سياسة

رفض لبناني سياسي وشعبي لسلاح “الجماعة الإسلامية” المنفلت


 شَنّت تيارات سياسية وشعبية لبنانية هجوما عنيفا على سلوك “الجماعة الإسلامية” لظهورها المسلح وإطلاق النار خلال تشييع اثنان من قيادييها استهدفتهما إسرائيل. معتبرين أنه يكرّس ظاهرة السلاح المتفلّت على حساب دولة القانون شأنها شأن حزب الله.

وأصيب أربعة أشخاص على الأقل، بينهم طفل. برصاصات طائشة في منطقة عكار شمال لبنان خلال “العراضة المسلحة” في موكب تشييع أقامته الجماعة الأحد في بلدة ببنين رافقه إطلاق نار كثيف الموكب. وظهر العشرات من الرجال الملثمين .والمسلحين يسيرون في شوارع البلدة ويشهرون أسلحتهم ويطلقون النار في الهواء. ما تسبب في تضرر السيارات والممتلكات في المنطقة.

والجماعة الإسلامية هي جماعة سياسية إسلامية سنية تأسست عام 1964. باعتبارها الفرع اللبناني لجماعة الإخوان المسلمين. ويتواجد التنظيم في المدن والبلدات ذات الأغلبية السنية في كل من الجنوب والشمال. ويُنظر إليها على أنها حليفة لحماس. وقد نفذت هجمات مشتركة مع الحركة، حسبما قال أحد مسؤوليها الشهر الماضي.

وتأسس جناحها العسكري “قوات الفجر” عام 1982 لمحاربة الغزو الإسرائيلي للبنان خلال الحرب الأهلية آنذاك. وقد تقلبت علاقاتها مع حزب الله، المدعوم من إيران في لبنان. واتخذ الاثنان طرفين متعارضين خلال الحرب الأهلية وفي الصراع في سوريا. وقد تحسنت العلاقات بينهما في العامين الماضيين. ومع تزايد التنسيق بين حزب الله وحماس داخل لبنان.

وأثارت مقاطع الفيديو والصور للمسلحين في ببنين غضبا واسعا بين المدنيين والسياسيين. وجددت الجدل حول انتشار السلاح في البلاد وسط تدهور الدولة اللبنانية. حيث عبر الناشطين أنه لا فرق بين الجماعة الإسلامية وحزب الله في تجاهل الدولة ورهنها لإيران.

ولاحقا خرج رئيس المكتب السّياسي لـ”​الجماعة الإسلامية​” ​علي أبو ياسين​. ليبرر “العراضة العسكرية” قائلا أنّ “إطلاق النّار بكلّ أشكاله وأنواعه عمل مُدان ومستهجن ومرفوض. وكانت “الجماعة” قد أوصت بعدم إطلاق النّار خلال مراسم تشييع عنصريها في ببنين. بل ذهبت لتقول إنّه يصل إلى درجة الحرمة، لذلك نعتبر أنّ المقام هو مقام شهادة، والشّهادة في حدّ ذاتها أبلغ من أيّ أمر آخر. لكن هناك عادات مجتمعيّة خاطئة تحتاج الى تصحيح؛ وهذ الأمر يتطلّب وقتًا”. مشيرًا إلى أنّ “الوقت الآن هو للمعركة مع عدو مجرم، فلتُصبّ كلّ الجهود في مواجهته وحماية ​لبنان​ من جرائمه”.

وعمّا إذا كانت ظاهرة تكرار الظّهور المسلّح لـ”قوات الفجر” تنطوي على أي رسالة سياسيّة أو ميدانيّة، أشار في حديث إلى صحيفة “الجمهوريّة” المحلية. إلى أنّ “شهادة القادة هي أبلغ رسالة تُكتب بالدّمّ وتصل مباشرةً إلى العدو حصرًا. وفحواها أنّك كلّما استهدفت قائدًا خرج من بعده قادة كُثر”.

ورد على الاتهام الموجّه إلى “الجماعة الإسلاميّة” بأنّها تنشر الفوضى .وتضرب ما تبقّى من هيبة الدّولة عبر السّلاح المتفلّت. شدّد أبو ياسين على “أنّنا من أحرص النّاس على هيبة الدّولة. وفي كلّ مشاريعنا السّياسيّة نؤكّد مرجعيّة الدّولة والقانون. ونعتبر أنّ ​الجيش اللبناني​ هو الضّمان الوحيد لأمن الوطن واستقراره”، مؤكّدًا “أنّنا لا ننشر الفوضى. بل نحن مَن شكّل شبكات الأمن الاجتماعي الّتي سهرت على إغاثة النّاس. في ذروة الأزمة الاقتصاديّة الخانقة الّتي تسبّب بها مَن يتّهموننا بذلك”.

غير أن تصريحات أبو ياسين غير المقنعة لقيت استنكارا ورفضا أيضا على الشبكات الاجتماعية.

وكان مصدر أمني قال في وقت سابق إن “كادراً في الجماعة الاسلامية قتل بقصف طائرة مسيرة استهدفت سيارته على طريق ميدون”. في منطقة البقاع الغربي في شرق لبنان.

وفي الوقت نفسه، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية حصيلة أعلى. مشيرةً إلى سقوط قتيلين “في استهداف العدو لسيارتهما”. في المنطقة البعيدة عن المناطق التي يتم تبادل القصف فيها عادةً.

وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته في بيان أن “طائرةً تابعة له قصفت وقضت على مصعب خلف في منطقة ميدون في لبنان”. واصفاً إياه بأنه “إرهابي بارز في منظمة الجماعة الاسلامية. نفّذ عدداً كبيراً من الهجمات الإرهابية ضدّ إسرائيل”.

وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها إسرائيل استهداف عضو في “الجماعة الإسلامية” في لبنان على رغم مقتل أعضاء في التنظيم في غارات استهدفت أعضاء من حركة حماس في لبنان. وبعيد ذلك، تبنى حزب الله في بيان قصف موقعين عسكريين اسرائيليين في شمال اسرائيل. “بعشرات صواريخ الكاتيوشا” وذلك “رداً على اعتداءات العدو…وخصوصا الاغتيال الجبان”.

ومنذ بدء التصعيد قبل أكثر من ستة أشهر. أعلنت الجماعة الإسلامية مسؤوليتها عن عدة هجمات شنت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل تشمل “عمليات مشتركة مع حماس“. بحسب قيادي في الجماعة طلب عدم الكشف عن هويته.

وفي 24 مارس/آذار، نجا القيادي في الجماعة الإسلامية محمد عساف من غارة استهدفت بلدة الصويري في شرق لبنان. حسبما أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى