سياسة

روسيا تتهم أوكرانيا بتسليح هيئة تحرير الشام: تصعيد في الصراع السوري


 اتّهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أوكرانيا بتقديم دعم عسكري لمقاتلي هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي يقود مع حلفائه هجوما ضد القوات السورية في شمال غرب سوريا، فيما تحدثت مصادر عن وصول قوات المعارضة السورية لمشارف حماة قبل تراجعها على وقع هجوم مضاد من الجيش السوري وحلفائه.

وقال نيبينزيا في اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد في سوريا “نودّ لفت الانتباه خصوصا إلى وجود آثار يمكن التعرف عليها تشير إلى ضلوع المديرية الرئيسية للاستخبارات الأوكرانية في تنظيم الأعمال العدائية وتزويد المقاتلين بأسلحة في شمال غرب سوريا”.
وأضاف “نشير إلى تحديد هوية مدرّبين عسكريين أوكرانيين كانوا يدرّبون مقاتلي هيئة تحرير الشام على العمليات القتالية”.
وشدّد السفير الروسي على أنّ “مقاتلي هيئة تحرير الشام لا يخفون حقيقة أنهم مدعومون من أوكرانيا فحسب، بل يتباهون بذلك”، متّهما كييف بتزويدهم بطائرات مسيّرة على وجه الخصوص.
وبين أنّ “التعاون بين الإرهابيين الأوكرانيين والسوريين المدفوعين بالكراهية لسوريا وروسيا مستمرّ لتجنيد مقاتلين في القوات المسلّحة الأوكرانية وتنظيم هجمات ضدّ القوات الروسية والسورية في سوريا”.

وشهدت سوريا تجددا لأعمال العنف في الأسبوع الماضي بعد أربع سنوات من الهدوء النسبي، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها على أراض خاضعة لسيطرة الحكومة في شمال البلاد.
وتشنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر هجوما مباغتا في شمال غرب سوريا أطلقت عليه اسم “ردع العدوان”. وسيطرت هذه القوات على عشرات البلدات وعلى قسم كبير من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتواصل تقدّمها جنوبا.
وروسيا التي تدخلت عسكريا في سوريا في 2015 دعما للرئيس بشار الأسد هي أحد أبرز حلفاء دمشق.
كما أعرب السفير الروسي عن “أسفه” لأنّ مسؤولي الأمم المتحدة “لم يتمتّعوا بالشجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها وإدانة هذه الهجمات الإرهابية” ضدّ سوريا، موجّها كذلك الاتّهام نفسه للولايات المتحدة التي أدرجت “هيئة تحرير الشام” على قائمتها للمنظمات الإرهابية.

وردّ نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة روبرت وود على اتّهام السفير الروسي بالقول إنّ هذا التصنيف “لا يبرّر الفظائع” المتهم بارتكابها نظام الرئيس بشار الأسد وحليفته روسيا.
وقال وود إنّ “حقيقة أنّ هيئة تحرير الشام مدرجة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتّحدة لا تبرّر الفظائع الجديدة التي يرتكبها نظام الأسد وداعموه الروس”.
من جهته، اتّهم رائد الصالح، مدير منظمة “الخوذ البيضاء” السورية، المجتمع الدولي بأنه “تخلّى بالكامل” عن السوريين.
وقال الصالح مخاطبا أعضاء مجلس الأمن الدولي إنّ “الشعب السوري ناشدكم لاتخاذ إجراءات فورية لإنهاء هذه الجرائم وضمان السلام رغم أنها جوهر وجود المجلس، ولكن في السنوات الماضية لم تفشلوا فقط في الاستجابة لهذه النداءات، بل تجاهلت العديد من حكوماتكم المأساة السورية”.

وهاجم الصالح بشكل خاص روسيا، مطالبا إياها بالكفّ عن دعم النظام السوري والتوقّف عن “تعطيل مسار العدالة والمحاسبة” والتخلي عن “نهجها التضليلي الذي يستهدف “منظمته المتخصّصة بعمليات الدفاع المدني.
وكان السفير الروسي حاول عبثا منع رئيس الخوذ البيضاء من التحدث أمام المجلس، متهما المنظمة بأنها تسعى من خلال “عملية تزوير واسعة النطاق” إلى “التشهير بالسلطات السورية”.

كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأربعاء إن موسكو تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية لمواجهة هجمات يشنها من وصفتهم بأنهم “جماعات إرهابية” موضحة أن  التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة السورية في الأيام القليلة الماضية لم يكن ممكنا دون دعم وتحريض من الخارج.

وأضافت أن قوات المعارضة السورية حصلت على طائرات مسيرة وتدريب من الخارج.

وأفادت أن وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا هم على “تواصل وثيق” لتحقيق الاستقرار في سوريا أمام هجوم الفصائل المعارضة.
وقالت إن “وزراء خارجية الدول الثلاث الضامنة” لمسار أستانا الرامي لإيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا، “روسيا وإيران وتركيا على تواصل وثيق” مضيفة “نأمل أن تقوم جميع الدول التي لها تأثير على الوضع الميداني في سوريا باستخدامه من أجل استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد في أسرع وقت ممكن”.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن السفارة الإيرانية في موسكو، أن محسن قمي مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في موسكو.

فصائل المعارضة باتت على أبواب مدينة حماة بحسب المرصد السوري
فصائل المعارضة باتت على أبواب مدينة حماة بحسب المرصد السوري

وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي دعم بلاده للدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها في ظل تجدد القتال بشمال سوريا مع التأكيد على الأهمية البالغة للحفاظ على أرواح المدنيين.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم الأربعاء إن عبدالعاطي تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره السوري بسام صباغ تناولا خلالها “آخر المستجدات والتطورات الميدانية في شمال سوريا، والتداعيات الوخيمة لهذه التطورات على أمن واستقرار سوريا والمنطقة بأسرها”.

وذكر البيان أنه تم خلال الاتصال “بحث سبل الدعم العربي للدولة السورية في ظل التطورات الأخيرة، خاصة في إطار جامعة الدول العربية”.

وميدانيا أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري “هجوما معاكسا” في محافظة حماة في وسط سوريا، تمكن خلاله من إبعاد الفصائل المعارضة المسلّحة التي حققت تقدما واسعا في شمال البلاد إثر هجوم بدأ الأسبوع الماضي.

وقال الاربعاء إن هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها “فشلت… في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة إثر معارك طاحنة مع قوات النظام التي شنت هجوما معاكسا بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بدعم جوي”، ما مكنّ الجيش من إبعاد الفصائل “عن مدينة حماة نحو 10 كيلومترات”.

والثلاثاء أكد المرصد أنّ مقاتلي الهيئة والفصائل المتحالفة معها باتوا “على أبواب” مدينة حماة في وسط سوريا، فيما أكّد الجيش أنه أرسل تعزيزات.

وأوضح أنّ “قوات +ردع العدوان+ باتت على أبواب مدينة حماة التي شهدت موجة نزوح كبيرة نتيجة لاحتدام المعارك في محيط المدينة”، مشيرا إلى أنها تعرضت “لقصف صاروخي من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها”.
من جهتها، نقلت وكالة “سانا” الرسمية للأنباء عن مصدر عسكري قوله أن الجيش السوري تمكن من التصدي للهجوم ودحر المهاجمين نحو 20 كلمتر عن حماة.

وكانت سانا قالت إن “تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة حماة لتعزيز القوات الموجودة على الخطوط الأمامية والتصدي لأي محاولة هجوم قد تشنها التنظيمات الإرهابية المسلحة”.
وأضافت أنّ “قواتنا المسلحة موجودة على أطراف المدينة” و”يتمّ العمل على استعادة عدد من المواقع والبلدات التي دخلتها التنظيمات الإرهابية المسلحة”.
وبحسب المرصد فقد “نزحت عشرات العائلات” من مناطق عدة في ريف حماة الغربي والشمالي. وتمكنت الفصائل من السيطرة على مدن وبلدات عدة في ريف حماة الشمالي “بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام”.وكشفت المعارضة السورية عن إصابة قائد القوات الخاصة بجيش النظام سهيل الحسن في استهداف اجتماع بجبل زين العابدين.

قواتنا المسلحة موجودة على أطراف المدينة

كما أفادت مصادر ميدانية سورية الأربعاء أن قوات النظام، تعتقل الأشخاص القادرين على حمل السلاح، والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و47 عاما في منطقة الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق.
وبحسب معلومات من مصادر ميدانية فإن النظام السوري يعتقل كل من يستطيع حمل السلاح من هذه الأعمار بما في ذلك مركباتهم. ولم تقدم المصادر عددا محددا للمعتقلين، فيما أشارت إلى أن شبان المنطقة يسعون إلى الاختباء من النظام وقواته خشية الاعتقال.

وأعلن الجيش العراقي الأربعاء عن إجراء رئيس أركانه الفريق عبد الأمير رشيد يارالله، زيارة تفقدية للتجهيزات والتحصينات للحدود مع سوريا وذلك وفق بيان مقتضب لخلية الإعلام الأمني فيما تتحدث مصادر عن انتقال ميليشيات الحشد الشعبي لسوريا لدعم النظام.

وذكر البيان أن “رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله و الفريق أول الركن الدكتور قيس المحمداوي نائب قائد العمليات المشتركة، يصلان الشريط الحدودي العراقي السوري للاطلاع على التحصينات والجاهزية وانفتاح القطعات، يرافقهما معاون رئيس أركا

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى