سياسة

ضربات أميركية على مواقع للحشد تفاقم الضغوط على السوداني


 استنكرت الحكومة العراقية الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع تابعة للحشد الشعبي وسط البلاد وجنوبها، وأكدت أنه “عمل عدائي واضح وغير بنّاء”، وذلك مع الضغوط التي تواجهها من كافة الأطراف بعد فشلها في وقف تصعيد فصائل المقاومة الموالية لإيران ضد الأهداف الأميركية، والإحراج الذي لحق بها إثر عدم قدرتها على إقناع طهران بإبعاد العراق عن التصعيد في المنطقة رغم رسائل التحذير من واشنطن أنها لن تصمت طويلا على استهداف مواقعها.

وقصف الجيش الأميركي الاثنين ثلاثة مواقع في العراق تستخدمها فصائل موالية لإيران، وذلك ردّاً على هجوم وقع قبل ساعات من ذلك وأدّى لإصابة عسكريين أميركيين.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان إن “هذه الضربات الدقيقة هي رد على سلسلة من الهجمات ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات التي ترعاها إيران، بما في ذلك هجوم شنته كتائب حزب الله التابعة لإيران والجماعات التابعة لها على قاعدة أربيل الجوية أدى إلى إصابة ثلاثة أميركيين، أحدهم في حالة حرجة”.

وأضاف “لن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا ولا توجد أولوية أعلى من ذلك”. متابعا “بينما لا نسعى إلى تصعيد الصراع في المنطقة، فإننا ملتزمون ومستعدون تماما لاتخاذ المزيد من التدابير اللازمة لحماية شعبنا ومنشآتنا”.

واعتبرت بغداد أن الهجوم الأميركي “يعمل عكس ما هو معلن من رغبة الجانب الأميركي في تعزيز العلاقات مع العراق، وسيعمل على تعقيد سبل الوصول إلى تفاهمات عبر الحوار المشترك لإنهاء وجود التحالف الدولي، وهي قبل كل شيء تمثل مساساً مرفوضاً بالسيادة العراقية”.
ورغم لهجة بيان الحكومة العراقية المستنكر لهذه الضربات إلا أنه من المرجح أن بغداد لم تتفاجأ بها بعد إصابة ثلاثة من الجنود الأميركيين إذ أن الضربات السابقة التي شنتها الفصائل المسلحة لم تتسبب بإصابات بشرية بحسب البيانات الأميركية لذلك اكتفت واشنطن بالتحذير وقتها، مع الإعلان أنها سترد في الزمان والمكان المناسبين.

الحكومة العراقية تؤكد أنها تتعامل عبر قواتها الأمنية بكل صنوفها ومؤسساتها الدستورية وسلطاتها القانونية كافة، بحزم إزاء قيام بعض العناصر بالاعتداء على مقارّ البعثات الدبلوماسية الأجنبية.

وشنت الفصائل المسلحة العراقية العديد من الهجمات على قواعد أميركية عسكرية في أماكن متفرقة في العراق منذ السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب في غزة، ومنذ ذلك الوقت توالت التحذيرات لبغداد من قبل السلطات الأميركية ووجه مدير كالة الاستخبارات وليام بيرنز، تحذيرًا إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، من أن العراق سيتلقى عواقب وخيمة جراء تلك الهجمات التي تستهدف بصورة دورية القواعد العسكرية.

وأحصت واشنطن حتى الآن 103 هجمات ضدّ قواتها في العراق وسوريا، وفق حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي. كما تعرّضت السفارة الأميركية في بغداد في 8 ديسمبر لهجوم بعدّة صواريخ لم يسفر عن ضحايا، لكنه كان الأول الذي يطال السفارة منذ بدأت الهجمات، ولم تتبن أي جهة هذا الهجوم. بينما أعلنت الحكومة العراقية توقيف عدد من الضالعين، موضحة أن عدداً منهم “على صلة ببعض الأجهزة الأمنية”. أما معظم الهجمات الباقية فتبنتها “المقاومة الإسلامية في العراق”. وتعترض الفصائل الحليفة لإيران على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حماس في قطاع غزة.

وأعلن البيت الأبيض فجر الثلاثاء أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وجّه بشن ضربات جوية على ثلاثة مواقع تابعة لكتائب حزب الله والجماعات التابعة لها في العراق، وذلك رداً على الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في أربيل وأسفر عن إصابة ثلاثة جنود أميركيين.

وقال بيان للبيت الأبيض إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أطلع الرئيس بايدن في اتصال هاتفي بعد ظهر الاثنين على الحادث، وتم تقديم عدة خيارات للرئيس، وأمر بايدن بشن الضربات خلال تلك المكالمة. وأضاف أن الجماعات التابعة لكتائب حزب الله العراقي ركزت بشكل خاص على أنشطة الطائرات بدون طيار.

في المقابل ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسوداني، أن الحكومة العراقية تؤكد أنها تتعامل عبر قواتها الأمنية بكل صنوفها ومؤسساتها الدستورية وسلطاتها القانونية كافة، بحزم إزاء قيام بعض العناصر بالاعتداء على مقارّ البعثات الدبلوماسية الأجنبية أو الأماكن التي يتواجد فيها المستشارون العسكريون من الدول الصديقة، وقد سبق أن تمّ تشخيص هذه الاعتداءات على أنها أعمال عدائية تمسّ بسيادة الدولة العراقية، ومن غير المقبول أن تُرتَكب وفق أي ظرف كان أو تحت أي مسمى أو مبرر”.

وأضاف أن “الحكومة العراقية تدين ما جرى فجر اليوم الثلاثاء 26- كانون الأول- 2023، من استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأميركي تحت عنوان الرّد”. وأوضحت أن الهجوم أدى إلى مقتل منتسب للحشد الشعبي وإصابة 18 آخرين من ضمنهم مدنيون.
ويتمركز 900 جندي أميركي في سوريا و2500 في العراق في مهمة تقول الولايات المتحدة إنها تهدف إلى تقديم المشورة لقوات محلية ومساعدتها في محاولة منع تنظيم الدولة من معاودة الظهور بعد أن استولى في 2014 على مساحات شاسعة في العراق وسوريا قبل دحره.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى