الإمارات عاصمة الأخّوة الإنسانية
من الجميل أن تُترجم ثقافة بلد ورؤية قيادة لتصبح رمزاً عالمياً ومثالاً يُحتذى به.
ومن المعروف أن دولة الإمارات دولة يتعايش فيها جميع الأجناس والديانات في وئام ودون تحيّز أو تفريق، ووفق قوانين وتشريعات تسود المشهد وتطبّق على الجميع دون استثناء، في توازن يمثل حالة خاصة في العالم وممارسات تُحسد عليها، حيث تكفل الدولة حرية الفرد والأقليات ومختلف فئات المجتمع دون المساس بحرية المجموعة، والتي يمثلها المجتمع ككل، ومصلحة وسلامة المجتمع وسيادة واستقرار وازدهار الدولة والمجتمع الإنساني ككل، وهو ما يمثل سر التفوق الإماراتي في مختلف المجالات. وقد كانت الإمارات مهد وثيقة «الأخوّة الإنسانية» من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، وهي بيان مشترك وقعه البابا «فرنسيس» من الكنيسة الكاثوليكية والشيخ «أحمد الطيب» الإمام الأكبر للأزهر في 4 فبراير 2019 في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتبع تلك الجهود المضنية المبادرة التي قدمتها كل من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت قرارها بالإجماع ليكون يوم 4 فبراير من كل عام هو الموعد الذي سيحتفل فيه سنوياً بأهمية مبادئ «الأخوّة الإنسانية»، وميلاد هذه الدعوة التقاربية بين شعوب العالم، والذي سيصادف الخميس القادم في الرابع من فبراير، وهي دعوة عالمية مفعمة بالأمل، انطلقت من أرض الإمارات لإحياء قيم لا تعترف بالحدود، وتحضّ على التآخي والمحبة والتعاون والتسامح والتعايش بين بني البشر، ونشر بذور الخير وبناء السلام العالمي لتنعم به كل الأجيال، ولتنتشر قيم الوثيقة من الإمارات إلى العالم أجمع.
وفي ظل ما يواجهه العالم الآن من أزمة غير مسبوقة ناجمة عن جائحة “كوفيد -19″، سيكون من المعيب أن العالم لم يصل بعد إلى إدراك كلي حيال ما يتطلبه الأمر من استجابة عالمية قائمة على الوحدة، والتضامن والتعاون المتعدد الأطراف، وقطع دابر كل من يفكر أو يحاول أن يقوّض روح التسامح واحترام التنوع وقبول الآخر، وعدم تصنيف الآخر وفق رؤية أحادية ضيقة، أو حرمانه من السلام الداخلي والخارجي على حد سواء، وحرية أن يختار كل إنسان أسلوب الحياة والمبادئ التي يرى أنها تجلب له السعادة، طالما أن ذلك الشخص لا يعتدي على حرية الآخرين وعلى حقهم في العيش الآمن وفي الطمأنينة، والوصول السلمي إلى موارد العيش والكسب الذي يضمن استمرارية الحياة وفق ظروف تحفظ كرامة الإنسان، وفي هذه الأوقات بالذات لربما نحتاج – أكثر من أي وقت مضى – إلى الإعتراف بأن التهديدات التي تواجهنا كبشرية تجمعنا في قارب النجاة نفسه الذي يجب أن نجدف من خلاله معاً وصولاً إلى بر الأمان، بغض النظر عن الأديان والمعتقدات والثقافات والجغرافيا السياسية والمكون السكاني. ومن المهم كذلك الإقرار الحتمي بالدور التراكمي لجميع الحضارات في ما وصل إليه الإنسان المعاصر، وذلك لتحسين الوعي والفهم العام للقيم المشتركة التي تتقاسمها البشرية جمعاء، وهو الإرث الذي يجب أن نتركه لمن هم بيننا ولمن سيأتي بعدنا.
وعلاوة على ذلك، يجب أن نعترف بأن التسامح والتقاليد التعددية والاحترام المتبادل أمور من خلالها تتعزز الأخوّة الإنسانية على المستوى العالمي، وكذلك على المستويات الإقليمية والوطنية والمحلية في بيئة مواتية للسلام والتفاهم المتبادل، وبالتالي التركيز على الجهود المبذولة لتلبية الاحتياجات التنموية والبيئية لسكان العالم، واحترام وتعزيز الحق في التنمية والمساواة في الحقوق والفرص بين الجميع، حيث إن الأخوة الإنسانية أصبحت مسؤولية العالم، ولا نملك غير أن نشكر ونشيد بدولة الإمارات التي سخّرت دبلوماسيتها متعددة الأطراف من خلال الرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة ومؤسساتها الرائدة، وبعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة لتحقيق هذا الإنجاز الجديد لخدمة الإنسانية.
نقلا عن العين الإخبارية