صراع النفوذ يتفاقم.. توقيف محلّل يسلّط الضوء على المشروع الإيراني

أعلنت السلطات العراقية الأربعاء توقيف المحلّل السياسي عباس العرداوي بتهمة “نشر تدوينة تحريضية” ضدّ الأجهزة الأمنية اتهم فيها رادارات قاعدة عسكرية عراقية بأنها “قدّمت خدماتها” لإسرائيل في ضرباتها على إيران.
وتسلط تصريحات العرداوي الضوء على إشكالية معقدة تتعلق بانتماء الميليشيات العراقية الموالية لإيران وأذرعها السياسية والإعلامية بطريقة لا تلتقي مع المصالح الوطنية، إذ يحمل هؤلاء أجندة تخدم مصالح طهران حتى لو كانت ضد بلادهم.
وغالبا ما يطلّ عباس العرداوي على الشاشات العراقية لتقديم تحليلات سياسية ويتابعه على منصة إكس أكثر من 90 ألف حساب ويُعدّ مقرّبا من الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران وكذلك من تحالف الإطار التنسيقي الذي يتمتع بغالبية برلمانية.
وفتحت بغداد الثلاثاء تحقيقا في هجمات ليلية بمسيرات هجومية على مواقع وقواعد عسكرية عراقية تضرّرت منظومات الرادار في اثنتين منها بينها معسكر التاجي شمال بغداد.
وتناقلت حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي في العراق لقطات لمنشور حذفه العرداوي لاحقا من منصة إكس، علّق فيه فجر الثلاثاء على تدمير رادارات معسكر التاجي الذي يضمّ قوات عراقية، معتبرا أن أحد هذه الرادارات “قدّم خدماته بالعدوان الإسرائيلي”.
وتحدث ناشطون عن وجود حسابات أخرى تتبنى خطاب التحريض ووصل الأمر بمطالبة المرشد الإيراني علي خامنئي بضرب أهداف في العراق.
وعبر ناشطون عن دعمهم لوزارة الداخلية:
وقالت وزارة الدفاع العراقية الأربعاء في بيان “على خلفية نشره تدوينة تحريضية تعمد بها الإساءة والتشهير بالمؤسسة الأمنية، وما ينطوي على ذلك من إضرار بالأمن القومي، جرى صباح اليوم تنفيذ مذكرة قبض قضائية بحق الناشط الإعلامي عباس فلاح العرداوي”.
وأكّدت الوزارة أن “حرية التعبير حق مكفول عملت الحكومة العراقية على حمايته وتعزيز أسسه القانونية، إلا أن هذه الحرية تقف عند حدود الأمن القومي والمصالح العليا للبلاد”.
وبعد ظهر الثلاثاء، كتب العرداوي على إكس “لا أحد يستطيع أن يشكك بمواقفنا بدعم القوات الأمنية العراقية بكل صنوفها”، مؤكدا “ما نَقَلْتُه سابقا ورد في منصات التلغرام”.
وذكرت وسائل اعلام عراقية تعرض قاعدة الإمام علي الجوية في محافظة ذي قار، 375 كم جنوبي العراق فجر الثلاثاء، إلى قصف بطائرة مسيرة.
وحدثت هذه الضربات بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران وإسرائيل وافقتا على “وقف تام لإطلاق النار” للحرب التي استمرت 12 يوما بين البلدين.
ولم تتبنّ أي جهة الهجمات على الفور، فيما لم تحدّد السلطات العراقية ولا مسؤولين أمنيين هوية المنفذين.
ونفى مصدر مقرّب من الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران، لفرانس برس أن تكون لهذه المجموعات علاقة باستهداف الرادارات في القاعدتَين في وسط العراق وجنوبه.
وصرح رئيس خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء سعد معن بأن معسكر التاجي تعرض لهجوم بطائرتين مسيرتين مجهولتي الهوية. وقال أن “طائرة مسيرة مجهولة الهوية قصفت منظومة الرادار في معسكر التاجي فيما سقطت طائرة مسيرة أخرى على المولدة الكهربائية في القاعدة ولا توجد خسائر بشرية”.
بدوره، أعلن قائد عمليات بغداد الفريق الركن وليد التميمي أن طائرة مسيرة مجهولة استهدف أحد المواقع في معسكر التاجي شمالي بغداد. وقال التميمي لوكالة الأنباء العراقية “واع” إنه لا توجد خسائر بشرية.
وأفاد مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، فجر الثلاثاء، بأن سلسلة انفجارات طالت معسكر للجيش العراقي في مدينة التاجي شمالي بغداد.
ورجح المغردون أن تكون أصوات الانفجارات التي خلفت دخانا كثيفا نتجت عن استهداف الرادارات العراقية في معسكر التاجي وأن الاستهداف ربما يكون ناتجا عن طائرات مسيرة.
وفي سياق الهجوم الذي بدأته إسرائيل على إيران في 13 يونيو/حزيران، دعت الحكومة العراقية واشنطن إلى “منع” الطائرات الإسرائيلية من “اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات” على الجمهورية الإسلامية.
وأغضب خرق المجال الجوي العراقي الفصائل العراقية الموالية لإيران، فاتهمت القوات الأميركية المنضوية في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، بالسماح به.