سياسة

رسائل ملكية تفتح الباب لشراكات أوسع بين المغرب ودول الخليج


أرسل العاهل المغربي الملك محمد السادس رسائل خطية لكل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد في تحرك دبلوماسي لافت في توقيته ومضامينه يأتي تأكيدا لأهمية تعزيز العلاقات المغربية الخليجية والشراكة الإستراتيجية التي تجمع بينهما.

وتعكس الرسائل الملكية عمق العلاقات المغربية الخليجية وأهمية سياسة مدّ الجسور مع دول الخليج الصديقة والشقيقة التي افتتح اثنان منها هما الإمارات والبحرين ممثليات دبلوماسية في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية بينما تواصل الدبلوماسية التي أرسى دعائمها الملك محمد السادس جهودا لا تهدأ لتحصين المكاسب في ملف الصحراء واستقطاب المزيد من الاعترافات بمغربيتها.

وتعتبر العلاقات الخليجية المغربية نموذجية ومثال يحتذى به في المنطقة العربية خاصة فيما يتعلق بالشراكات الاقتصادية وكذلك التعاون العسكري والموقف من بعض الملفات الهامة في الساحتين العربية والدولية وخاصة في ما يتعلق بالاعتراف بمغربية الصحراء.

واتخذ المغرب في المقابل مواقف داعمة للخليج خاصة فيما يتعلق بالأزمة مع إيران كما عبرت الرباط عن تأييدها لجهود المصالحة وإعادة العلاقات بين الدول المقاطعة وقطر ما سيدعم الوحدة الخليجية والعربية.
وتعتبر العلاقات المغربية الخليجية مثالا يحتذى به في العالم حيث ارتقت إلى مستوى الشراكة الشاملة، والمتجددة وذات بعد استراتيجي.
وتعتبر هذه العلاقات صمام أمان في المنطقة سواء تعلق الأمر في مجال تحقيق الاستقرار او مكافحة الإرهاب او في ما يتعلق بالتنمية والنمو الاقتصادي.
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي، المصطفى تاج الدين، الأستاذ بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ” وكالة الأنباء المغربية الرسمية” إن دول الخليج وجدت في المملكة المغربية دعما ثابتا.

وفي يناير من العام الماضي جدد مجلس التعاون الخليجي موقفه الثابت في دعم سيادة المغرب ووحدة أراضيه بما في ذلك سيادته على صحرائه، مشددا على أن “أي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل لا يمكن أن يتم إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدة ترابها”.
وأكد المجلس مواقفه الداعمة لمغربية الصحراء ومساندته الثابتة لوحدة المغرب الترابية، مثمنا في الوقت ذاته مواقف الرباط التضامنية مع دول المجلس ودعمها لأمن الخليج وقضاياه.
وعبر المغرب مرارا عن مواقفه التضامنية مع دول الخليج ورفضه وإدانته لكل “أشكال التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما مملكة  البحرين”.
وكانت الخارجية المغربية قد أكدت في عدة مناسبات أن المغرب “يعتبر دائما استقرار وأمن دول الخليج العربي جزء لا يتجزأ من أمنه واستقراره، إيمانا بما يجمعهما من وحدة المصير ومن تطابق وجهات النظر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وفي العام 2012 وقع المغرب مع دول مجلس التعاون الخليجي اتفاقا للتعاون الاستراتيجي في الرياض يشمل مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري والتجاري والسياحي والأمني والثقافي والعلمي وغيرها من المجالات.
وفي العام 2016 أكدت القمة الخليجية المغربية بالرياض على تشكيل “تكتل استراتيجي موحد والالتزام بالدفاع المشترك عن أمن بلدانها واستقرارها”.
وأشار إلى ان دول مجلس التعاون الخليجي تعمل على تعزيز علاقاتها مع المغرب كما تعبر عن مساندتها للمملكة في الدفاع عن قضاياه العادلة.
ويأتي تقديم الرسالة خلال استقبال رئيس الإمارات في قصر “الشاطئ” بالعاصمة أبوظبي، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية.
وتتصل الرسالة بـ”العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها وتطويرها إلى آفاق أرحب تلبي تطلعات البلدين وشعبيهما إلى مواصلة التنمية والتقدم”، وفق المصدر ذاته.

وبحث الجانبان، خلال اللقاء “سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي والعمل المشترك في مختلف المجالات الحيوية”.
وكانت الإمارات سباقة في التضامن مع المغرب في قضية الكركرات كما أنها سباقة عربيا في فتح قنصلية في مدينة العيون بالصحراء المغربية في سبتمبر 2020.
ووصف ملك المغرب قرار الإمارات بفتح القنصلية حينها بأنه يجسد موقف ابوظبي الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه حيث نتج عن ذلك تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي من خلال عقد الكثير من الاتفاقيات او في المجال العسكري بزيارة قام بها المفتش العام للقوات المسلحة الملكية (الجيش المغربي) لابوظبي لعقد الكثير من الاتفاقيات العسكرية.

ودعم المغرب والإمارات جهود السلام في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل.
وكانت الإمارات عقدت اتفاقية سلام الى جانب البحرين مع إسرائيل في سبتمبر من 2020 برعاية أميركية لتعيد المغرب العلاقات الطبيعية مع الجانب الإسرائيلي  بعد ذلك.
ومن المنتظر ان يستضيف المغرب في سبتمبر او في أكتوبر المقبل منتدى النقب للسلام والذي يضم عددا من الدول الموقعة على اتفاقية السلام بعد تأجيله في مرة أولى.
ويرى مراقبون أن الإمارات والمغرب يمثلان السياسة المعتدلة والعقلانية في مواجهة سياسات الهيمنة ومحاولات جر الدول العربية الى الفوضى.
وتعد الرسالة الأخيرة الثالثة من ملك المغرب لزعيم خليجي خلال 24 ساعة، بعد رسالتين إلى ولي العهد السعودي وأمير قطر.

 

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى