رئيسة المفوضية الأوروبية: زمن الأوهام “ولّى”.. هل تقصد ترامب؟

11 مارس 2025

584 2 دقائق

رئيسة المفوضية الأوروبية: زمن الأوهام "ولّى".. هل تقصد ترامب؟

يتسع الأطلسي ليبتلع ما تبقى من الجسر الممتد فوقه منذ 77 عاما، وقد يكتب عصرا جديدا من “الاستقلالية الدفاعية” بين طرفيه.

وفي أحدث تطور، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في ستراسبورغ، اليوم الثلاثاء، أن “زمن الأوهام ولّى”، متابعة: “يجب على الاتحاد الأوروبي زيادة إنفاقه على الأسلحة بشكل كبير”.

ومضت قائلة أمام البرلمان الأوروبي: “نحن بحاجة إلى زيادة سريعة للغاية في القدرات الدفاعية الأوروبية. ونحن بحاجة إليها الآن”.

يأتي ذلك بعد أن تزايد الشقاق مع الحليف الأمريكي حول دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، ومساعي واشنطن للتقارب مع موسكو، ما خلق شعورا متزايدا في القارة الأوروبية بالحاجة إلى الاعتماد على الذات في مسألة الدفاع، بعد عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة.

طريق صعب

لكن الأرقام لا تحمل أخبارا جيدة لأوروبا، إذ ارتفعت واردات الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي من الأسلحة إلى أكثر من الضعف خلال السنوات الخمس الماضية، وهي تعتمد بنسبة أكثر من 60% على الأسلحة الأمريكية، وفق تقرير نشره الإثنين معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).

وكشف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام عن أن أوكرانيا أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم خلال الفترة 2020-2024، فيما عززت الولايات المتحدة مكانتها بصفتها أكبر مصدّر للأسلحة في العالم (43% من الصادرات العالمية)، متقدمة على فرنسا.

وعلى مدى الفترة 2020-2024، ارتفعت واردات الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي من الأسلحة بنسبة 105% مقارنة بالفترة 2015-2019، “وهو ما يعكس إعادة التسلح العام في أوروبا ردا على التهديد من جانب روسيا”، وفق سيبري.

وقدمت الولايات المتحدة 64% من هذه الأسلحة (52% في الفترة 2015-2019)، ما يعكس اعتمادا أوروبيا متزايدا على واشنطن.

علاقة راسخة؟

وقال بيتر ويزمان، الباحث الرئيسي في برنامج نقل الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، في بيان إن “علاقة توريد الأسلحة عبر الأطلسي راسخة بعمق. فقد ازدادت الواردات من الولايات المتحدة، وطلبت الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو ما يقرب من 500 طائرة مقاتلة والكثير من الأسلحة الأخرى من الولايات المتحدة”.

وتابع الباحث لوكالة “فرانس برس”، أن فرنسا لا تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة، لكن دولا كبرى أخرى مثل إيطاليا والمملكة المتحدة تشتري طائرات الشبح من طراز إف 35 أو أنظمة الدفاع الجوي باتريوت من الأمريكيين، والتي يصعب استبدالها بسرعة.

وذكّر بأن هولندا وبلجيكا والدنمارك التي تعاني توترات مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل جزيرة غرينلاند، تعتمد بشكل أكبر على الأسلحة الأمريكية.

بالنسبة إلى ويزمان “سيتطلب تغيير هذا الوضع استثمارا سياسيا وماليا ضخما. فاقتناء أسلحة يتطلب سنوات عدة، وغالبا ما يكون ذلك أطول من فترة ولاية رئيس أمريكي”.