شائعات يطلقها تنظيم الإخوان لإثارة الفتن في السودان
يحاول تنظيم الإخوان الإرهابي في السودان، بكل الشائعات أن يوقع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ويثير أيضا القلاقل وهذا ضمن مخطط يؤدي بالبلاد إلى الحرب.
غير أن هذا المخطط قد كان مصيره الفشل من أول وهلة، وبطلك قد خابت آمال الحركة الإسلامية السياسية (إحدى أذرع التنظيم) التي تسعى لزرع نار الفتنة في البلاد، بعد أن عزلها الشعب بانتفاضة عارمة أيدتها القوات المسلحة.
وقد جاءت المحاولات التي يتبعها الإخوان من أجل أن يوقع بين الأجهزة النظامية، بعد أن فشلت أهدافهم في تعطيل عملية الوفاق السياسي في السودان، والتي مضت عكس مخططاتهم الخبيثة؛ إذ وقّع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير اتفاقاً سياسياً يمهد لتشكيل هياكل السلطة الانتقالية في البلاد.
في حين يرى محللون سياسيون بأن الحركة الإسلامية السياسية التي يتزعمها الرئيس المعزول عمر البشير، تهدف إلى إشعال الحرب وبالتالي عدم محاسبة رموزها على الجرائم التي ارتكبوها بحق السودانيين طوال 3 عقود قضوها في مدة الحكم.
وحسب المحللين فالتنظيم الإخواني بالسودان وحلفه الدولي، يرغب في تعطيل التسوية السياسية بين المكونات السودانية، نظرا لأنها ستقصيه من المشهد السياسي تماماً في ظل حالة الكراهية الشعبية للحركة الإسلامية السياسية.
ومنذ أن تم توقيع الاتفاق السياسي، فقد نشط التنظيم الإرهابي في الترويج للشائعات بمنصات وسائط التواصل الاجتماعي من خلال عناصرهم المعروفين محلياً بالجداد الإلكتروني وذلك في محاولة يائسة لضرب علاقة المكونات الأمنية في البلاد.
وقد روج الإخوان أيضا شائعات بين نائب رئيس المجلس الانتقالي محمد حمدان حميدتي، وقائد مدرعات الجيش اللواء نصر الدين عبدالفتاح، وكذا إلى اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، كما قاموا بإطلاق دعوة مفخخة لمظاهرة مليونية لإخراج الدعم السريع من الخرطوم، منتحلين صفة الحرية والتغيير، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل .
الانقضاض على الثورة
وقد ذكر المحلل السياسي محمد وداعة بأن تنظيم الإخوان يحاول أن يزرع الفتنة بين الجيش والدعم السريع من جهة، ويخلق حالة من العداء بين الشعب والقوات النظامية من جهة أخرى، وبذلك يسهل له الانقضاض على الثورة الشعبية والعودة إلى المشهد السياسي مجدداً.
وخلال حديثه للعين الإخبارية، فقد قال وداعة بأن عناصر التنظيم سيحاولون بكل جهدهم من أجل الحفاظ على مصالحهم التي بنوها خلال 3 عقود ماضية، فمن الطبيعي أن يعملوا على زرع الفتنة واللعب على التناقضات.
ووفق ما ذكره محمد وداعة، فإن تنظيم الإخوان صار يعمل في الظلام لإجهاض الثورة وتشكيل خطر على المجلس العسكري نفسه قبل قوى الحرية والتغيير.
وتابع قائلا لا تزال أغلبية قيادات الحركة الإسلامية مطلقي السراح ويديرون استثماراتهم ومتحكمين في الشركات الكبرى ومفاصل الحكم في الوزارات والولايات الإقليمية، فهذا وضع مريح ومثالي ما كان يجب أن يجدوه بعد عزلهم من الحكم.
وقد أشار وداعة إلى ضرورة أن يعمل شركاء الثورة السودانية في الخليج العربي على القضاء على الإخوان، وذلك كهدف مشترك مع الأطراف بالداخل السوداني، لأن ترك الحركة الإسلامية بهذه الوضعية المريحة يؤهلها إلى العودة للمشهد. وأكد أيضا على ضرورة تشكيل حكومة بشكل عاجل من أجل إدارة شؤون البلاد، وبذلك فشل مخططات الإخوان.
