سياسة

سانشيز يجدد الثقة في الوزراء الداعمين لمغربية الصحراء


ضمّت الحكومة الإسبانية الجديدة التي قام رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بتشكيلها ثلاثة وزراء عرُفوا بدعمهم للشراكة المتنامية بين مدريد والرباط، في أحدث مؤشر على أن الولاية الجديدة لرئيس الوزراء الإسباني ستشهد دفعة قوية لعلاقات التعاون بين البلدين، ما يعمّق انتكاسة جبهة بوليساريو الانفصالية التي تلقت ضربة موجعة ببقاء سانشيز في منصبه بعد أن راهنت على تغيير يفضي إلى مراجعة إسبانيا لاعترافها بمغربية الصحراء.

واحتفظ خوسي مانويل ألباريس المنتمي إلى الحزب الاشتراكي العمالي بحقيبة الخارجية وهو من المدافعين على تعزيز العلاقات بين بلاده والمغرب ولطالما شدد على أن المملكة شريك إستراتيجي لإسبانيا.

وعيّن ألباريس وزيرا للعلاقات الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في العام 2021، بعد إقالة أرانتشا غونزاليس لايا من المنصب في أعقاب الأزمة التي أثارها دخول زعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي إلى إسبانيا بوثائق هوية وجواز سفر مزور.

وطوت مدريد صفحة التوتر مع الرباط في العام 2022 بإعلانها الاعتراف بمغربية الصحراء وتأييدها لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة كحلّ منطقي وواقعي لتسوية النزاع المفتعل من قبل جبهة بوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر.

كما أبقى سانشيز على لويس بلاناس وزير الزراعة والصيد البحري والغذاء وهو من المدافعين على تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين إسبانيا والمغرب وكثّف من تحركاته خلال الآونة الأخيرة لتجديد اتفاق الصيد البحري بين الرباط والاتحاد الأوروبي، في حين كانت المملكة واضحة في موقفها المتمسك بإبرام مذكرة جديدة تحفظ مصالحها الاقتصادية والسياسية وتقوم بالأساس على الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، بدوره شدد التكتل على الأهمية القصوى التي يوليها لشراكته في مجال المصايد مع المملكة والاهتمام الكبير باستمراريتها.

كما حافظ وزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا على منصبه في الحكومة الإسبانية الجديدة، فيما لعب دورا هاما في تعزيز التعاون الأمني بين سلطات بلاده ونظيرتها المغربية بشأن جهود مكافحة الهجرة والجريمة العابرة للحدود وكان من أشد المعارضين لدخول غالي إلى إسبانيا في العام 2021.

وظلّت وزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس هي الأخرى في منصبها، ما يؤشر على تعزيز التعاون العسكري بين المغرب وإسبانيا، فيما بلغت قيمة الصفقات العسكرية بين البلدين 35 مليون يورو، كما أجرت قوات البلدين في عدد من المناسبات مناورات مشتركة، بينما أبدى مستثمرون إسبان رغبتهم في المشاركة في عدد من مشاريع الصناعات الدفاعية في المغرب.

وتعكس التشكيلة الجديدة للحكومة الإسبانية توجّه مدريد، الشريك الإستراتيجي للمملكة، إلى تعزيز علاقاتها مع المغرب بعد اقتناعها بأنه قوة فاعلة ومؤثرة وبوابة مهمة لأفريقيا، ما يزيد من تعميق عزلة جبهة البوليساريو التي كانت تراهن على أن يؤدي رحيل سانشيز إلى تغيير في الموقف الإسباني الثابت بشأن مغربية الصحراء.

وفي فبراير/شباط الماضي توجت زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط بتوقيع نحو 20 اتفاقية في العديد من القطاعات، في خطوة تؤسس لشراكة إستراتيجية.

وجدد سانشيز أنه لا تراجع عن اعتراف مدريد بمغربية الصحراء وتأييدها لمبادرته الواقعية التي تحظى بإجماع دولي لحل النزاع المفتعل، مشددا على أهمية مزيد تعزيز العلاقات بين البلدين، بينما أكد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش في تصريح حينها على “الالتزام الراسخ للبلدين للعمل سويا من أجل شراكة متميزة متجهة بثبات نحو المستقبل”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى