صفقة صواريخ روسية للحوثيين بوساطة إيرانية: تفاصيل التحالف العسكري
أفادت ثلاثة مصادر غربية وإقليمية، إن إيران تتوسط في محادثات سرية جارية بين روسيا والحوثيين لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الجماعة المسلحة، وهو تطور يسلط الضوء على العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو، وتؤكد المصادر أن إتمام الصفقة مرتبط بتزويد الغرب لأوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.
-
الحوثيون يستحضرون روح القاضي الرقعة: مذبحة للقضاة وبناء حرس عقائدي جديد
-
عقد من الدم والمآسي.. اليمنيون يحيون ذكرى “نكبة” الحوثي
وقالت مصادر إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ ياخونت، المعروفة أيضا باسم “بي-800 أونيكس”، والتي قال خبراء إنها ستسمح للجماعة المسلحة بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر وزيادة التهديد للسفن الحربية الأميركية والأوروبية التي توفر الحماية لحركة الملاحة.
وفي يوليو/تموز، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن روسيا تدرس إرسال الصواريخ. ولم تتحدث التقارير الصحفية عن الوساطة الإيرانية من قبل.
وشنت جماعة الحوثي هجمات عديدة بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في مسارات الشحن المهمة في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني دعما للفلسطينيين في الحرب التي تخوضها إسرائيل بقطاع غزة.
صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت مما يجعل اعتراضه صعبا
وتسببت هذه الهجمات في غرق سفينتين على الأقل والاستيلاء على ثالثة. مما عطل التجارة البحرية العالمية من خلال إجبار شركات الشحن على تحويل مسار السفن. وفقا لمصادر في القطاع. ورفع ذلك تكاليف التأمين على السفن التي تبحر في البحر الأحمر.
-
محلل يمني: الانتصارات في الجنوب تشير إلى تحول في مسار الحرب ضد الحوثي
-
بصمات حوثية في تحولات الإرهاب: من صنعاء إلى أبين
وردا على ذلك، ضربت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع للحوثيين لكن الضربات لم تفلح في وقف هجمات الجماعة. وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على المحادثات. إن الحوثيين والروس التقوا في طهران مرتين على الأقل هذا العام، وإن المحادثات جارية لتوفير العشرات من الصواريخ. التي يقارب مداها 300 كيلومتر، ويتوقع عقد اجتماعات أخرى في طهران في الأسابيع المقبلة.
وسبق أن زودت روسيا حزب الله اللبناني المتحالفة مع إيران بصواريخ “ياخونت”. وقال أحد المصادر، إن المحادثات بدأت في عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. الذي توفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو/أيار.
-
قادة الحوثي وتجارة العملة المزورة: أزمة جديدة تضاف إلى معاناة اليمن
-
بوصلته ردع الحوثي ووأد الإرهاب: حراك يمني جديد يقوده صالح والزبيدي
وبحسب مصدر مخابرات غربي فإن “روسيا تتفاوض مع الحوثيين .بشأن نقل صواريخ ياخونت الفرط صوتية المضادة للسفن… الإيرانيون يتوسطون في المحادثات لكنهم لا يريدون أن يوقعوا عليها”.
وقال محمد عبد السلام، المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي “لا علم لدينا بما ذكرتم”. بينما رفض مسؤول أميركي كبير تسمية الأنظمة المحددة التي يمكن نقلها. لكنه أكد أن روسيا كانت تناقش تزويد الحوثيين بالصواريخ، ووصف هذا التطور بأنه “مقلق للغاية”.
-
مخاطر تهدد عملية سحب ناقلة نفط تعرضت لهجوم حوثي
-
الإرهاب كصناعة للإخوان والحوثي.. اليمنيون يتفاعلون مع المجازر الكبرى في الجنوب
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن أي جهود لتعزيز قدرات الحوثيين من شأنها أن “تقوض المصلحة الدولية المشتركة في حرية الملاحة العالمية. والاستقرار في البحر الأحمر والشرق الأوسط الأوسع”.
وتعمل روسيا وإيران على توطيد العلاقات العسكرية في خضم الحرب الروسية في أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق. من هذا الشهر إن طهران نقلت صواريخ باليستية إلى موسكو لاستخدامها ضد أوكرانيا.
-
الحوثيون ومنشأة صافر: أهداف خبيثة وراء تصعيد الميليشيات
-
مخاوف من كارثة بيئية بعد هجوم الحوثيين على ناقلة نفط يونانية
وتحدثت ثلاثة مصادر إن أحد الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح الحوثيين هو احتمال أن تقرر الدول الغربية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في العمق الروسي.
وقال المسؤول الأميركي الكبير، إن المحادثات بين روسيا والحوثيين “تبدو مرتبطة بموقفنا في أوكرانيا وما نحن على استعداد أو غير مستعدين للقيام به”. فيما يتعلق بطلبات كييف برفع القيود المفروضة على استخدامها للأسلحة بعيدة المدى التي تزودها بها الولايات المتحدة لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.
-
تعاون حوثي إخواني لزعزعة استقرار الجنوب اليمني: ما التفاصيل؟
-
محلل يمني: الحوثيون والإخوان يرتكبون جرائم حرب تنتهك القوانين الدولية المتعلقة بالطفل
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في يونيو/حزيران من أن موسكو قد ترسل أسلحة متقدمة بعيدة المدى. مماثلة لتلك التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا، إلى خصوم الغرب في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه .وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت مما يجعل اعتراضه صعبا.
وقال فابيان هينز خبير الصواريخ الباليستية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. إن نقل روسيا صواريخ ياخونت إلى الحوثيين من شأنه “تغيير قواعد اللعبة” بالنسبة للأمن الإقليمي.
-
بعد أسبوع من الاقتحام.. الحوثيون يخلون مقر مفوضية حقوق الإنسان
-
محلل يمني: الحوثيون يرتكبون انتهاكات ضد المساجد في صنعاء ومدن أخرى
وأضاف “قدرة بي-800 أكثر بكثير من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز التي يستخدمها الحوثيون حتى الآن”. وتابع إن هذه الصواريخ لا يمكن فقط أن يطلقها الحوثيون على السفن الحربية الأميركية والبريطانية وغيرها من السفن التي تحمي السفن التجارية في البحر الأحمر من الهجمات التي تشنها الجماعة بالطائرات المسيرة والصواريخ. بل يمكن استخدامها كأسلحة هجومية برية قد تعتبرها السعودية تهديدا.
وذكر المسؤول الأميركي الكبير أن وفدا من المسؤولين الأميركيين ناقش مع نظراء سعوديين المفاوضات بين روسيا والحوثيين خلال زيارة إلى السعودية في الصيف. وأن واشنطن أثارت القضية مع موسكو.
وقالت ثلاثة مصادر لرويترز، إن المسؤولين السعوديين أطلعوا الروس على مخاوفهم مباشرة. وصرح هينز إن روسيا ستحتاج إلى المساعدة في جوانب فنية لتسليم الصواريخ. بما في ذلك كيفية نقلها وتشغيلها دون أن تكتشف الولايات المتحدة الأسلحة وتدمرها. كما سيحتاج الحوثيون إلى التدريب على النظام.
وحذر المسؤول الأميركي الكبير من تداعيات وخيمة إذا تم نقل هذه الأسلحة. وقال “السعوديون منزعجون. ونحن منزعجون، والشركاء الإقليميون الآخرون منزعجون. يتسبب الحوثيون بالفعل في الكثير من الأضرار في البحر الأحمر، وهذا سيتيح لهم فعل المزيد”.