في حين أكد المحلل السياسي عبدالواحد إبراهيم أن الهم الأول للإخوان، الوجود في السلطة، بغض النظر عن مآلات ذلك على السودان، فمن الطبيعي أن يثيروا القلاقل والفتن بين مؤسسات الدولة الأمنية المختلفة، سواء الجيش أو الدعم السريع أو الشرطة، فهم لا يمكن أن يعيشوا إلا بالسيطرة على مفاصل الدولة والفساد.
وأثناء حديثه للعين الإخبارية فقد أضاف عبدالواحد هشاشة الأوضاع في هذه المرحلة أغرت الإخوان، وعادوا للترويج للشائعات وضرب الخصوم على الحزام والنيل من القوى الثورية الصاعدة، ومن أجل إجهاض الاستقرار خلال الفترة الانتقالية وما بعدها.
وأضاف هذه الممارسات جربها الإخوان خلال حقبة الديمقراطية الثالثة عقب ثورة؛ حيث كانت أجهزتهم الإعلامية تدير الفتن بين مكونات السودان السياسية والعسكرية والاجتماعية كالقبائل، إلى أن انقضوا عليها بانقلاب عسكري عام 1989.
وتابع قائلا بأن استراتيجية تنظيم الإخوان تقوم على الوجود بالحكم من أجل التمكين، بما تتيحه لهم الدولة السودانية من تدريب وتأهيل واستغلال المسائل اللوجستية، ولجمع المعلومات عن المكونات السياسية الأخرى لهدمها.
كما ذكر بأن هؤلاء لا يعيشون إلا في الأجواء العكرة فإن لم تكن هنالك معركة افتعلوها، فهم لا يملكون سيطرة على قوات الدعم السريع، وحاولوا اختراقها وفشلوا لذلك يحاولون استهداف الجيش عبر إثارة الفتن، مضيفا: ما يقوم به الإخوان حالياً، محاولة لقطع الطريق أمام تحركات تقودها السلطة لمحاسبة رموز الإخوان في قضايا فساد كبرى، ومنع الوفاق السياسي الذي سيقود إلى رحاب الديمقراطية والعدل والمساواة.
أما فيما يتعلق بالجداد الإلكتروني الإخواني فقد بدأ حملته بترويج شائعة مفادها أن قوات المدفعية التابعة للجيش بمدينة عطبرة شمال السودان، قد قررت التحرك إلى الخرطوم من أجل منازلة الدعم السريع، غير أنه سرعان ما انكشف كل هذا وأصبح فقط محط سخرية وسط نشطاء الإنترنت في السودان.
وتستمر الحملة الإخوانية من أجل إطلاق شائعة أخرى بحدوث اشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مدن السوكي وسط السودان، والضعين بولاية شرق دارفور غربي البلاد، والعاصمة الخرطوم، وهذا الأمر لم يكن له وجود في الواقع وقد دحضته السلطات الحكومية.
وقام الإخوان في منتصف الأسبوع الماضي بإطلاق دعوة مفخخة منتحلين لافتة تجمع المهنيين السودانيين، للخروج في مظاهرات مليونية بهدف إبعاد قوات الدعم السريع عن الخرطوم، غير أن قوى الحرية والتغيير قد سارعت بإصدار بيان تبرأت فيه من هذه الدعوات، وطالبت الجماهير السودانية بعدم الالتفات لها.
وبالرغم من الفشل الذريع لكل هذه المحاولات، غير أن الإخوان حاولوا مجددا تنفيذ مخططهم التخريبي ، حيث قاموا بإطلاق شائعة يوم الجمعة، مضمونها أن مشادة كلامية حدثت بين نائب رئيس المجلس العسكري القائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان حميدتي وقائد سلاح المدرعات بالجيش اللواء ركن الدكتور نصر الدين عبدالفتاح، خلال اجتماع بالقيادة العامة.
كل افتراءات العناصر الإخوانية لم يعرها الشارع السوداني أي اهتمام لضعفها، فقد دحضها قائد سلاح المدرعات بالجيش اللواء ركن الدكتور نصر الدين عبدالفتاح، في وقتها، وقال في في بيان صحفي يوم الجمعة بأن ما يروج له بعض أعداء الوطن، والذين يودون إشعال فتنة بين المؤسسات العسكرية، يعتبر فتنة والفتنة أشدة من القتل. كما أضاف نؤكد لجميع الشعب السودانى أن كل الأجهزة النظامية الآن في أقوى مراحلها من ناحية التماسك والقيادة وإدارة هذه المرحلة التي قاربت على الانتهاء.