سلاح الجو البريطاني يكشف عن ستورم شراود.. المسيرة المرافقة للمقاتلات

كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن إلحاق جيل جديد من الطائرات المسيّرة التي تحمل اسم “ستورم شراود” إلى الخدمة.
وذكر تقرير لصحيفة ذا صن البريطانية أن هذه المسيرات تتميز بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع أنظمة تشويش إلكتروني متطورة، صُممت لتعطيل الرادارات المعادية وفتح ممرات آمنة عبر صواريخ الدفاع الجوي للمقاتلات البريطانية مثل تايفون وإف-35 لايتنينغ خلال العمليات القتالية.
وقد خضعت الطائرات لاختبارات ميدانية مكثفة في أوكرانيا، حيث ساهمت في تقليل فعالية الصواريخ الروسية بنسبة 40 في المائة في بعض الجبهات، وفقًا لمصادر عسكرية أوكرانية.
وأشار التقرير إلى أن عدد طائرات ستورم شراود في سلاح الجو البريطاني يبلغ حوالي 24 طائرة، وهي مجهزة بجهاز تشويش الإشارات “برايت ستورم” الأحدث عالميا، والقادر على إرباك رادارات العدو.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان: “ستُحدث هذه الطائرات المسيّرة نقلة نوعية في القدرات، من خلال استخدامها جهاز تشويش إشارات متطور بعيد المدى لتعطيل رادارات العدو، مما يحمي طائراتنا وطيارينا”.
وأضاف البيان: “باستخدام تكتيكات ثورية جديدة، تدعم هذه الطائرات مقاتلات مثل تايفون وإف-35 لايتنينغ عبر إرباك رادارات العدو، ما يتيح للطائرات القتالية مهاجمة الأهداف دون رصدها.
وهذا يعني أن سلاح الجو الملكي سيستفيد للمرة الأولى من قدرات الحرب الإلكترونية المتقدمة دون الحاجة إلى طاقم بشري، مما يتيح تحويلهم لمهام حيوية أخرى في الخطوط الأمامية”.
وتخطط بريطانيا لتعزيز أسطولها بجيل ثانٍ قادر على تنفيذ هجمات إلكترونية وهجومية متزامنة. وأكد وزير الدفاع جون هيلي أن هذه التقنيات ستُعيد هيكلة تحالفات الناتو، مشيرًا إلى محادثات مع حلفاء لتصدير النظام.
ويرى رئيس أركان سلاح الجو الملكي، السير ريتش نايتون، أن هذه الطائرات تمثل “نقلة تاريخية تُعيد تعريف التفوق الجوي”، مع التركيز على حماية الطيارين وتقليل المخاطر البشرية في المهام الخطرة.
وأوضح التقرير أن سوق الطائرات المسيّرة البريطاني يشهد نموًا ملحوظًا، حيث قفزت قيمته من 94.66 مليون جنيه إسترليني عام 2023 إلى توقعات بوصوله 1.5 مليار جنيه بحلول 2031.
ولا تقتصر استخدامات هذه التقنية على المجال العسكري، بل تمتد إلى تطبيقات مدنية مثل تفكيك المنشآت النووية في موقع سيلافيلد، وعمليات البحث والإنقاذ، وحتى توصيل الطرود عبر تجارب أجرتها شركة البريد الملكي البريطانية في المناطق النائية باسكتلندا.
يشار إلى أن الطائرات المسيّرة أصبحت سلاحًا محوريًا في الحروب الحديثة، حيث كشفت صحيفة ذا صن أون صنداي أن 80 في المائة من الخسائر البشرية في أوكرانيا ناتجة عن ضربات هذه الأنظمة.
من جهة أخرى، يُسرع الكرملين تطوير أنظمة مضادة، مثل منظومة “بينتسير-إس1” المُحدثة، في محاولة لمواكبة التحدي التكنولوجي. وفي هذا السياق، حذر خبراء في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام من مخاطر سباق التسلح السيبراني، مشيرين إلى أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يُعقّد موازين القوى العالمية.