زعيم حركة النهضة الإخوانية حصيلة 10 سنوات من فشل التحكم برقاب التونسيّين
ينظر زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، بكل اتجاه، فلا يرى غير حصيلة 10 سنوات من فشل التحكم برقاب التونسيّين، فيتوسل إلى الجيش.
يتشبث الرجل بكل قشة، بحثا عن إجابات تنقذه من السقوط، فلا يجد في الحلفاء أو الأعداء سندا، سوى بيانات وليدة “حرج اللحظة” لأحزاب سياسية أجبرتها الضرورة على التنسيق لتأليف حكومات حاصرتها الأزمات.
الإجابة الأبرز والصادمة التي تلقاها الغنوشي وهو يتوسل الجيش التونسي، كانت عفوية جدا، وصدرت من جندي يرابط على أبواب البرلمان، تنفيذا لقرار تجميده، من قبل الرئيس قيس سعيد تطبيقا للفصل الـ80 من الدستور.
العسكري التونسي المتشبع بتقاليد الجمهورية التونسية العريقة، ردّ على توسل الغنوشي ونائبته في البرلمان، حين حثه على الوقوف في صفه، بالقول بلسان فصيح إن الجيش أقسم على حماية الوطن.
وطن كان في ذيل أولويات تنظيم الإخوان المسلمين، وجناحه السياسي حركة النهضة، التي أثبتت الأيام ارتهانها للأجندة الخارجية، حين أمعنت في التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية، ودست أنفها في السياسة الخارجية لهذا البلد.
رهان الغنوشي على تدخل الجيش في السياسة، بعد قرارات سعيّد الاستثنائية، تكسّرت على صخرة واقع انهيار الإخوان الذي لا يريد الرجل وإخوانه تصديقه.
وفي يومه هذا وبعد إجابة “الجندي المجهول”، ما زال الغنوشي في أحدث بيان للمكتب التنفيذي لحركته، يلمّح للجيش، بتحية عسكرية، وإطراء، ملبّس بدعوة لضرورة النأي بالمؤسسة العسكرية “عن التجاذبات والمناكفات السياسية”.
لكن ألا تكفي الغنوشي إجابة ذلك العسكري، أمام بوابة البرلمان، عن مؤسسة أخذت على عاتقها حماية الوطن، وتنفيذ مقتضيات الدستور؟.
ماضي الغنوشي
ويستذكر المتابعون علاقة الغنوشي بالجيش، حين سرّب له مقطع فيديو قبل 10 سنين، يقول فيه إن المؤسستين العسكرية والأمنية في تونس “غير مضمونتين”.
هذا التسريب لم تطوه السنون، لكنّ الجيش التونسي، أثبت أن الغمز في قناته بعدم الثقة، تكذبه الشواهد، وتثبت الأيام عكس ما لمح إليه زعيم الإخوان.
فحينها قال الغنوشي إن “الاعلام والاقتصاد والإدارة التونسية بيد الجيش والأمن.. الجيش ليس مضمونا، والشرطة ليست مضمونة (..) أركان الدولة مازالت بيدهم”، السياق وقتها كان التحريض، واليوم التوسل لنيل الحماية.
لكن التونسيّين يقولون إن مردّ ما كشفه التسريب، هو الطمع في اختراق الجيش، الذي بقي حتى اليوم، وبعد 10 سنوات على تصريحات الغنوشي، المؤسسة الوحيدة التي نجت من تغلغل حركة النهضة واختراقها لأجهزة الدولة.
ولم يصدق التونسيّون تصريحات الغنوشي “المعلنة” التي تمسّح فيها بالمؤسسة العسكرية، ووصف فيها الجيش بحامي الديمقراطية، التي مكّنت الإخوان من رقاب الشعب، حتى إسقاط المنظومة بعد أن طفح الكيل.