زلزال 6 فبراير كشف الجانب المظلم للتمييز في تركيا
دمرت زلازل 6 فبراير أكثر من 300 ألف منزل في تركيا وحدها، وأثرت على ما يصل إلى 26 مليون شخص في مساحات شاسعة من سوريا وتركيا. ولكن في سوريا، حيث كانت الضربات الجوية، هي مصدر الذعر الأول الآن اهتزاز الأرض وذكريات الظلام الدامس أصبحت الكابوس الأكبر.
كابوس اللاجئين
أفاد موقع “ذا نيو هيومنتراين” الحقوقي الدولي، بأن اللاجئين السوريين في تركيا واجهوا الكارثة الأكبر. فلم تهتم السلطات التركية بإخراجهم من تحت الأنقاض أو إيجاد منازل إيواء لهم تحميهم من العراء، ونزح الآلاف من المناطق المتضررة بحثا عن الأمان.
وأضاف: إن مزاعم التمييز ضد اللاجئين في تركيا – وضد الأقلية الكردية – ليست بالشيء الجديد. لكن الزلازل التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا و7 آلاف آخرين عبر الحدود في سوريا قبل شهرين كشفت عن مظالم طويلة الأمد وزادت من حدتها.
قال ملك تيلان، عضو مجلس إدارة Citizens Assembly، وهي مجموعة حقوقية تركية: “لقد جعلت الكارثة التوترات الحالية في المقدمة بالفعل. حيث يعيش نصف السوريين في المنطقة الحدودية المتضررة من الزلازل، معظمهم في شقق ومنازل، وليس في مخيمات”.
بينما تستعبد بلدان أخرى اللاجئين، يوجد في تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم؛ ما يتيح لهم الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية وسوق العمل – وهي سياسة يدعمها تمويل الاتحاد الأوروبي بمليارات اليورو. ومع ذلك، فإن المشاعر المعادية للاجئين تتصاعد منذ سنوات كانت الأحزاب السياسية من جميع الأطياف تضع اللاجئين وطالبي اللجوء كبش فداء بسبب الانكماش الاقتصادي في تركيا، ووعدت بإخراجهم من البلاد.
وأكد الموقع الدولي، أنه مع اشتداد المناخ السياسي قبل الانتخابات في 14 مايو يخشى الناشطون الحقوقيون واللاجئون من أن الوضع من المرجح أن يزداد سوءًا. خصوصا بعد توثيق مئات الاعتقالات التعسفية والترحيل إلى سوريا العام الماضي، وحذرت هيومن رايتس ووتش من أن تركيا لا يمكن اعتبارها دولة ثالثة آمنة للاجئين بعد الآن.
أدى ارتفاع جرائم الكراهية والعنف تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء إلى عدة وفيات العام الماضي. ويشك تيلان في أن التقارير الأخيرة عن تصاعد العنف والتمييز ضد السوريين قد تكون مجرد غيض من فيض.
تؤجج الكوارث والخلاف
أعرب أحمد كنبل، ناشط حقوقي من الأقلية الكردية في تركيا عن أمله في أن تؤدي الزلازل إلى بناء التضامن بين الأتراك والسوريين، لكنه لم يفاجأ برؤية العكس يحدث.
وقال إنه لاحظ زيادة في خطاب الكراهية، والتغاضي عن كبش الفداء، والاعتداءات على السوريين منذ الزلازل.
كشف تقرير صدر خلال الأسبوع الحالي عن منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، الذي وثق الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن في منطقة الزلزال، أن ثلث الضحايا المزعومين كانوا سوريين، مع أربع حالات حملت فيها الهجمات علامات على وجود دافع إضافي لكراهية الأجانب.
يتذكر كنبل كيف جاء لمساعدة مجموعة من الرجال السوريين والأكراد الذين قالوا إنهم تعرضوا للاحتجاز التعسفي من قِبل الشرطة، وجُردوا من ملابسهم الداخلية، وسُكب الماء عليهم في البرد القارس بعد الزلزال.