صحيفة فرنسية تكشف مطامع ونوايا أردوغان في الصومال
ذكرت صحيفة لكسبريس الفرنسية بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد نهب ثروات الصومال فيما يخص النفط والمواد الهيدروكربونية، مؤكدة في تقرير نشرته يوم أمس الأربعاء بأن تركيا تقول بأنها شريك استراتيجي لمقديشو، غير أن الحقيقة تتجسد في حقول النفط فهي الدافع الرئيسي لتقارب أردوغان مع نظام عبدالله فرماجو.
وتابعت الصحيفة بأن البلد الذي يوجد في القرن الأفريقي والذي شهد توالي الحروب والإرهاب منذ نحو خمسة وعشرين عاما، أصبح بمثابة بوابة تركيا لنهب ثروات القارة السمراء.
وأفادت أيضا لكسبريس بأنه في أواخر يناير الماضي، وبعد أن عاد أردوغان من قمة دولية بخصوص الأزمة الليبية؛ إذ تدعم أنقرة حكومة فايز السراج غير الشرعية عسكرياً في مقابل حقوق استكشاف مواقع الغاز البحرية، أظهر أردوغان نواياه وأطماعه في ليبيا والصومال، حيث استشهدت الصحيفة الفرنسية بما قاله أردوغان في ذاك الوقت للصحفيين الذين رافقوه في الطائرة الرئاسية، إذ قال: أخبرنا الصوماليون أن هناك نفطاً قبالة سواحلهم، وقالوا لنا أنت تقوم بعمليات عسكرية في ليبيا، ولكن يمكنك أيضاً القيام بذلك هنا في الصومال.
ووفق تسريبات قامت بنقل حديث أردوغان للصحيفة، حيث قال الرئيس التركي: هذا أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وسنتخذ بسرعة قراراتنا لبدء عملياتنا هناك، ويمكننا أن نستفيد بشكل كبير.
وتطرقت أيضا الصحيفة الفرنسية إلى قول الأكاديمي دوجا إيرالب المتخصص في العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية في واشنطن: في الأوقات العادية، تحتاج الحكومة التركية بشدة إلى موارد الطاقة لإدارة اقتصادها، ومن هنا زاد النداء لبلد غير مستقر ومحروم مثل الصومال.
كما أضافت بأن النفوذ التركي في الصومال يرجع لعام 2011 في الوقت الذي زار فيه أردوغان العاصمة مقديشو، مستغلاً بذلك المجاعة التي أصابت البلاد حينها حتى يقوم بزرع نفوذه في البلاد وذلك من خلال توثيق العلاقات بمساعدات تركية إنسانية، وتمويل مشروعات تنموية ومدارس وزرع قاعدة عسكرية تركية.
هذا وتقوم شركات تركية بإدارة موانئ مقديشو الجوية والبحرية، وتغرق الأسواق الصومالية بالبضائع التركية، وتنفذ الخطوط الجوية التركية رحلات مباشرة نحو العاصمة مقديشو.
وحسب ما جاء في دراسة لدائرة البحوث البرلمانية الخاصة بالكونجرس الأمريكي 2018، فإن بداية الوجود التركي في الصومال قد تم من خلال المشاركة في فرقة العمل المشتركة 151 لمكافحة القرصنة في خليج عدن قبالة ساحل القرن الأفريقي، ضمن قوات من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العام 2009، عام 2001، وشاركت قبل ذلك أنقرة مع واشنطن في بعثات إلى الصومال، وبالتحديد بعد الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.
وكشفت تركيا فيما بعد عن رغبتها في التوغل أكثر داخل الصومال، وذلك من خلال لعب دور محوري في العملية السياسية والعسكرية بالبلاد، حيث دخلت على خط الصراع بين الحكومة والمجموعات المسلحة.
وقامت أنقرة، في أبريل 2012 بانتزاع اتفاق عسكري مع مقديشو من أجل إنشاء قاعدة عسكرية، وحاولت بذلك إقناع واشنطن والاتحاد الأوروبي بتمويل الجيش الصومالي عوض القوة الدولية.
كما حققت أنقرة في سبتمبر 2017 تقدماً كبيرا في تحقيق جزء مهم من مخططها في الصومال، وتم ذلك من خلال تأسيس أضخم قاعدة عسكرية تركية في الخارج على أرض مقديشو بموجب الاتفاق العسكري الموقع في 2012، وها هي تسارع نحو استنزاف موارد البلد الأفريقي الذي يظهر وكأنه يحاول الإفلات من إرهاب المسلحين والحرب الأهلية إلى ابتزاز وإرهاب أردوغان.