سياسة

سوريا… هتافات غزة تُربك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية


أثارت تسجيلات لجنود من الجيش السوري وهم يهتفون لغزة، الاثنين، خلال مسيرة باحتفالات عيد التحرير، قلقا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فيما اعتبره مراقبون مبررا بيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء في حكومته لتبرير عدم انسحابهم من الجنوب السوري وذلك بوجود تهديدات أمنية تمثلها عناصر في الجيش السوري قريبة من حماس.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي “في ذكرى سقوط نظام الأسد وقيام النظام السوري الجديد أمس، رصدت الأجهزة الأمنية توثيقا من الشبكات المفتوحة، يظهر فيها جنود من جيش الجولاني (في إشارة الى الرئيس السوري أحمد الشرع) في عروض عسكرية أقيمت في أنحاء سوريا”.
وأضافت “تُظهر الفيديوهات جنودًا من الجيش السوري يهتفون بشعارات عدوانية ضد إسرائيل، ويستخدمون كلمة عدو للإشارة إلى إسرائيل”.
وتابعت “يهتف الجنود في المقاطع المسجلة بهتافات (غزة، غزة، شعار النصر والصمود)، و(جئت إليك يا عدوي، لأصنع من دمائك ذخيرة وأملأ الأنهار بدمائك)، و(غزة، غزة، غزة رمز، احتلال ودمار، ليل نهار)”.
وذكرت إذاعة الجيش أنه “خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، جرت مناقشات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول هذا الموضوع، بمشاركة مسؤولين كبار، تناولت أهمية الفيديوهات”.

جرت مناقشات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول هذا الموضوع

وقالت “من المتوقع أن تتخذ إسرائيل خطوات – بما في ذلك توجيه رسائل قوية للنظام السوري حول هذا الموضوع – ومطالبته بإدانة تسجيلات جنوده”.
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، لم تسمهم “نحن نتعامل مع النظام السوري بمبدأ الشك والريبة، ننظر إليهم بريبة تامة. طبيعة النظام جهادية متطرفة، ونحن لسنا في حيرة من أمرهم”.
وتتعرض الدولة العبرية لضغوط أميركية قوية بسبب التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا وتنفيذ بعض الهجمات حث قال مسؤولان أميركيان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيدمر نفسه ويحوّل حكومة دمشق إلى “عدو” في حال استمرار الهجمات على الأراضي السورية.

وأصيب 3 سوريين، الثلاثاء، برصاص قوات إسرائيلية توغلت في ريف محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد، وأقامت حاجزا مؤقتا في المنطقة.

وأفادت قناة “الإخبارية السورية” بـ”إصابة 3 أشخاص برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة”.

وأوضحت أن “قوات الاحتلال استخدمت عدة آليات عسكرية وناقلات جنود وأطلقت قنابل دخانية”.

وقبل أن تعلن القناة الحصيلة الجديدة، أفادت بتسجيل إصابتين ونقلهما إلى مستشفى الجولان الوطني.

وفي وقت سابق الثلاثاء، توغل الجيش الإسرائيلي باتجاه بلدتي “جبا” و”خان أرنبة” في ريف القنيطرة، وأقام حاجزا مؤقتا بينهما.

وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” “توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) باتجاه بلدتي جبا وخان أرنبة في ريف القنيطرة”.

وأشارت إلى أن “قوة للاحتلال مؤلفة من سيارتين عسكريتين إحداهما مصفحة والأخرى من نوع همر توغلت من نقطة العدنانية”.

وبينت أن القوة “قامت بنصب حاجز مؤقت على الطريق الواصل بين بلدتي جبا وخان أرنبة على أوتستراد (الطريق السريع) السلام في ريف القنيطرة، دون إجراء عمليات تفتيش للمارة”.

ومؤخرا تصاعدت انتهاكات إسرائيل في القنيطرة، ويشتكي سوريون من التوغلات في أراضيهم الزراعية مصدر رزقهم الوحيد فيما تعرضت بلدة بيت جن في ريف دمشق لهجوم إسرائيلي أوقع 13 قتيلا.
وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية ـ سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اعتبر، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن تل أبيب ليست على مسار السلام مع سوريا فيما وجه نتنياهو انتقادات حادة للرئيس السوري أحمد الشرع، متهمًا إياه بالسعي إلى “جلب قوات روسية إلى الحدود السورية الإسرائيلية” في أعقاب زيارة تاريخية أجراها الشرع إلى واشنطن.
ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري.
وشهدت العاصمة السورية دمشق الاثنين مسيرة عسكرية في إطار الاحتفالات بعيد التحرير، ردد خلالها جنود من الجيش السوري هتافات داعمة لقطاع غزة، الذي شهد على مدى عامين إبادة إسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألفا وما يزيد عن 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.
وتحتفل سوريا هذه الأيام بـ”عيد التحرير”، تخليدًا للخلاص من نظام الأسد عبر معركة “ردع العدوان” التي انطلقت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في حلب، قبل أن يتمكن الثوار من دخول دمشق بعد 11 يومًا، معتبرين هذا اليوم نهاية حقبة طويلة من القمع والانتهاكات التي استمرت 14 عامًا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى