رئيس وزراء تركيا السابق يُهاجم أردوغان
أصدر رئيس وزراء تركيا السابق، أحمد داوود أوغلو، بيانا مكتوبا ينتقد فيه سياسات حزب الرئيس رجب طيب أردوغان بعد الانتخابات المحلية التي جرت الشهر الماضي، قائلا إن التحالف بين حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه أردوغان، وحزب الحركة القومية، أضرّ بالحزب.
وذكر داوود أوغلو، في البيان الذي نشر عبر وكالات أنباء تركية: تظهر نتائج الانتخابات أنّ سياسات التحالف أضرت بحزبنا، سواء على مستوى الأصوات أو كيان الحزب.
وندّد رئيس الوزراء السابق بسياسات الحزب الاقتصادية والقيود التي يفرضها على وسائل الإعلام والضرر الذي قال إنه لحق بالفصل بين السلطات وبالمؤسسات، في أول انتقاد علني شديد يوجهه داوود أوغلو لأردوغان، منذ تركه منصبه، قبل ثلاثة أعوام.
وهاجم أوغلو، سياسات حزب العدالة والتنمية، وزعيمه رجب طيب أردوغان، محملاً إياهم مسؤولية انقسام المجتمع، وحالة الاستقطاب الحادة التي تعيشها تركيا، كما هاجم أوغلو حزب الحركة القومية، واتهمه بـ العنصرية، وبأنه السبب في فضيحة الانتخابات.
ووجه رئيس الوزراء السابق انتقادات حادة إلى حزب العدالة والتنمية، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قائلاً: “لا يمكن أن يظل حزبنا في يد مجموعة ضيقة تبحث عن مصالحها، إنّ رئاسة الجمهورية تعيش حالة من الانفصال النفسي مع ما لا يقل عن نصف المجتمع”.
وقال أوغلو: انحياز الرئيس إلى طرف دون الآخر في الانتخابات، ودخوله في مشادات سياسية حادة من أجل طرف بعينه، جعل مؤسسة رئاسة الجمهورية، التي لا بدّ من أن تكون على الحياد، وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، تعيش حالة من الانفصال النفسي مع ما لا يقل عن نصف المجتمع.
يعدّ بيان داوود أوغلو مهماً للغاية، بحسب صحيفة الأحوال التركية؛ لأنّه يدلّ على أنّ سياسة الخوف التي يتبعها أردوغان قد انتهت.
فيما ازدادت الخلافات داخل الحزب الحاكم في تركيا في أعقاب صدمة الهزيمة الكبرى في الانتخابات البلدية، 31 مارس الماضي، وسط أحاديث عن قُرب حدوث انشقاقات وتشكيل حزب جديد.
ففي فبراير الماضي؛ تحدّثت أنباء عن اتفاق بين قيادات سابقة في حزب العدالة والتنمية على تأسيس حزب جديد، وعلى رأس تلك القيادات الرئيس التركي السابق، عبد الله غول، وأحمد داود أوغلو، وسلجوق أوزداغ، النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية، وغيرهم من قيادات بارزة كانت ابتعدت عن الحزب الحاكم.
وحينها انتقد أردوغان مسؤولين سابقين في حزب العدالة والتنمية، ذكرت تقارير أنّهم بصدد تأسيس حزب جديد، واتهمهم بالخيانة.
أحمد داوود أوغلو؛ هو صاحب مقولة تصفير المشاكل مع الإقليم المحيط بتركيا، السياسة التي أسهمت لفترة وجيزة في صعود نجم أردوغان، في العالمين العربي والإسلامي، لينقلب الرئيس التركي لاحقاً على هذه السياسة، ويكسب عداءً عربياً إسلامياً، بل وأوروبياً.
وفي عام 2010؛ اختارته مجلة فورين بوليسي، ضمن أهم مئة مفكر في العالم، باعتباره أحد أهم العقول التي وقفت وراء نهضة تركيا الحديثة.
وكان داوود أوغلو قد دعا إلى مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية، في 5 مايو 2016، على خلفية توتر بينه وبين أردوغان، ليُجبر بعدها على الاستقالة.
الجدير بالذكر؛ أنّ العدالة والتنمية يتحالف مع الحركة القومية منذ انتخابات البرلمان التي أجريت العام 2015، ومنذ ذلك الوقت وهم يدخلون في تحالفات، تجلت خلال العام 2016، خلال مناهضتهم لما يعرف بمسرحية الانقلاب، فضلًا عن التحالف لتمرير التعديلات الدستورية التي جعلت أردوغان الرئيس الأوحد.