سياسة

عائض القرني يعتذر ويكشف “قصة التآمر القطري” على السعودية


اعتذر الدكتور عائض القرني قائلاً: بكل صراحة وشجاعة باسم الصحوة أعتذر للمجتمع عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة، وخالفت سماحة الإسلام، وخالفت الدين الوسطي المعتدل الذي نزل رحمة للعالمين، مقرا بأن الصحوة حاربت الدولة في السعودية، وضيقت على المجتمع.

وفي حوار مع برنامج الليوان على قناة روتانا خليجية، أكد القرني أن علاقته مع قطر كانت ضمن العلاقات التي تربط السعودية بقطر حينها، وتوقف عن استكمال العلاقة بعد كشف التآمر، وعلى الفور ذهب للقيادة الحكيمة واعتذر لتقبل اعتذاره، مشيرا إلى أنه قابل أمير دولة قطر بدعوة منه، حينما كان موقوفاً قبل 20 عاماً، وقال إن هذه المؤامرة المستمرة إلى يومنا هذا (..) على المملكة في قطر.

وعن استهدافه من قبل قطر، قال: اتصل بي حينها الشيخ عبد الله بن خالد بن حمد آل ثاني، وزير الأوقاف القطري السابق، وقال إنه سيلتقي بي في الرياض رغم أني موقوف، نظير 9 قرارات ولمدة 10 سنوات، وعلمت حينها أنه سوف يقابل عبدالله الجلالي وهو كان عليه أيضاً إشكال وموقوف، كما سيقابل الشيخ سفر الحوالي وهو موقوف كذلك، وذهبت إلى مكتب الشيخ ابن باز وتحدثت معه عن الأمر، ليتحدث مع عبدالله بن خالد وانتهى الأمر حينها.

وتابع: هذا موقف يمكن تفسيره بأشياء كثيرة، وأنا فسرته بأنه كان يستقطب ويرحب بالمعارضين، والدليل أنه جنّس بالفعل الكثير منهم، فكلما ابتعدت عن دولتنا فأنت محبب لديهم وأنت صيد ثمين لهم، فهم يعطون فللًا وسكنًا ومالًا لمن أراد التجنيس أو المعارضة، فهم يجسون نبض الشخص، ولو رأوا أن الشخص يسير معهم يبدأون معه.

وبخصوص مشاركته في قناة الجزيرة، فسر ذلك بقوله: لم يكن هناك خلاف بين الحكومة السعودية والقطرية، وحينها كانت هناك علاقات بين صناع القرار، وكل مشهور سعودي سافر إلى قطر سواء في مجال الفن أو الرياضة أو الدين، ولكن بعد انكشاف القناع علمت أننا مستهدفون لاستقطاب المشاهير وتجنيدهم.

وكشف القرني أن الموقف الثاني مع قطر عقب هجوم أسامة بن لادن على برجي التجارة العالمي في 11 سبتمبر: عندها تمت دعوتي إلى قطر للحديث في برنامج الشريعة والحياة بدلًا عن يوسف القرضاوي، كنت أعتقد أنهم يريدون الحقيقة، ولكن في المساء اتصل بي حمد بن خليفة أمير قطر حينها، وكان في زيارة إلى أميركا، ورحّب بي وتعجبت من المكالمة، وعندما ظهرت على الهواء لم أعجبهم، لأني لم أقل أي شيء عن السعودية وعلاقة ابن لادن بالمملكة، وعلاقة الإرهاب بالسعودية.

وأردف: أدنت في البرنامج الإرهاب باسم المملكة، وقلت إن السعودية أكثر دولة حاربت الإرهاب، وفي اليوم الثاني وجدت إمارة الرياض تتصل بي، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حين كان أميرًا للرياض يريدني وحضرت إليه، وشكرني على الموقف، وطلب مني كتابة خطاب يشفع لي عند الملك فهد لإعادتي إلى الدروس.

