متابعات إخبارية

سوريا تعلن إصابة أسماء الأسد بسرطان الدم


 أعلنت رئاسة الجمهورية السورية، إصابة السيدة الأولى أسماء الأسد بمرض سرطان الدم المعروف بـ”لوكيميا”، بعد خمسة أعوام على تعافيها من مرض سرطان الثدي، واستئناف دورها في رئاسة المجلس الاقتصادي “السري” في القصر الرئاسي الذي يتحكم بأهم مفاصل الحياة الاقتصادية في سوريا.

وقالت الرئاسة في بيان “بعد ظهور أعراض وعلامات سريرية مرضية تبعتها سلسلة من الفحوصات والاختبارات الطبية، تم تشخيص السيدة الأولى أسماء الأسد بمرض الابيضاض النقوي الحاد (لوكيميا). وأفادت بأن “السيدة الأولى ستخضع لبروتوكول علاجي متخصص يتطلب شروط العزل مع تحقيق التباعد الاجتماعي المناسب. وبالتالي ستبتعد عن العمل المباشر والمشاركة بالفعاليات والأنشطة كجزء من خطة العلاج”.

وكانت أسماء الأسد قد أعلنت خلال مقابلة مع التلفزيون السوري شفاءها من مرض السرطان بعد عام على تشخيص إصابتها بورم خبيث في الثدي. وقالت في مقابلة في أغسطس/آب 2019 “رحلتي انتهت الحمد الله خلصت، انتصرت على السرطان بالكامل”، وقالت إن “وجع علاج السرطان فيه تعب وألم وإرهاق للجسم، لكن هذا لا يعني ألا يكون الواحد إيجابياً في حياته”، مشيدة بعائلتها التي وقفت إلى جانبها.

ورافق عودتها إلى العمل توسع في أنشطة منظمتها التي تقدم نفسها للمانحين الدوليين، كشريك رئيسي في “إعادة إعمار” سوريا.

وأسماء الأسد أم لثلاثة أولاد صبيان وبنت. والدها طبيب متخصص في أمراض القلب في بريطانيا اسمه فواز الأخرس ووالدتها الدبلوماسية السورية المتقاعدة سحر عطري. وتنحدر عائلتها السنية من حمص (وسط) وتحمل إجازة جامعية من “كينغز كولدج” في لندن.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية تردد اسمها داخل سوريا كثيرا، مع انتشار تقارير محلية وغربية كشفت عن دورٍ اقتصادي تلعبه على أنقاض البلاد المنهكة معيشيا وبنيويا وماليا، من خلال “مكتب” ارتبط باسمها وباسم “القصر الجمهوري”، حيث صعد نجم السيدة الأولى واتسع نفوذها في الاقتصاد السوري، في حين أن أفراد شملتهم عقوبات غربية مثل أقاربها مهند الدباغ وفراس الأخرس إضافة ليسار إبراهيم مدير المكتب الاقتصادي الخاص بالقصر الجمهوري هم أدواتها.

وسلطت العديد من وسائل الإعلام العالمية تقارير تضيء على دور زوجة الأسد في سوريا بعد العقوبات الغربية التي طالت مقربين منها مطلع العام الحالي 2024، من أهمهم شقيقها فراس الأخرس وشريك في ملكية شركة “تكامل” المسؤولة عن إدارة برنامج (البطاقة الذكية) المستخدم منذ عام 2014 لتوزيع المواد الغذائية المدعومة وغيرها من المنتجات في سوريا، تحت مظلة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وهي الشركة التي تحصل على رسوم مقابل كل معاملة من خلال البطاقة الذكية. ومهند الدباغ، ابن عم أسماء الأسد، وشريك في ملكية شركة “تكامل”.

وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير سابق إن أسماء، زوجة “الدكتاتور” السوري -كما وصفته طورت شبكة الأعمال الخاصة بها، إلى درجة أن واشنطن شملتها بالعقوبات على النظام، ووصفتها بأنها “واحدة من أسوأ المستفيدين من الحرب” في بلادها.

وبينما كانت تصعد شيئا فشيئا سرعان ما تم استهدافها بعقوبات فرضتها الولايات المتحدة الأميركية في ديسمبر/كانون الثاني 2020، طالت أيضا والدها فواز الأخرس، وعددا من أفراد العائلة هم سحر عطري الأخرس وفراس وإياد الأخرس.

واستعرض البروفيسور الفرنسي الخبير بشؤون الشرق الأوسط جان بيير فيليو حياة أسماء التي ولدت عام 1975 في عائلة سورية تقيم في العاصمة البريطانية لندن، ونشأت في ضاحية أستون الراقية، وتخرجت في كلية كينغز، لتصبح محللة مالية في جيه.بي.مورغان حتى زواجها.

وذكّر الكاتب بتهليل الصحافة البريطانية لأسماء الأسد، عندما سمتها “ديانا الشرق” أثناء زيارتها الرسمية للمملكة المتحدة عام 2002، و”بلغتها الإنكليزية الأرستقراطية، وأناقة نموذجها الأعلى بدت أسماء الأسد حديثة ومتطورة في الجمهورية الدكتاتورية الوحيدة ذات الطبيعة الوراثية في الشرق الأوسط”.

والعام الماضي، نشرت صحيفة “فاينينشال تايمز” تقريراً مفصلاً عن مجلس سري تقوده أسماء الأسد من داخل القصر الرئاسي، يتولى مهمة الهيمنة والتحكم باقتصاد سوريا، لإثراء عائلة الأسد وتمكين نفوذها إلى جانب تأمين التمويل لعمليات النظام السوري.

واعتمد تقرير الصحيفة على مقابلات مع 18 شخصية على دراية بآليات عمل النظام، بينهم رجال أعمال ومديرو شركات وموظفون في المنظمات الإغاثية ومسؤولون سابقون في مؤسسات النظام.

وبحسب الشهادات، فإن أسماء الأسد عملت على مدار سنوات طويلة لبناء شبكة محسوبيات واسعة بالاعتماد على المنظمات الخيرية وغير الحكومية التابعة لها، مثل “الأمانة السورية للتنمية”، بينما تحكمت هي شخصياً بتدفق أموال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سوريا، من أجل تمكين عائلة الأسد من إحكام قبضتها على البلاد.

وتهيمن الآن على العديد من القطاعات الاقتصادية في سوريا، بما في ذلك قطاع العقارات والمصارف والاتصالات، عبر شركات وهمية وشخصيات مقرّبة تدير الأعمال بالنيابة عنها من الخارج.

 

وقال رجال أعمال ومحللون سوريون لـ”فاينينشال تايمز”، إن أسماء وزوجها بشار الأسد وشقيقه ماهر، فككوا معاً طبقة التجار التقليدية في سوريا، وابتكروا أساليب جديدة تسمح لهم باستثمار الحرب اقتصادياً لتكوين ثروة شخصية، وبات اسم زوجة رئيس النظام رمزاً يشير إلى هذا النظام الاقتصادي الجديد.

ويُعتبر رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، والذي كان يسيطر وحده على أكثر من نصف الاقتصاد السوري، أبرز من استهدفتهم خطّة أسماء الأسد، وأجبرته على تسليم أصوله داخل البلاد، بما في ذلك شركتي “شام القابضة” (أكبر شركة سورية) و”سيرياتيل” (أكبر شركة للهاتف المحول في سوريا). واستولت أيضا على “جمعية البستان الخيرية” التابعة له، وعينت مسؤولين مقربين منها في مجلس إدارة شركة سيريتل للاتصالات، كما أسست شركة اتصالات “إيماتيل” مع رجل أعمال سوري.

وترأس أسماء الأسد المجلس الاقتصادي “السري” التابع للرئاسة. وهذا المجلس لا يلعب دورا بارزا رسميا في سوريا، وفق فاينيننشال تايمز، بينما تعمل المنظمات غير الحكومية التابعة لزوجة الأسد في بناء شبكة محسوبية واسعة للعائلة. وتتحكم في أماكن وصول أموال المساعدات الدولية في البلاد.

وتقدّر وزارة الخارجية الأميركية أن صافي ثروة عائلة الأسد يتراوح بين مليار وملياري دولار، فيما تبلغ ثروات المقربين منه مليارات الدولارات.  وكشفت الوزارة في مايو/أيار 2022 أن أسماء الأسد، التي أدرجتها على قوائم العقوبات، أسست شبكة تمارس نفوذا على الاقتصاد السوري، ناهيك عن نفوذها على اللجنة الاقتصادية التي تدير الأمور الاقتصادية في البلاد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى