سياسة

رئيس الحكومة العراقية الجديد مفاوض ماهر ولديه علاقات مميزة


يذكر بأن رئيس الحكومة العراقية الجديد مصطفى الكاظمي، مفاوض ماهر ولديه علاقات مميزة مع دول ذات تأثير خاص في الحياة السياسية في بغداد، وقد كان الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات العراقية، الأمر الذي سمح له بربط علاقات قوية، على حد وصف وكالة فرانس برس مع كل من واشنطن وبلدان أخرى، ربما تعينه في هدفه لإنقاذ العراق من كارثة سياسية واقتصادية.

وحسب ما قال سياسي مقرب من الكاظمي للوكالة: للكاظمي شخصية لا تعادي أحداً، صاحب عقلية براغماتية، ولديه علاقات مع كل اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية: علاقة جيدة مع الأميركيين، وعلاقة عادت إلى مجاريها مؤخراً مع الإيرانيين.

في حين ذكر مستشار سياسي مقرب من الكاظمي بأن اسم هذا الأخير طرح فعلا في العام 2018 بعد الانتخابات التشريعية التي أوصلت عادل عبد المهدي المستقيل إلى السلطة، وتابع نفس المصدر لفرانس برس بأن الكاظمي لم يكن يريد القبول بالتكليف إذا لم يكن مؤكداً.

بينما قال مدير الدراسات في معهد الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد توبي دودج عن الكاظمي بأنه مفاوض بارز ولاعب ماكر، غير أنه أضاف بأن العراق اليوم في وقت مستقطع، وقد ازدادت المخاطر كثيرا.

 

معارض لصدام حسين

الكاظمي وهو من مواليد بغداد العام 1967، تسلم رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي في يونيو عام 2016، وذلك في عز المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تمكن من خلال تواجده في هذا الموقع الاستراتيجي الذي أبعده عن الأضواء، من نسج روابط عدة مع عشرات الدول والأجهزة التي تعمل ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

لقد كان الكاظمي الذي درس القانون في العراق، في بداياته صحافياً وناشطاً مناهضاً للرئيس العراقي السابق صدام حسين من أوروبا التي لجأ إليها هرباً من النظام الدكتاتوري، وعاش بعد ذلك سنوات في المنفى غير أنه لم ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية العراقية، ليرجع فيما بعد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، ويشارك في تأسيس شبكة الإعلام العراقي، تزامناً مع دوره كمدير تنفيذي لـمؤسسة الذاكرة العراقية، وهي منظمة تأسست لغرض توثيق جرائم نظام البعث.

وحدثت مفاجأة في العام 2016 حين عين رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي كاتب العمود والناشط الحقوقي في رئاسة جهاز المخابرات، إلى جانب دوره في مكافحة الإرهاب والتهريب على أنواعه، فقد طور الكاظمي بذلك مواهبه كمفاوض ووسيط.

من طهران إلى الرياض

إن الكاظمي يعرف تماما كيف يكون صديقاً لعدوين في نفس الوقت، حيث ومع عودته إلى التقارب مع طهران، لم ينس صداقاته القديمة، إذ شوهد خلال زيارة نادرة مع العبادي في العام 2017 إلى الرياض، المنافس الإقليمي لطهران، وهو يعانق مطولاً صديقه الشخصي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبذلك أصبحت الطريق مفتوحة أمام هذا الرجل الذي تردّد اسمه مرارا في السابق ليكون رئيس حكومة من دون أن ينجح في الحصول على تسمية حتى التاسع من أبريل.

يعتبر اختيار الكاظمي هي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية العام 2020، وذلك بعد اعتذار عدنان الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي، وقد سعى بذلك الكاظمي بتأن وثبات لتأمين دعم له خارج حدود البلاد، وبالسياسة.

هذا ووجه فصيل عراقي مقرب من إيران قبل نحو شهر اتهامات للكاظمي بوجود دور له في عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس التي نفذتها واشنطن في بغداد، وتمكن الكاظمي من تشكيل إجماع غير مسبوق بين الشيعة حول شخصه، وفق المستشار بفضل مهارات مدير مكتب عبد المهدي، محمد الهاشمي المعروف بأبي جهاد.

بعد أن حصل على دعم الطبقة السياسية العراقية التي تحتكر السلطة منذ 16 عاماً، سيضطر الكاظمي إلى إعادة نسج الروابط التي تقطعت مع العراقيين الغاضبين الذين تظاهروا خلال أشهر ضد السياسيين الفاسدين، وسيتوجب عليه أيضا محاولة التفاوض بخصوص القنوات الاقتصادية الحيوية للبلاد، مع انهيار أسعار النفط عالمياً، إلى جانب مسألة الإعفاءات الأميركية للعراق من العقوبات على إيران.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى