صحيفة بريطانية تكشف معاناة العمال في قطر مع تفشي فيروس كورونا
وجهت صحيفة الغارديان The Guardian البريطانية، في تقرير لها تحذيرا بخصوص الوتيرة السريعة التي يعرفها انتشار فيروس كورونا في قطر، نظرا لتساهلها في معالجة وضع عمالة كأس العالم، والذين يتكدسون في الحافلات، ومواقع العمل من غير أي إجراءات للسلامة من الفيروس، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع سريع في عدد المصابين بالفيروس. وقد اتهم التقرير قطر بسوء معاملة العمال ووضعهم في بيئة غير لائقة تساعد في انتشار الفيروس.
وقد أعلنت وزارة الصحة القطرية مساء يوم الخميس، ارتفاع عدد المصابين بـفيروس كورونا إلى 549 حالة، في حين ذكرت الصحيفة البريطانية في تقريرها بأنه لا يزال العمال المهاجرون الذين يبنون الملاعب والبنية التحتية لكأس العالم 2022 في قطر يعملون في مواقع البناء المزدحمة، بالرغم من أمر حكومي يحظر جميع أشكال التجمعات بسبب الوباء.
وقد قال العمال بأن الأمر يسير كالمعتاد مع استمرار البناء بوتيرة متسارعة مع مرور أقل من 1000 يوم حتى انطلاق البطولة، ووفق التقرير، يمكن رؤية الحافلات المكتظة بالعمال وهي تتجه إلى العمل، بينما قال العمال لصحيفة الغارديان بأنهم مستمرون في تحمل نوبات عمل طويلة مع إجراء فحوصات صحية محدودة فقط.
وبوجود جدل واسع في المملكة المتحدة بخصوص ما إذا كان من الآمن لعمال البناء أن يعودوا إلى العمل، فقد قال وزير الصحة، مات هانكوك، يومه الثلاثاء بأن أعمال البناء الأساسية يمكن أن تستمر إذ ما بقي العمال على بعد مترين، غير أن هذا الشرط يكاد يكون من المستحيل أن يتحقق في قطر، إذ يعيش العمال في مخيمات العمل المزدحمة، ويتقاسمون غرف النوم التي تحتوي على 8 إلى 10 آخرين من العمال، كما يتم نقلهم للعمل في حافلات الشركة المزدحمة بما يصل إلى 60 شخصاً في كل حافلة.
وفي الوقت الذي يستمر فيه العمل في بعض القطاعات في قطر، فإن العمال المهاجرين ذوي الأجور المنخفضة معرضون للخطر بشكل خاص، نظراً لمدى تفاعلهم الوثيق مع الآخرين في معسكرات العمل، إذ يقول العمال بأنه ليس لديهم خيار سوى الخروج والعمل، مجبرين من قبل أصحاب عملهم والحاجة الملحة لكسب المال لإرسالها لأسرهم في بلدانهم.
وحسب ما نقلت الصحيفة عن عامل بناء كيني، لا يعمل في مشروع لكأس العالم، ويعمل في نوبات لمدة 14 ساعة، فقد قال: أنا قلق كثيراً بشأن الإصابة بالفيروس، لكنني بحاجة إلى المال. ويقول إنه يرتدي قفازات وقناعاً في العمل لكنه لا يكفي، وتابع: الله وحده يكفي. في حين قال عامل نيبالى، وهو يشارك في ببناء موقف للسيارات إنه يتم فحص ضغط دمه قبل كل نوبة عمل وتابع أستخدم قناع الوجه، الذي اشتريته لنفسي. أولئك الذين ليس لديهم قناع يغطون أفواههم بقطعة من القماش.
وكانت السلطات القطرية قد أعلنت في الأسبوع الماضي، عن حظر جميع أشكال التجمعات.. بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الكورنيش والحدائق العامة والشواطئ والتجمعات الاجتماعية، وبالرغم من الإغلاق شبه الكامل للصالات الرياضية ودور السينما ومراكز التسوق والبنوك، يبدو أن القانون لا ينطبق على عمال البناء وغيرهم في القطاع الخاص.
وقد كانت هناك ردود أفعال غاضبة تجاه التنبيهات على مواقع التواصل الاجتماعي الحكومية التي تحث الناس على تجنب الأماكن العامة والتجمعات، إذ كتب أحد المستخدمين: كيف سيحافظ عمال البناء على التباعد الاجتماعي؟.. لا أحد يهتم بسلامتنا.. هل تعتقد أننا لا نريد أن نعيش؟ هل تعتقد أننا لا نريد أن نرى عائلاتنا؟، بينما كتب آخر بأنه كان في الموقع لمدة 9 ساعات في اليوم، مضيفا: نحن لسنا روبوتات، نحن لسنا محصنين ضد الفيروس.
هذا ويدفع معظم العمال رسوم توظيف كبيرة، يصل بعضها إلى 4000 جنيه إسترليني، لتأمين وظائف في قطر. في حين يجد الكثيرون أن رواتبهم أقل مما وُعدوا به. ومن الشائع في قطر انخفاض الأجور والتأخر في الأجور، ولكن العمال يترددون في الشكوى خوفاً من فقدان وظائفهم.
ووفق ما نقلت الصحيفة عن جيمس لينش، مدير في شركة فير/سكوير للأبحاث والمشاريع وخبير في العمال المهاجرين في قطر، حيث قال: من الصعب على الموظفين في أي سياق رفض الذهاب إلى العمل، ولكن في أنظمة مثل قطر، حيث يتمتع أصحاب العمل بمستويات قصوى من السيطرة على العمال، سيكون ذلك محفوفاً بالمخاطر بشكل خاص، وقد توقفت الهجرة الجديدة إلى قطر نتيجة للوباء، وبالتالي فإن تأثير فقدان وظيفتك الآن أسوأ مما سيكون عليه على أي حال، وقد تجاوز عدد الحالات المؤكدة لفيروس كورونا في قطر الآن 500 حالة، حيث كانت الغالبية العظمى من العمال المهاجرين.