سفارة واشنطن ببغداد تكشف أن ثروة مرشد إيران تقدر بـ200 مليار دولار
قدرت السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد، حجم ثروة مرشد إيران علي خامنئي بمئتي مليار دولار أميركي، وذلك من خلال بيان، نشرته على صفحتها في فيسبوك، قائلة إن الفساد يستشري في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة.
المرشد الأعلى خامنئي يتحكم في إمبراطورية اقتصادية ضخمة.
ووفقاً لبيان السفارة، فإن ممتلكات مرشد النظام علي خامنئي وحده تقدر بـ200 مليار دولار، بينما يرزح الكثير من أبناء الشعب تحت وطأة الفقر بسبب الوضع الاقتصادي المزري بعد 40 عاماً من حكم الملالي.
والخميس، أكد برايان هوك، الممثل الأميركي الخاص لإيران ومستشار السياسات بوزارة الخارجية، أثناء اتصال مع الصحافيين، أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من 10 مليارات دولار من إيرادات النفط.
وجاء ذلك بعد أيام من إعلان واشنطن أنها سترفع كل الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات على إيران ومطالبتها الدول بوقف وارداتها من طهران اعتبارا من مايو وإلا واجهت إجراء عقابياً.
ومنذ عدة سنوات، أجرت وكالة رويترز تحقيقا كشف أن المرشد الأعلى خامنئي يتحكم في إمبراطورية اقتصادية ضخمة.
وتدير المنظمة التي تسيطر على كل هذه المليارات ويطلق عليها باللغة الفارسية ستاد إجرايي فرمان حضرت إمام، أو هيئة تنفيذ أوامر الإمام، أصولاً عقارية واستثمارية، وتخضع لسيطرة خامنئي باعتباره أعلى سلطة دينية في البلاد.
يُذكر أنه تم تأسيس ستاد بمرسوم وقعه المرشد الأعلى الأول الخميني قبل قليل من وفاته عام 1989، كهيئة جديدة لإدارة وبيع العقارات التي تركها مالكوها في سنوات الفوضى التي أعقبت الثورة الإسلامية عام 1979.
وأصبحت ستاد من بين أقوى الهيئات في إيران رغم أن كثيراً من الإيرانيين والعالم الخارجي لا يعرفون عنها الكثير. وفي الأعوام الستة الأخيرة تحولت إلى كيان تجاري عملاق يملك الآن حصصاً في كل قطاعات الاقتصاد الإيراني تقريباً بما في ذلك قطاعات المال والنفط والاتصالات وإنتاج حبوب منع الحمل بل وحتى تربية النعام.
واستند تقدير رويترز إلى تحليل لتصريحات مسؤولي الهيئة وبيانات من سوق طهران للأوراق المالية ومواقع الشركات على الإنترنت ومعلومات من وزارة الخزانة الأميركية.
وكل هذه الإمبراطورية الاقتصادية يسيطر عليها شخص واحد وهو خامنئي. فهو بصفته أعلى رجال الدين في إيران صاحب القول الفصل في كل شؤون الحكومة.
ووجد استقصاء أجرته رويترز على مدى 6 أشهر أن ستاد أقامت إمبراطوريتها من خلال الاستيلاء الممنهج على آلاف العقارات التي تخص مواطنين إيرانيين عاديين، أبناء أقليات دينية وأفراد وأصحاب أعمال وإيرانيين يعيشون في الخارج.
وكانت سيطرة خامنئي على المؤسسة الدينية والقوات العسكرية في إيران واضحة منذ سنوات. ويكشف الاستقصاء بخصوص ستاد أن ثمة بعداً ثالثاً لقوته وهو القدرة الاقتصادية. ولعل نبع الإيرادات المتدفق من ستاد يفسر سر تمكن خامنئي من البقاء على رأس النظام، واستحواذه على سيطرة تفوق من بعض النواحي ما كان يحظى به سلفه. فـ ستاد توفر له الوسائل المالية للعمل باستقلال عن البرلمان وعن ميزانية الدولة.
وقد اعترفت واشنطن بأهمية ستاد، وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليها وعلى بعض الوحدات التابعة لها ووصفت الهيئة بأنها شبكة هائلة من الشركات التي تخفي أصولاً لحساب القيادة الايرانية. وقالت الوزارة إن شركات الهيئة تدر ايرادات سنوية بمليارات الدولارات، بحسب تقرير رويترز.