صلاح عبدالحق “مرشد الواجهة” بجبهة إخوان لندن
لا يزال الإخوان يعيشون في التيه بين انقسامات تأكل في عظام التنظيم وتناحر بين جبهات على مقعد المرشد.
نسخ كربونية لمرشدي الإخوان في فترات زمنية متعاقبة تبدأ بـ”مرشد الواجهة” وتتوقف عقارب ساعة التنظيم الإرهابي أمام “رجل الظل” الذي يقود ويدير ويحيك في الخفاء، ويوجه أسهمه من وراء ستار.
سيناريو المرشد قدم عرضه سابقا شخصية الواجهة محمد بديع -المسجون حاليا في مصر- ومن خلفه رجل الظل والممول الأول لجماعة الإخوان حتى 2013 خيرت الشاطر، واليوم تعاد التجربة بين ثلاث جبهات متناحرة (لندن) و(إسطنبول) و(الكماليون) وكل واحدة تسعى لتقديم مرشد لها.
لم يكن المرشد ومن يدير جماعة الإخوان في الخفاء هي الأزمة فقط، بل طبيعة التحديات نفسها كثيرة. إذ لم يعلن حتى اللحظة القائم بأعمال مرشد جبهة لندن الجديد صلاح عبدالحق أولوياته خلال الفترة المقبلة، في ظل التنازع والتناحر الكبير بين جبهاتها.
3 مرشدين سريين
الكاتب والباحث المصري في الإسلام السياسي الدكتور عمرو عبدالمنعم وصف الوضع الداخلي للإخوان من واقع تاريخها. حيث يقودها مرشد سري بعيدا عما يتم الإعلان عنه أمام الجميع.
الدكتور عبدالمنعم أكد أنه في سنوات الجماعة من النشأة لم يكن إلا مرشدين اثنين فقط الذين قادا الجماعة بفكرهما الحقيقي وهما حسن البنا وعمر التلمساني.
أما باقي المرشدين فأصبحوا سريين يديرون قطيع الإخوان من خلف الستارة، ومحاولة الوصول لأهداف خاصة غير واضحة وقت الضرورة. وفقا للباحث المصري، الذي لفت إلى أن صلاح عبدالحق القائم بأعمال مرشد جبهة لندن كغيره يقود مجموعة تنظيمية سرية.
ورجح “عبدالمنعم” وجود تنازع شديد داخل مجموعة جبهة لندن وهي مكتب إبراهيم منير السابق. على اختيار مجموعة من المرشدين السريين قبل إعلان تعيين عبدالحق، والنزاع هنا تحديدا بين محمد البحيري وحلمي الجزار ومحمد الدسوقي.
أما الأيام المقبلة فستفصح جبهة منير عن مجموعة من الاختيارات، وتنحسر توجهاتها بين ثلاثة أمور، الاستمرار بالمجموعة الحالية وتبقى حالة التناحر بينها. أو طرح مشروع فكري لإنقاذ الإخوان والتنظيم من التحديات التي تواجهه. أو الخيار الثالث وهو الانفصال التام عن فكر الجماعة وتكون بديلا آخر كتيار أو جميعة، وهو سيناريو رسمه الدكتور عمرو عبدالمنعم.
رسائل طمأنة
لكن الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب أحمد سلطان يرى أن حلمي الجزار يعد هو المرشد السري لجماعة الإخوان لدوره الكبير في جبهة منير. موضحا أنه يعد من أبرز مساعدي صلاح عبدالحق القائم بأعمال المرشد لجبهة لندن أو منير.
الباحث في الحركات الإسلامية أكد أن أولويات عبدالحق الآن هي التركيز على فكرة العمل الدعوي لمحاولة إعادة بناء شبكات الجماعة مع الدول الإقليمية وإرسال طمأنة لها بأن الإخوان لا تسعى للصراع على السلطة.
وتزداد قناعة سلطان بأن “جبهة لندن” ترغب في التركيز على ملف العمل الخارجي، خاصة في ظل مواجهة عبدالحق أزمة الحصول على تأييد التنظيم داخل مصر. حيث لا يزال إخوان الداخل المصري يدينون بالولاء لجبهة إسطنبول، مشيرا إلى أن الجبهة ستحاول التركيز أيضا على ملف السجناء نظرا لتمثيله رمزية لأعضائها.
ووفقا للباحث المصري فإن عبدالحق سيحاول أيضا طرح فكرة الجماعة بالثوب الجديد بخطابات دعوية أقل تشددا والحديث عن السلمية وعدم الدخول في صدام مع الأنظمة. مبينا أن تلك الحيلة يستخدمها الإخوان في حالات الضعف والتي تحاول كسب أراض جديدة والنجاة من الحملات ضدها لتعود وتتنكر لكل هذا.
نزع الشرعية
بدوره، يرى الكاتب والباحث في الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي هشام النجار أن أولويات صلاح عبدالحق في الفترة المقبلة محاولة تثبيت نفسه كقائد جديد قادر على أحقيته بخلافة منير.
الباحث في الجماعات المتطرفة قال إن اتخاذ خطوات وإجراءات تدعم ترسيخ حضوره في مواجهة محاولات إثبات ضعفه ونزع الشرعية منه التي تمارسها ضد جبهة إسطنبول.