ووصف القرني إعلام الجزيرة بـ مسيلمة الكذاب، لأنها تدعو للحريات في كل دول العالم إلا في قطر، وقال إنها تخدم 5 نونات هي: نون طالبان، نون طهران، نون (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان، نون الإخوان، نون حزب الشيطان، فالجزيرة القطرية تذهب إلى إيران الصفوية راعية الإرهاب، ويرون أنها كبيرة وخطيرة وشريفة وتترك السعودية دولة الإسلام، وكلما ابتعدت عن دولتك فأنت محبب لديهم، فأنت المن والسلوى لو كنت معارضاً.

وقال القرني ردًّا على سؤال حول أخذ راتب شهري من قطر: لم آخذ رواتب شهرية، بل أعمل مع مؤسسات قطرية، وهو مجرد عمل بعقود ومحاضرات بمعرفة الدولة وليس مجاناً، واعتذرت عن ذلك، وقبلت الدولة هذا الاعتذار، وهناك من يحصل على المال ولكن لن أذكر أسماء.

وتحدث في معرض حديثه: من يردني بآية أو حديث فأنا معه، وأنا مع الإسلام الوسطي والمنفتح الذي نادى به الأمير محمد بن سلمان، الذي هو ديننا، وكذلك جعلناكم أمة وسطا، وأنا في مرحلة من التنفير إلى التبشير ومن التعسير إلى التيسير، ونقول للعالم تعالوا.. ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، مضيفا: هذا ما اكتشفته من النصوص ومن كلام علمائنا، وبعد زيارة 40 دولة، وقرأت آلاف الكتب وجالست المفكرين والعلماء، وفي النهاية ديننا دين سماحة ويسر، ولا بد من البعد عن التشدد.
               
وشدد الدكتور القرني في نقاشه: إن مواجهة الدولة كانت خطأ استراتيجياً من الصحوة وتهميشهم للعلماء أدى إلى تفاقم هذه المشكلة، عن محاولات فرض الوصاية الصحوية على الدولة، فقد كنا نضغط بالشعب على الدولة، لكن كانت الدولة أقوى.

كما كشف بعض الأخطاء التي وقعت فيها الصحوة، وهي الاهتمام بالمظهر أكثر من المخبر، والوصاية على المجتمع وتقسيمه لملتزمين وغير ملتزمين، فخطاب الصحوة حرم على الناس مظاهر الفرح من باب الالتزام القوي والشدة، حتى في الزواجات استبدلوا الأناشيد والفرح بالوعظ، وبعدما كبرنا ونضجنا اكتشفنا هذه المآخذ.

وأكد القرني أن جماعة الإخوان المسلمين خالفت القرآن والسنة، ولا تدعو للتوحيد، وأهم الملاحظات على الجماعة هي ترك العلم الشرعي والانغماس في السياسة، فعدد كبير من علماء المملكة قالوا إن الإخوان لا يدعون للعقيدة الصحيحة أو السنة، ومنهم الألباني وابن باز والفوزان وابن عثيمين وغيرهم.

وأضاف: هم جعلوا التوحيد للحاكمية بدل الألوهية، رغم أن الرسل بعثوا بالتوحيد، وهم مشغولون بالسياسة، ومن أخطائهم الانغماس بالحاكمية.

ودعا الجماعة إلى الاعتذار للشعوب التي سالت الدماء فيها، فالسعودية لا مكان للإخوان فيها، لأننا نبايع الملك وولي العهد بيعة شرعية، وحاورت هؤلاء في السجون بتكليف من الأمير نايف.

يذكر أن عائض بن عبد الله القرني كاتب وشاعر وداعية إسلامي سعودي، له الكثير من الكتب والخطب والمحاضرات الصوتية والمرئية من دروس ومحاضرات وأمسيات شعرية وندوات أدبية، يُعتبر كتاب لا تحزن أبرز نتاج القرني المعرفي، حيث بيع منه أكثر من عشرة ملايين نسخة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى