سياسة

روبن هود إيطاليا.. يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء


فينتشنزو بيبينو، أشهر لص في إيطاليا، وعلى نفس منوال روبن هود، البطل الخيالي في التراث الإنجليزي الذي كان يسرق من الأثرياء ويمنح ذلك للفقراء، قام بسرقة أكثر من 7 كيلوجرامات من الذهب إلى جانب الألماس والأحجار الكريمة والعشرات من اللوحات الفنية الثمينة ومنحها في الأخير للمحتاجين، وانتهى به المطاف لعدة مرات في السجون الأوروبية.

بيبينو صاحب الـ76 عاما الذي ولد ونشأ في منطقة كاستيلو الفينيسية، وهو الذي يُعرف باللص النبيل، بدأ حديثه إلى موقع فايس الأمريكي في نسخته الإيطالية بعبارة السرقة من الأغنياء ليست خطيئة، وأنا مقتنع أنني سأدخل الجنة، وتتمثل فلسفته في خذ من الغني لتعطي للفقراء، وكان هذا هو مبدأ بيبينو طوال حياته، حيث قام بتنفيذ أول عملية سرقة وهو في الـ8 من عمره، وسرق كيلو من الذهب، فيما ارتكب خلال حياته أكثر من 3 آلاف سرقة من المتاحف والمعارض والمصارف والمساكن الخاصة.

قام بسرقة 50 متجرا للمجوهرات فضلا عن عدة كيلوجرامات من الذهب في كل أنحاء أوروبا، وقدمت ضده أكثر من 300 شكوى للشرطة وجرى اعتقاله عدة مرات، وحكم عليه بالسجن لمدة تزيد على 23 عاما، وفي حديثه قال: أعتقد أني سرقت 7 أو 8 كيلو من الذهب في حياتي كلها، لكن الصحافة أطلقت علي لقب (أكثر اللصوص أمانة في إيطاليا)، لأني لم أستخدم سلاحا مطلقا ولم أجرح أحدا في أي عملية سرقة طوال حياتي.

وهو في المدرسة الابتدائية، بدأ بيبينو في إدراك الفرق المادي الواسع بينه وبين بعض زملائه، وهو الذي ينحدر من عائلة فقيرة للغاية، تتكون من 4 أشقاء غيره ووالديه وجدته، وجرى طرده من جميع المدارس الإيطالية، على إثر دخوله في شجار عنيف بينه وبين أحد الصبية في المدرسة، وهو في هذا العمر الصغير جدا أصبح صديقا للشارع وأصبحت أزقة البندقية هي مدرسته، وبدأت بذلك رحلة السارق النبيل حينما سرق علبة حليب لمساعدة إحدى الأمهات في منطقته، ووهب بعد ذلك حياته لتأمين الإمدادات المجانية لفقراء المنطقة، بسرقاته المختلفة.

وهو في عمر المراهقة في الستينيات، كان بيبينو يبيع تذاكر السينما التي قام بسرقتها بسعر رخيص ليتمكن بذلك أطفال منطقته الفقراء من مشاهدة الأفلام، وفي أوائل التسعينيات من القرن المنصرم، احترف السرقة وأصبح يسرق من أثرياء البندقية، ويعيد بيع بضائعه المسروقة لهم من أجل جمع الأموال للفقراء، وحين سؤاله عن مصير مبالغ السرقات، قال: إذا كنت أحصل على 1% من قيمة سرقاتي، لأصبحت الآن مليونيرا، لكن رضائي وسعادتي الكبرى كانت في مساعدة الفقراء، الذين ليس لديهم حتى المال لشراء الخبز.

هذا وكان بيبينو يأخذ بطاقات ائتمان البنوك التي كان يقوم بسرقتها من الأثرياء ويذهب بها إلى متاجر البقالة من أجل أن يدفع بها ثمن مشتريات الأشخاص المحتاجين، وكان يشعر بعدها بالرضا الشديد والراحة النفسية الكبيرة، حتى بعد أن يتم القبض عليه.

وقد كان تخصص بيبينو هو الفن، حيث كان يقوم بسرقة اللوحات الفنية، وبدء في ذلك من قصر دوجي Palazzo Ducale، ويعد اللص الأول والوحيد في التاريخ الذي اقتحمه ونجح من سرقته في عام 1991، انتهاء بمتحف كورير museo Correr  في فينيسا، بينما كانت أشهر سرقاته في عام 1988، للوحة الشهيرة للرسام الإيطالي جوفانـي أنطونيو كانال المشهور بكاناليتو بعنوان  Il   fonteghetto de la farina من قصر الصناعي ألبيرتو فالك في فينيسيا وكانت قيمتها حينها تبلغ مليوني يورو.

كان بيبينو يقوم باقتحام بيوت الناس ويسرق منهم خلال النهار، غير أن طريقته المتميزة في السرقة والتي تعتمد على عبارة لا ضرر ولا ضرار، ومساعدته للفقراء، جعلت من الصعب على الناس أن يكرهوه، بما فيهم رجال الشرطة، ورغم ذلك، فقد سجن بيبينو لمدة 23 عاما (غير متتالية) في السجون الإيطالية والألمانية والسويسرية والهولندية وكذا الفرنسية.

وبعد أعوام طويلة من سرقة الأغنياء ومساعدة الفقراء، فإن بيبينو يعيش على نصح الأثرياء وتعليمهم كيفية حماية فيلاتهم ومنازلهم وممتلكاتهم من اللصوص، بتكلفة تبلغ 2000 يورو، إنها 76 من حياة فينتشنزو بيبينو، سارق إيطاليا النبيل والذي بدأ حياته المهنية كلص (كرد فعل على الجوع والفقر) وانتهى به المطاف إلى كونه واحدا من أكثر اللصوص المطلوبين في أوروبا نظرا لأنه أصبح مشتهرا بسرقات الأعمال الفنية متبعا بذلك سياسة: لا تؤذي أحدا، اسرق ولكن بشرف وأمانة.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى