سياسة

صرخات من غزة تروي قسوة المجاعة


بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، فإن كل يوم يجلب معه معاناة وربما موتا للعثور على الطعام.

وعلى مدار الأيام الماضية حذرت مؤسسات أممية من أن قطاع غزة على وشك المجاعة، لكن بالنسبة للعديد من سكان غزة التي دمرتها الحرب، يبدو الأمر كما لو كان بالفعل هنا.

“بطوننا تحللت”

“أقسم أن بطوننا تتحلل” هكذا قالت إيمان أبوجلجوم، 23 عاماً، التي تعيش أسرتها في شمال غزة على البازلاء والفاصوليا المعلبة، لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وأضافت الشابة الفلسطينية “نحن نعيش في مجاعة أكثر قسوة من أي وقت مضى”. مشيرة إلى أنه “في السابق كانت بعض الأشياء البسيطة متاحة، ولكن الآن لا يوجد أي شيء تقريبا”.

ففي غزة يشتكي أهلها من فقدان الكثير من السلع الغذائية، فالخضراوات الطازجة نادرة، واللحوم أكثر ندرة.

وفي أسواق المواد الغذائية التي لا تزال تعمل أدى النقص إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، بما في ذلك المواد الأساسية مثل الدقيق والأرز.

في غزة يقولون إن الواقع تخطى وشك المجاعة

أكلوا الأعشاب

آخر مرة تمكن فيها إياد السبتي، أب لستة أطفال يبلغ من العمر 30 عاما في مدينة غزة، من الحصول على كيس دقيق كانت منذ شهرين تقريبا.

ويقول السبتي: “في الشمال، أصبح الخبز أكثر توفرا مع إعادة فتح بعض المخابز في مدينة غزة أبوابها”. لافتا إلى أن عائلته كانت تأكل الخبز مع مزيج الأعشاب والزعتر في الغالب.

لكنه يشعر بالقلق من أن المخابز قد تنفد من الوقود قريبا.

في التقرير في الصحيفة الأمريكية، يقول إياد إن الحصول على كيس دقيق يتطلب الانتظار في الطابور لمدة ثلاث ساعات، وإن الفلفل الحلو  يبلغ الآن أكثر من دولارين، متسائلا “من يستطيع تحمل ذلك؟”.

وفي حين حذرت مبادرة عالمية لمراقبة الجوع، يوم الثلاثاء، من ارتفاع خطر المجاعة، أشارت إلى أن كمية الغذاء التي تصل إلى شمال غزة زادت في الأشهر الأخيرة. ويتزامن هذا التغيير مع إعادة فتح إسرائيل المعابر الحدودية، تحت ضغوط دولية مكثفة، للسماح بدخول المزيد من المساعدات.

ويعتمد تصنيف المجاعة حسب التصنيف المرحلي المتكامل على مجموعة من العوامل، من بينها نسب الأسر التي تواجه نقصا حادا في الغذاء، والأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد والوفيات بسبب الجوع أو سوء التغذية.

لكن العديد من الناس قد يموتون قبل استيفاء جميع المعايير.

ومنذ تطوير معايير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في عام 2004، تم استخدامها لتحديد مجاعاتين فقط، في الصومال في عام 2011، وفي جنوب السودان عام 2017، وفي الصومال توفي أكثر من 100 ألف شخص قبل الإعلان رسميًا عن المجاعة.

وحتى يوم الأحد، أفادت السلطات الصحية في غزة بوفاة 34 شخصا بسبب سوء التغذية، أغلبهم من الأطفال.

على الرغم من أن القتال في غزة يتركز الآن إلى حد كبير في الجنوب، فقد تم الإبلاغ عن نقص في الغذاء في جميع أنحاء الجيب المحاصر.

في غزة يقولون إن الواقع تخطى وشك المجاعة

العثور على طعام أهون من طهيه

ففي خان يونس، جنوبي قطاع غزة حيث كان نزار حماد، 30 عاما، يحتمي مع عائلته في خيمة، كان العثور على الطعام أقل تحديا من طهيه.

وقال “إن المعاناة الأكبر هي تحضير الطعام نفسه، لأنك لا تملك غاز الطهي”.

كما من الصعب العثور على الحطب فهو باهظ الثمن، لكن نزار حماد قال إن الخبز والدقيق والمعكرونة والأرز والعدس متوفرة وبأسعار معقولة نسبيا في منطقته، أما الدجاج ولحوم البقر والفواكه والخضراوات فهي مسألة أخرى.

مضيفا “المشكلة الآن هي الافتقار إلى المال والعمل والدخل”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى