زيلينسكي يسعى لتعديل التوازنات العسكرية لتحسين شروط التفاوض
لا شيء يمنح المتنازعين الأفضلية أكثر من التقدم على الأرض، لأنه على الجبهات فقط تصاغ توازنات المفاوضات وشروطها أيضا.
وهذا ما يدركه جيدا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه، وخلافا للتوقعات، يبدو أنه يبحث عن “موقع قوة” في المفاوضات، لكن بلا قوة على الأرض.
-
في شرق أوكرانيا المدمّر.. زيلينسكي يواجه تداعيات الأزمة
-
سيارة هتلر تثير التساؤلات: هل أصبحت جزءًا من مقتنيات زيلينسكي؟
فهل يمكنه قلب المعادلة؟
عرض زيلينسكي في بروكسل “خطة النصر” التي أعدّها، مؤكدا أن كييف التي تواجه صعوبات على جبهات القتال مع روسيا يجب أن تكون في موقع قوة قبل إجراء أي مفاوضات.
وقال أمام قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إن “أوكرانيا مستعدة لإفساح مجال فعلي للدبلوماسية، لكن من أجل الوصول إلى ذلك، يجب أن نكون أقوياء”.
وأضاف زيلينسكي أنّ “روسيا لن تلجأ إلى الدبلوماسية إلا عندما ترى أنها لا تستطيع تحقيق أي شيء بالقوة. هذه هي الخطة. هذا هو المطلوب بالضبط، ويجب علينا تهيئة الظروف المناسبة لإنهاء هذه الحرب”.
-
زيلينسكي ينسق خطواته مع ترامب: هل تقترب فترة السلام؟
-
زيلينسكي يقدم “خطة النصر” لبايدن: هل تُقرب أوكرانيا من الحسم؟
وبعدما دافع عن خطته في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما، كشف الرئيس الأوكراني عن خطوطه العريضة الأربعاء أمام البرلمان في كييف.
وقال زيلينسكي بعد محادثاته مع الاتحاد الأوروبي إن دولا عدة أعربت عن “دعمها الكامل” لكييف.
لا إشارة للخطة
في ختام قمتهم، أكد زعماء التكتل على “التزامهم الثابت” بدعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديا “طالما أن الأمر يتطلب ذلك”، ولكن دون الإشارة إلى خطته.
وبعد أكثر من عامين ونصف العام على بدء الحرب مع روسيا، تتراجع أوكرانيا في ميدان المعركة خصوصا على الجبهة الشرقية في دونباس، إذ تعلن موسكو بشكل شبه يومي السيطرة على بلدات إضافية.
-
زيلينسكي يتوعد وروسيا تصعد وتيرة الضغط
-
زيلينسكي في “فخ” التغيير الحكومي.. هل العاصفة المضادة بدأت بالفعل؟
وأمس الخميس، أعلن الجيش الروسي السيطرة على بلدة ماكسيميليانيفكا قرب مدينة كوراخوف الواقعة إلى جنوب بوكروفسك، المركز اللوجستي المهم للجيش الأوكراني.
ومؤخرا، وافق الاتحاد الأوروبي على إقراض أوكرانيا ما يصل إلى 35 مليار يورو مدعومة بأصول روسية مجمّدة، كجزء من مبادرة أكبر بقيمة 50 مليار دولار توافقت عليها مجموعة السبع في يونيو/حزيران الماضي.
لكن كانت هناك أصوات معارضة أيضا، إذ كتب رئيس الوزراء المجري المقرب من موسكو فيكتور أوربان منشورا على فيسبوك قال فيه إن خريطة الطريق التي اقترحها زيلينسكي “أكثر من مرعبة”.
وحض فرنسا وألمانيا “نيابة عن الاتحاد الأوروبي بأكمله، على بدء مفاوضات مع روسيا في أقرب وقت ممكن”.
-
زيلينسكي يشكر الإمارات بعد نجاحها في إتمام عملية تبادل أسر
-
أزمة الحكم في أوكرانيا: تعديل زيلينسكي بين الاتهامات والخلافات
«الناتو».. حلم
انضمّ زيلينسكي في وقت لاحق إلى اجتماع أول من ضمن اثنين لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ عددها 32، حيث عقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الحلف مارك روته.
وتوصي الخطة التي عرضها زيلينسكي أيضا بتوجيه دعوة فورية إلى كييف للانضمام إلى الحلف، وهي بحسبه الضمانة الفعلية الوحيدة لأمن بلاده.
لكنّ الولايات المتحدة وألمانيا ترفضان الانضمام الفوري لكييف، باعتبار أن ذلك من شأنه أن يضع التحالف في حالة حرب مع روسيا المسلحة نوويا.
وأكد روته، صباح الخميس، أن “أوكرانيا ستكون عضوا في حلف شمال الأطلسي” لكن إذا “كان السؤال متى، فلا يمكنني الرد على ذلك في الوقت الراهن”.
وتمسّك الأمين العام للحلف برأيه قائلا: “أنا أتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه أوكرانيا هنا عضوا في هذا التحالف، وحتى ذلك الحين، سنواصل بذل كل ما في وسعنا لضمان انتصارها”.
ولم يشر روته بشكل مباشر إلى اقتراح زيلينسكي الذي يرفض أيضا أي تنازلات إقليمية ويدعو الحلفاء الغربيين إلى رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة بعيدة المدى الممنوحة لبلاده لاستهداف المواقع العسكرية الروسية.