سياسة

زيارة ترامب تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الأمني والاقتصادي


وضعت الإمارات والولايات المتحدة اللمسات النهائية على اتفاق إطاري في مجال التكنولوجيا خلال المحطة الأخيرة بجولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصل اليوم الخميس إلى أبوظبي قادما من الدوحة.

وتؤسس زيارة ترامب إلى الإمارات لإعطاء دفعة قوية في العلاقات مع أبوظبي الشريك الإستراتيجي لواشنطن، لا سيما بعد أن عززت الدولة الخليجية الثرية مكانتها كقطب مالي عالمي، فضلا عن ريادتها في العديد من القطاعات تتصدرها الطاقات المتجدة والعديد من الصناعات الواعدة.

وإبرام الصفقة مع الولايات المتحدة بمثابة فوز كبير للإمارات التي تسعى لأن تصبح قوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتنتهج واشنطن منذ سنوات سياسات حماية متزايدة للحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة.

وذكرت رويترز الأربعاء أن البلدين على وشك إبرام صفقة تسمح للإمارات باستيراد 500 ألف شريحة ذكاء اصطناعي متطورة من شركة إنفيديا سنويا، بدءا من 2025.

وتعد هذه أول زيارة لرئيس أميركي للإمارات منذ 17 عاما، حسب ما ذكرته سفارة واشنطن بأبوظبي على منصة ‘إكس’ الأربعاء، بعد زيارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، في يناير/كانون الثاني 2008.

وزار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس، جامع الشيخ زايد في أبوظبي وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” بأن ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد رافق ترامب خلال زيارته أحد أكبر مساجد العالم.

وكان الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مقدمة مستقبلي ترامب وأجريا محادثات، وفق بث مباشر بثته قنوات التلفزة الإماراتية.

ورافق الطائرة التي تقل ترامب لدى دخولها أجواء الإمارات سرب من الطائرات العسكرية احتفاء بزيارته، بحسب ما نقلته “وام”.

وتشهد العلاقات الإماراتية الأميركية زخما لافتا وهو ما يؤكده تنامي التعاون بين البلدين، إذ تعد أبوظبي الشريك التجاري الأول عربياً لواشنطن، فيما جاءت الولايات المتحدة كثالث أكبر شريك تجاري للدولة عالميا.

وتتميز الإمارات بأحد أكثر الاقتصادات انفتاحا في العالم، فيما تعتبر شراكتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة نموذجية، حيث يشكل البلد الخليجي سوقا مهما للصادرات الأميركية ووجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر الأميركي بفضل الاستقرار الأمني والسياسي الذي تتمتع به.

وتلتزم أبوظبي وواشنطن برؤية إستراتيجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية، خاصة في المجالات الجديدة، وأبرزها الذكاء الاصطناعي، وتولي الإمارات أهمية بالغة لاستباق التحول الكبير في شكل ونمط الاقتصاد والتكنولوجيا خلال السنوات العشر المقبلة، والتخطيط لمرحلة ما بعد النفط.

وتعد الولايات المتحدة من أهم موردي السلاح لدولة الإمارات التي تلعب دورا بارزا في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتستضيف مركزاً مشتركاً للحرب الجوية، بالإضافة إلى مشاركتها في تدريبات مع القوات الأميركية.

وجعل ترامب من تحسين العلاقات مع بعض دول الخليج هدفا رئيسيا لإدارته. وإذا اجتمعت جميع الصفقات المقترحة لدول الخليج، والإمارات تحديدا، فإن المنطقة ستصبح مركز القوة الثالث في المنافسة العالمية على الذكاء الاصطناعي بعد الولايات المتحدة والصين.

وعقد الرئيس الأميركي مقارنة بين زيارته إلى السعودية وزيارة سلفه جو بايدن للمملكة في عام 2022 حين صافح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقبضة يده.

وقال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “صافحت عددا من الأشخاص أكبر مما يستطيع أي إنسان أن يفعله… سافر بايدن كل هذه المسافة إلى السعودية وصافح بقبضة يده. هذه ليست طريقة المصافحة المحببة لديهم. هم يريدون أن تكون المصافحة باليد”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى