سياسة

ركائز صلبة لشراكة صناعية وعلمية استثنائية بين الإمارات وروسيا


 العلاقات الإماراتية الروسية تجسد نموذجا استثنائيا للتعاون الناجح لاستشراف المستقبل في المجالات كافة، لا سيما الصناعي والتقني والعلمي المرتكز على أسس صلبة ضمن مسار الشراكة الاستراتيجية الشاملة وبما يحقق رؤى وتطلعات قيادتي البلدين الصديقين وشعبيهما.

ويرتكز التعاون بين الدولتين أساسا على الشراكة الاستراتيجية الشاملة في العديد من القطاعات الحيوية خاصة القطاع الصناعي، الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق التنمية على مستوى الإمارات وروسيا والمنطقة والعالم، وقد توجت العلاقات التاريخية الراسخة بين الإمارات وروسيا بالتوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات في مختلف القطاعات بالإضافة إلى التعاون الوثيق في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية.

وشكل العام 2017 محطة محورية في تعزيز التعاون الصناعي بين الدولتين، وذلك من خلال التوقيع على اتفاقية للتعاون الصناعي والتقني والعلمي بين مجموعة من الشركات الروسية والإماراتية تهدف إلى تعزيز التعاون والاستثمار بين البلدين في قطاع الصناعة والطيران والاتصالات والبحث والتطوير وعلى ضوء هذه الاتفاقية تم تشكيل فريق العمل الإماراتي – الروسي بشأن التعاون الصناعي والتقني والعلمي والذي يلتقي بشكل دوري لدعم جهود تعزيز التعاون الثنائي في هذه المجالات.

ويعمل الفريق المشترك على تعزيز مجالات التعاون الصناعي والعلمي والتقني والاستثمار المشترك والعمل على تحفيز وتسهيل قيام الشركات المختصة في الدولتين وتطوير مشاريع صناعية مشتركة والاستفادة من القدرات والإمكانيات الصناعية لدى الدولتين واستكشاف فرص التعاون للدخول في أسواق جديدة.

ويبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى دولة الإمارات يبحث خلالها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآليات تنميتها وتعزيزها في المجالات المختلفة إضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا الصدد، قال وكيل وزارة الطاقة والصناعة رئيس فريق العمل عن الجانب الإماراتي مطر حامد النيادي تشكل زيارة فخامة فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية إلى الدولة دلالة إضافية على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين قيادة وشعب البلدين.

وأكد النيادي على التزام واستعداد القطاع الصناعي والتقني في البلدين الصديقين على تنفيذ رؤى قيادتهما وتحويلها إلى واقع ملموس من خلال تعزيز روابط التعاون الصناعي والتقني والعلمي بين الدولتين وإطلاق المشاريع الصناعية التي تعود بالنفع على شعبينا.

وفي السياق ذاته، أسهمت استضافة روسيا للقمة العالمية للصناعة والتصنيع 2019، المبادرة التي انطلقت من دولة الإمارات، في تعزيز التواصل بين القيادات والشركات الصناعية الإماراتية والروسية حيث افتتح الرئيس الروسي القمة، التي استضافتها بلاده في مدينة ايكاتيرنبيرغ بحضور أكثر من 4 آلاف مشارك من كبار المسؤولين والشخصيات البارزة في روسيا إضافة إلى وفد كبير من دولة الإمارات وممثلين عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية اليونيدو بجانب العديد من قادة القطاع الصناعي العالمي وهو ما يعكس توافق الرؤى واتساق الأهداف بين البلدين الصديقين لتحقيق التنمية الشاملة.

 وفي استجابة من القمة لكلمة بوتن، خلال افتتاح أعمالها التي دعا فيها دول العالم وقادة القطاع الصناعي العالمي لتبني تقنيات أقل استهلاكا للموارد وأكثر التزاما بالحفاظ على البيئة، أطلقت القمة مبادرة عالمية للبحث العلمي وتطوير تقنيات محاكاة الطبيعة، إذ تتعاون القمة في إطار مبادرتها العالمية مع كل من وزارة الصناعة والتجارة الروسية ومعهد كورتشاتوف ومعهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا أبرز مراكز البحث العلمي على مستوى روسيا الاتحادية والعالم حيث تدعو القمة وبالتعاون مع معهد كورتشاتوف الباحثين على المستوى العالمي لتقديم أوراق بحث علمية متخصصة في تقنيات محاكاة الطبيعة وبعد اختيار الأبحاث العلمية القابلة للتطبيق ستتعاون القمة مع معهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا لنقل هذه الأبحاث من المستوى النظري إلى منتج تجريبي بالتعاون مع المبتكرين والشركات الناشئة من أنحاء العالم.

من جانبه قال رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع بدر سليم سلطان العلماء تأتي زيارة فخامة فلاديمير بوتن رئيس جمهورية روسيا الاتحادية إلى الإمارات في إطار التأكيد على ما تتمتع به الدولتان من علاقات متميزة يترسخ التعاون فيها في المجالات كافة.

وأشار إلى أن القطاع الصناعي يشكل دعامة أساسية لهذا التعاون، وذلك لما تتميز به روسيا من قدرات صناعية عملاقة وما تمتلكه دولة الإمارات من خطط طموحة للبناء على الإنجازات الصناعية الكبيرة التي استطاعت تحقيقها في وقت قياسي للانتقال إلى مرحلة ما بعد النفط حيث تصبح المعرفة أهم صادرات الدولة وأكثرها مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.

جدير بالذكر أن العاصمة الروسية موسكو استضافت في سبتمبر 2019 الاجتماع الثاني لفريق العمل الإماراتي – الروسي بشأن التعاون الصناعي والتقني والعلمي.

وأكد الطرفان، خلال الاجتماع، أهمية الشراكة القائمة بين البلدين الصديقين وتعزيز مجالات التعاون العلمي والتقني والاستثمار المشترك والعمل على تحفيز وتسهيل قيام الشركات المختصة في البلدين وتطوير مشاريع صناعية مشتركة والاستفادة من القدرات والإمكانيات الصناعية لدى البلدين، واستكشاف فرص التعاون للدخول في أسواق جديدة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى