سياسة

سقوط الأسد ونصرالله.. ضربة قاصمة للمشروع الإيراني في المنطقة


نشر موقع ‘واي نت’ العبري تحليلا حول تطورات الوضع في سوريا ومآلاته بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، معتبرا أن هذا السقوط يجسد استمرارا لانهيار المشروع الإيراني، في إشارة إلى مساعي بذلتها طهران في السنوات الأخيرة لإقامة ما يسمى بـ’حزام النار حول إسرائيل’ وهي استراتيجية عمل عليها قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني الذي اغتالته واشنطن في مطلع العام 2020.

وبقدر ما تسعد هذه الأنباء إسرائيل بقدر ما تشكل تحديات أمنية أكبر، إذ أن احتمال سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة على مخازن الأسلحة الكيماوية يشكل برأي مسؤولين إسرائيليين تهديدا آخر وجب التعامل معه.

وجاء في التحليل الإسرائيلي أنه يتعين على إسرائيل أن تعزز بشكل كبير دفاعاتها على حدود مرتفعات الجولان والتركيز على السيناريو المزعج المتمثل في استيلاء الإرهابيين على ترسانة من أسلحة الدمار الشامل.

إن ما يحدث هذه الأيام في الشرق الأوسط لا يمكن أن نجده حتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلا والتي سمعناها بعد 14 شهرا من الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر/تشرين الأول. إن المحور الشيعي المصمم لخنق إسرائيل ينهار أمام أعيننا.

إن رؤية “حلقة النار” التي وضعها قاسم سليماني والتي صممت للسماح لإيران بتطوير برنامجها النووي وتعريض وجود إسرائيل للخطر، يتم دفنها مثل العقل المدبر لها. لقد فقد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أولا القائد الموهوب للحرس الثوري، ثم حليفه المفضل حسن نصر الله والآن سقط نظام الأسد .

لقد فوجئ المسؤولون الإسرائيليون الذين يتابعون الأحداث عن كثب، بالسهولة التي تمكن بها المتمردون من الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي الرئيسية. والمفاجأة أكبر عندما نأخذ في الاعتبار أن الأسد يحظى بدعم قوى من روسيا وإيران، لكن كلا البلدين يقومان بإجلاء المدنيين من المنطقة، بما في ذلك كبار قادة الحرس الثوري الإيراني. بعبارة أخرى، أدرك كل من حشد قواته قبل أقل من عقد من الزمان لإنقاذ نظام الأسد بسرعة أن اللعبة انتهت.

إن الوضع الجديد يطرح على إسرائيل سلسلة من القضايا التي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة وحادة، خالية من النشوة والذعر، فمن ناحية، يعني سقوط الأسد ضربة أخرى شديدة للمشروع الإيراني وبالتالي قطع خط أنابيب الأكسجين الإيراني عن حزب الله. وهناك مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي يقارنون هذا بمنع حماس من تعزيز قوتها في غزة على محور فيلادلفيا، فضلا عن ذلك، فإن سيطرة الأكراد (بدعم من الولايات المتحدة) على الحدود العراقية السورية من شأنها أن تخلق الاستقرار الذي من شأنه أن يمنع نقل الأسلحة إلى الميليشيات الشيعية.

من ناحية أخرى هناك عوامل إشكالية تنبثق من الفراغ الذي خلفه الأسد. أولا هناك المتمردون الجهاديون وهم الآن أقرب إلى حدود إسرائيل من أي وقت مضى. ثانيا، تشير التقديرات إلى أن سوريا لا تزال تمتلك مخزونات من الأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية والتي قد تقع في أيدي الجماعات المعادية. 

وقد قرر جيش الدفاع الإسرائيلي بالفعل تعزيز وجوده بالقرب من الحدود في مرتفعات الجولان بما في ذلك قوات المشاة والمدرعات والهندسة والمدفعية.

يتعين على إسرائيل أن تعزز بشكل كبير دفاعاتها على حدود مرتفعات الجولان وأن تركز على السيناريو المقلق المتمثل في استيلاء الإرهابيين على أسلحة الدمار الشامل مثل الأسلحة الكيميائية. ومن خلال نشر جنود على الحدود، تقول إسرائيل إنه إذا تم توجيه أسلحة فتاكة ضدها، فسيكون هناك هجوم إسرائيلي. لقد نفذت إسرائيل ضربات على الأراضي السورية وستفعل ذلك مرة أخرى، لكن هذه المرة ربما دون التنسيق مع الروس.

وسعى الجيش الإسرائيلي إلى فحص مستوى جاهزية القوات في ضوء السيناريوهات التي زادت احتمالاتها بشكل كبير في الأيام الأخيرة. وأنهى جيش الدفاع الإسرائيلي يوم السبت مناورة في شمال غور الأردن وجنوب مرتفعات الجولان، حيث تم التدريب على نشر قوات احتياطية جواً وبراً وفحص توقيت وطريقة ردها على حدث أمني.

وفي غضون ذلك، تجري أشياء على الأرض، فقد ساعد الجيش الإسرائيلي في صد هجوم للمتمردين السوريين على موقع للأمم المتحدة حول قرية حضر، بالقرب من مجدل شمس على بعد مئات الأمتار من الحدود الإسرائيلية.

وإلى جانب سلسلة من الاجتماعات الوزارية، فإن وصول رئيس الأركان إلى الحدود السورية يشير إلى أن إسرائيل تأخذ التطورات على محمل الجد. وقال الفريق أول هرتسي هاليفي “نحن نعمل على إحباط ومنع التهديدات، لكننا لا نتدخل في الأحداث في سوريا”. وبالمعدل الذي تحدث به الأمور، من يدري هل ستبقى على هذا النحو؟

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى