شيوخ العشائر والضباط والشعب أجمعوا على الساعدي. زعامته الوطنية أرعبت الإيرانيين، فأقالوه.
وبالنسبة للميزان، فمن المتوقع بأن تكون الخطوة القادمة لإيران اغتيال الناشطين العراقيين، وإعطاء الأوامر للجيش لضرب المتظاهرين، وإدخال عناصر من ميليشيات إيران للتدخل ضد المتظاهرين.
في حين قد أظهرت بعض الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي استعراض متظاهرين للذخيرة التي استخدمت ضدهم، من بينها رصاص حي وقنابل يدوية وذخيرة لقاذفات هاون.
وقد أكد أيضا الميزان بأن عمليات إطلاق النار الذي يتم على المتظاهرين، تأتي بأوامر إيرانية، والهدف منها السيطرة على المتظاهرين، وتنفير الشعب من الجيش.
استنكار لخطاب عبد المهدي
وقد استنكر العراقيين بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي خطاب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يوم الجمعة، في حين قد كان الخميس الأكثر دموية منذ انطلاق الاحتجاجات المطلبية الثلاثاء الماضي، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 31 شخصا.
وقد ذكر رئيس الوزراء العراقي، بأن هناك أطرافا تحاول استغلال التظاهرات السلمية في بلاده، وترفع شعارات تهدف إلى تسييس المظاهرات. وحذر أيضا عبد المهدي من التصعيد في التظاهر، الذي قد يتسبب في خسائر بالأرواح، وأكد بأن حكومته تضع ضوابط صارمة لمنع استخدام العنف.
وقد خيب خطاب عبد المهدي آمال الكثيرين، حيث لم يخاطب عبد المهدي المتظاهرين مباشرة، بل دافع عن إنجازات حكومته وإدارته للأزمة الحالية، وطالب بمنحه فترة زمنية لتنفيذ برنامجه، لاسيما بأنه لم يكمل عامه الأول في السلطة.
وبعد عودة خدمات الإنترنيت، فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بحملات الانتقاد المستاءة من خطاب عبد المهدي، الذي لم يقنع الكثيرين.
وحمل أيضا الكثيرون عبد المهدي مسؤولية استخدام العنف والرصاص الحي لقمع المظاهرات في مدن العراق، وتحذيراته من التصعيد في التظاهر، والتي قد اعتبرها البعض منهم رسالة تهديد ولوم للمتظاهرين العراقيين.