رغم التعتيم.. صراعات الأجنحة تهز جهاز مخابرات الحوثي

تشهد مليشيات الحوثي موجة جديدة من الصراعات الداخلية، وصلت هذه المرة إلى جهاز مخابرات الجماعة، الذي فقد مؤخرًا أحد أبرز قياداته السرية.
ورغم التعتيم الشديد، كشفت مصادر أمنية وإعلامية يمنية عن تعرّض القيادي في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، عبدالواحد يحيى نجم الدين القصير المراني، لعملية اغتيال مدبّرة في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للمليشيات، وذلك قبل أيام.
حادث أم تصفية؟
بحسب المصادر، أعلنت مليشيات الحوثي في 4 مارس/آذار الجاري أن المراني قُتل في حادث سير بمحافظة الجوف، وأبلغت أسرته بذلك، التي حضرت مراسيم تشييعه في صنعاء بعد أربعة أيام من مقتله، وسط تعتيم شديد على ظروف وفاته.
لكن، وفقًا للمصادر ذاتها، تعرّض المراني لعملية تصفية من قِبل أجنحة داخل المليشيات، حيث عُثر على جثته ملقاة على جانب إحدى طرقات محافظة صعدة، التي تُعد المعقل المحصّن للجماعة.
وأوضحت المصادر أن المراني كان من القيادات السرية المسؤولة عن إدارة إحدى الدوائر داخل جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، وكان متورطًا في تعذيب عدد من المختطفين المدنيين.
وأشارت إلى أن المليشيات حاولت التغطية على دوره عبر وسائل إعلامها، حيث أطلقت عليه رتبة “رائد”، في حين تؤكد المصادر أنه كان ينتحل رتبة “عميد” وكان من الشخصيات الأمنية الفاعلة داخل جهاز المخابرات الحوثي.
تناحر دموي وصراع أجنحة
وتعكس عملية تصفية المراني، التي لم يتم الكشف عنها إلا بعد أيام من مقتله، حجم الصراعات الدموية داخل أجنحة الحوثيين، التي باتت تضرب جهاز المخابرات التابع لهم رغم التكتم الشديد.
وبحسب خبراء، فقد كشف مقتل المراني هشاشة المنظومة الأمنية في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يتسبب النزيف القيادي الذي تشهده الجماعة في ضغط متزايد وخوف من المستقبل الغامض الذي ينتظرها.
وأحصت أكثر من 15 عملية اغتيال في مناطق سيطرة الحوثيين خلال عام 2023، من بينها مقتل قائد القوات الجوية أحمد الحمزي، ما يحمل دلالات واضحة ورسائل صريحة عن صراعات داخلية وتصفيات ممنهجة لم تستثنِ حتى القضاة وزعماء القبائل شمال اليمن.
وخلال السنوات الأخيرة، تفجّر الصراع بين أجنحة مليشيات الحوثي، ليظهر جليًا عبر موجة تصفيات داخلية، كان أبرزها اغتيال إبراهيم الحوثي، شقيق زعيم المليشيات، في سبتمبر/أيلول 2019، بعد استدراجه مع مرافقيه إلى منزل وسط صنعاء.