زيارة الرئيس اللبناني إلى الدوحة..ما السر؟
في وقت يعاني فيه لبنان من مقاطعة خليجية وعربية، نتيجة هيمنة حزب الله الموالي لإيران، على بيروت زيارة مريبة قد أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى الدوحة، لمقابلة أمير قطر تميم بن حمد.
جاءت زيارة عون إلى الدوحة، بعد أيام من زيارة أجراها وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن آل ثاني، إلى بيروت، هدفت إلى إنقاذ حزب الله والحكومة من الأزمة التي يمرون بها في الوقت الحالي، ومحاولة لفرض قطر هيمنتها على لبنان، بعد خروج الأطراف الخليجية من البلاد.
واستبعد مراقبون أن تساهم الزيارة الأخيرة للرئيس اللبناني ميشيل عون إلى قطر في احتواء أزمة لبنان مع دول الخليج، وفي المقدمة السعودية، التي أدّت إلى قطيعة دبلوماسية، وعلى العكس يرون أنّ قطر ستحاول استغلال الأزمة لصالحها.
وكانت دول الخليج، ما عدا قطر، قد أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان، على خلفية أزمة وزير الإعلام جورج قرداحي.
ونقلت صحيفة “العرب” اللندنية عن مصادر مطلعة، لم تسمّها، أنّ عون قرّر زيارة الدوحة بعد أن تلقى وعوداً بتقديم الدعم المالي الضروري للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية.
وتقول المصادر نفسها: إنّ الرئيس اللبناني متيقن من أنّ قطر ستقدّم الدعم اللازم لبلاده، بالرغم من مواقف المملكة العربية السعودية التي أوقفت دعمها الاقتصادي وسحبت سفيرها من بيروت؛ رفضاً لانتهاكات جماعة حزب الله الموالية لإيران خصم المملكة في المنطقة.
ويرى مراقبون أنّ قطر أرادت استغلال الخلافات بين السلطات اللبنانية والسعودية للعب دور أكبر في لبنان، خاصة في مرحلة ما بعد تفجير مرفأ بيروت في آب (أغسطس) العام الماضي.
وكانت الدوحة قد عرضت تقديم دعم مباشر للجيش اللبناني لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها الجنود وعائلاتهم بفعل تأثيرات الأزمة الاقتصادية.
وترى مصادر أنّ زيارة عون إلى قطر كانت بتنسيق مع حزب الله الذي تربطه علاقات وطيدة مع القيادة القطرية، خاصة أنّ الدوحة ساهمت في إعادة إعمار جنوب لبنان بعد حرب 2006.
كما أنّ حزب الله يستفيد من العلاقة بين الدوحة وإيران؛ لدفع القطريين لكسر حلقة الحصار والعزلة المفروضة على لبنان، خاصة مع إقدام عدد من دول الخليج على سحب سفرائهم في الآونة الأخيرة؛ تنديداً بتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، القريب من حزب الله.
وقد مثّل تصريح ميشيل عون حول “دعوته أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى التوجيه للاستثمار في لبنان، خصوصاً أنّ الأرض خصبة في الوقت الراهن” مثّل رسالة واضحة للسعودية بأنّ الدوحة ستكون البديل، وستجد الأرض معبدة دون منافسة للقيام باستثماراتها.
وتأتي هذه التطورات بعد فشل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي حاول إثناء الرياض عن مواقفها، وبالغ في مدح المملكة قائلاً: إنّ “السعودية هي قبلتي السياسية والدينية، وبالتالي لم تقفل أبوابها بأيّ حال، وعندما أؤدي صلواتي الـ 5 يوميّاً أتجه نحو القبلة في السعودية”.
وقد نفى العديد من الأوساط أن يكون عون أراد من زيارته لقطر إيجاد وسيط لفضّ الخلافات مع الرياض، فالرئيس اللبناني وحزبه التيار الحر، وصهره جبران باسيل وضعوا كلّ ما لديهم في سلة حزب الله، وحليفته وداعمته إيران.
في المقابل، من المستبعد أن تقوم قطر بجهود وساطة، وذلك خوفاً من عودتها إلى مربع الخلاف الخليجي، خاصة أنّ المصالحة التي أعلنت عنها قمّة العلا ما تزال هشّة، والسعودية تترقب سلوك الدوحة في المنطقة.
لكنّ ذلك لم يمنع أمير قطر من القول: إنّ “بلاده مستعدة لمساعدة لبنان في كلّ المجالات، من أجل التخلص من الظروف الصعبة التي يعيشها، والتي انعكست سلباً على الحياة اليومية للّبنانيين”.
وأكد أنه “سيوفد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن قريباً (دون تحديد موعد) إلى العاصمة بيروت، لتقديم الدعم والمساعدة الضرورية”.