صحيفة فرنسية تكشف ما تسعى إليه قطر.. الانتقام من الدول العربية
كشفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية بأن قطر تسعى جاهدة للانتقام من الدول العربية عبر تخفيف حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة رغم تهديداتها الواضحة للمنطقة.
وقد توترت العلاقة بين واشنطن وطهران في الفترة الماضية إثر تعليق إيران بعض التزاماتها بالاتفاق النووي الإيراني وكذلك تهديدها المصالح الأمريكية بالمنطقة والملاحة والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
وذكرت الصحيفة بأن قطر التي تنبذها معظم الدول العربية، تتظاهر فقط بابتسامة عريضة يرسمها أمير قطر تميم بن حمد على شفتيه بالمحافل الدولية بأن المقاطعة لم تؤثر فيه.
كما أضافت أن تلك الإمارة الصغيرة التي طالما تدعى لعب دور وتأثير إقليمي ودولي يتجاوز حجمها الحقيقي، باتت مهمشة.
وأشارت أيضا إلى أنها قد اعتادت على مشاهدة خطوات الذئاب الشريرة الكبيرة التي تهدد بإشعال الخليج (في إشارة إلى إيران) ورغم ذلك تحول دون ردعها كانتقام من الدول العربية المعادية لها.
وقد لفتت الصحيفة الفرنسية إلى ما ذكرته المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر بأن الولايات المتحدة مثل إيران لا يريدان حرب .. ولا نعتقد في حدوث أي تصرف عسكري، ورغم ذلك هذا الأمر لا يمنعنا من متابعة الأوضاع والتوترات عن كثب.
وقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة بموقع تويتر حيث قال قائلاً: أنه إذا ما أرادت إيران القتال، فستكون النهاية الرسمية لإيران. ولن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى!
وحسب الصحيفة فإن الإمارة اقتربت بالفعل من إيران التي فتحت مجالها الجوي والبحري في أعقاب المقاطعة، كما أنها محمية بشكل خاص من خلال وجود أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط (العديد) التي تعد مركز القيادة لمعظم العمليات العسكرية الأمريكية في السنوات الأخيرة في العراق أو سوريا أو أفغانستان.
كما أشارت إلى أنه على الرغم من حسن نية دول الجوار بدعوة قطر في قمم مكة الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية بمبادرة العاهل السعودي الملك سلمان لاتخاذ موقف موحد بشأن القضايا والأحداث الراهنة في جميع أنحاء العالم، وحشد الدول العربية لمواجهة التهديدات الإيرانية، فيبدو على قطر أنها ستخرج عن الصف العربي بعرقلة أي إجراء ضد حليفتها إيران.
ذكرت الصحيفة الفرنسية وقائع الخيانات القطرية للدول العربية بالخروج عن الصف موضحة أنه عقب التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران هددت طهران أكثر من مرة بإغلاق مضيق هرمز، الذي يتم من خلاله تمرير 18 مليون برميل من النفط يومياً أو 20% من الاستهلاك العالمي.
وأشارت أيضا إلى ما قاله مدير ميناء حمد التجاري القطري (لم يذكر إسمه) بأنه: لا شك أن المنطقة بأكملها ستتأثر في حالة نشوب نزاع أو حتى تهديد خطير لحركة الملاحة البحرية، ولكن باستثناء قطر التي وضعت خطة طوارئ في حالة حدوث مشكلة، دون أن يكشف عن مصدر تلك الخطة فهل ستحصل على استثناءات؟ كما أضافت الصحيفة أن الواقعة الأخرى هي التزام قطر الهدوء وعدم التعليق على العمليات التخريبية والانتهاكات الإيرانية الأخيرة في مياه الخليج.
وقد قال مدير البحوث بالمركز العربي للبحث والدراسات السياسية بالدوحة، مروان قبلان، أنه في حالة نشوب حرب بين طهران والولايات المتحدة من المفترض أن تكون الدوحة في خط الدفاع الأول عن مياه الخليج باستخدام الولايات المتحدة قاعدة العديد بالدوحة، لذا تسعى قطر لخفض التصعيد لعدم اضطرارها ذلك ضد حليفتها إيران.
واقترح المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون إمكانية الحوار في الأيام الأخيرة، عرضت عدة بلدان مساعيها للوساطة بين الأمريكيين والإيرانيين، وذلك في محاولة لنزع فتيل الأزمة، من بينها اليابان، وسويسرا، والعراق وقطر.
وترى الصحيفة أن الدوحة بهذه الطريقة (الوساطة) تحاول الترويج لنفسها في المنطقة بأن لها علاقات جيدة مع جميع الأطراف، بأي ثمن.