ضربات متزامنة من الجو والأرض.. الصومال يحاصر «شبكة الشباب»

أعلنت الحكومة الصومالية، مقتل أكثر من 20 عنصرًا من حركة “الشباب”، في تصعيد لافت للعمليات العسكرية ضد حركة الشباب المرتبطة بـ”القاعدة”.
وأفاد بيان صادر عن الحكومة الصومالية بأن قوات الجيش، بالتعاون مع مقاتلين محليين، شنت عملية عسكرية في منطقتي مباح وغيعد بإقليم هيران في ولاية هيرشبيلي، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 من عناصر حركة الشباب.
ووفقًا لمصادر رسمية نقلتها وسائل إعلام محلية، جاءت العمليات بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، واستهدفت مخازن أسلحة وملاجئ يشتبه في استخدامها لتجهيز مركبات مفخخة.
كما أعلنت الحكومة عن تنفيذ ضربة جوية دقيقة استهدفت مراكز تابعة للحركة في منطقة هولواداغ ضمن مديرية أدن يابال في إقليم شبيلي الوسطى، ما أدى إلى تدمير منشآت تستخدم لأغراض قتالية.
الحكومة الصومالية وصفت العمليات الأخيرة بأنها جزء من حملة أوسع تهدف إلى تفكيك البنية التحتية العسكرية لحركة “الشباب”.
وأكدت في البيان، التزامها الكامل بـ”مواصلة الحرب حتى القضاء الكامل على الإرهاب”، مضيفة أن قوات الجيش ستستمر في بسط سيطرتها على المناطق الخاضعة للمسلحين، وحماية المدنيين، وضمان وحدة البلاد.
أوغندا على الخط
في سياق مواز، أعلنت وزارة الدفاع الأوغندية، مقتل 7 جنود من قوات الدفاع الشعبية خلال عملية عسكرية مشتركة مع بعثة الاتحاد الأفريقي والجيش الصومالي، استهدفت منطقتي سبيد وعانولي في إقليم شبيلي السفلى جنوبي الصومال:
وقال المتحدث باسم القوات الأوغندية، العميد فيليكس كولايجي، في بيان، إن الجنود “سقطوا أثناء تأدية واجبهم بشجاعة”، واصفا العملية بـ”التضحية البطولية في سبيل الاستقرار الإقليمي”.
وأضاف أن العملية، التي حملت اسم “العاصفة الصامتة”، أسفرت عن مقتل 30 من عناصر حركة الشباب وتفكيك أنفاق ومخابئ للأسلحة والمتفجرات.
تنسيق فعال
في السياق، أشاد قائد قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال، الفريق سام كافوما، بالعملية، معتبرا إياها “نموذجا للتنسيق العسكري الفعال في إطار خطة تسليم المسؤوليات الأمنية تدريجيا إلى القوات الصومالية”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه مناطق وسط وجنوب الصومال تصعيدا عسكريا واسعا، في إطار جهود الحكومة الفيدرالية لتفكيك شبكة حركة الشباب التي لا تزال تحتفظ بقدرات هجومية رغم الضربات المتلاحقة.
ومنذ عام 2007، تلعب أوغندا دورا محوريا في بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الأمن والاستقرار في الصومال، حيث تتحمل كلفة بشرية متكررة في مواجهة حركة “الشباب”، التي تعد من أخطر التنظيمات المسلحة في شرق أفريقيا.
ورغم التقدم العسكري النسبي، لا تزال المعركة ضد الإرهاب في الصومال طويلة ومعقدة، تتطلب تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية، بما يعزز الاستقرار ويمنع عودة التنظيمات المسلحة إلى المشهد.