سياسة

صيام مؤقت عن الحرب بالسودان


يقترب السودان من هدنة لالتقاط الأنفاس بعيدا عن دوي المدافع والرصاص، بعد أن تدخل مجلس الأمن الدولي، ورحب طرفا الصراع بالأمر.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان اليوم السبت، “نرحب بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2724 الذي دعا من خلاله لوقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان المعظم ونأمل أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف معاناة السودانيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل حركة المدنيين فضلا عن استغلالها في بدء مشاورات جادة نحو بدء العملية السياسية”.

وتابعت: “استجابة قواتنا لهذا القرار تأتي من واقع مسؤوليتها الأخلاقية تجاه شعبنا العظيم وينسجم مع موقفنا المبدئي الرافض للحرب ويتسق مع رغبتنا في رفع معاناة شعبنا وتسريع وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها في جميع أنحاء السودان لا سيما المناطق التي تعمد الطرف الآخر معاقبة المدنيين فيها بعرقلة دخول المساعدات إليهم”.

ومضت قائلة “إننا إذ نستجيب لهذه القرار نود أن نذكر جميع المراقبين بمواقف وتصرفات القوات المسلحة ومليشيات المؤتمر الوطني (الإخواني) وتاريخها الطويل في ارتكاب الفظائع وخيانة العهود والمواثيق لا سيما خرقها لجميع الهدن الإنسانية التي تم التوصل إليها طيلة فترة الحرب الحالية بفعل تعدد مراكز اتخاذ القرار داخل الجيش وكتائب النظام البائد”، على حد وصف البيان.

ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان الماضي، يتبادل طرفا الصراع، الجيش والدعم السريع، اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وغيرها من الجرائم المرتبطة بالحروب، لكن لا توجد تحقيقات مستقلة في هذه الاتهامات بسبب صعوبة الوضع الأمني.

الدعم السريع قالت في بيانها أيضا “إننا مع ترحيبنا بالهدنة الإنسانية المقترحة، نعلن استعدادنا للحوار حول آليات مراقبة متوافق عليها لضمان تنفيذها وتحقيق الأهداف الإنسانية المطلوبة”.

وأمس، دعا مجلس الأمن الدولي، إلى وقف “فوري” لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان مع تدهور الأوضاع في البلاد حيث بات ملايين الأشخاص مهددين بالمجاعة.

وأيدت 14 دولة مشروع قرار اقترحته بريطانيا وامتنعت روسيا عن التصويت عليه، يدعو إلى “وقف فوري للأعمال العدائية قبل رمضان” ويطلب من “جميع أطراف النزاع البحث عن حل دائم عبر الحوار”.

كما يدعو القرار طرفي النزاع إلى “السماح بوصول المساعدات الإنسانية في شكل كامل وسريع وآمن وبلا عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط المواجهة” ويحضهم على حماية المدنيين.

وسبق صدور هذا البيان، إعلان الجيش السوداني، موافقته على فرض هدنة في البلاد خلال شهر رمضان الذي يبدأ يوم 11 مارس/آذار الجاري. 

إذ قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس إنه تلقى رسالة من رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان يؤكد فيها موافقته على مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة وقف القتال خلال شهر رمضان.

وقال إدريس، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، إن البرهان طلب مساعدة الأمم المتحدة في إلزام قوات الدعم السريع بالتقيد بتلك الالتزامات الواردة في اتفاق جدة الموقع بين الجيش السوداني والدعم السريع.

وفشلت جهود دولية وإقليمية سابقة في إلزام طرفي الأزمة بهدن هشة أقرت خلال مفاوضات في مدينة جدة السعودية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى