سياسة

ذكريات الحرب تعود: مخاوف اللبنانيين تتعمق في ظل التصعيد في الجنوب


 

تسيطر المخاوف على اللبنانيين بشأن احتمال نشوب صراع شامل بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل، حيث تندلع اشتباكات بينهما على الحدود منذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول.

واحتاج لبنان إلى سنوات لإعادة البناء بعد حرب عام 2006 بين العدوين اللدودين .والتي قُتل فيها 1200 شخص في لبنان. معظمهم من المدنيين و 158 إسرائيليا، معظمهم من الجنود.

تمضي اللبنانية آلاء فقيه، وهي صاحبة متجر، الليل مستيقظة. تطاردها المخاوف من كارثة أخرى قد تضرب لبنان.

ومثل الكثيرين غيرها، تعاني آلاء من صدمات الماضي، من الحرب الأهلية بين 1975 و1990 إلى التفجير المدمر في ميناء بيروت عام 2020 والانهيار الاقتصادي. وتخشى من القادم مستقبلا.

وقالت آلاء (33 عاما) التي تتسارع نبضات قلبها بالليل وهي ترتجف “… ما بقى عم بهيدا بيصير عندي كثير دقات قلب سريعة أول شي قعدة عطول هيد الرجفة فهيدولي كلهم أكيد من ورا التراكمات اللي صارت علينا يعني نحنا ما بعرف نحنا مفروض أنه هلا أنا 33 سنة بعد عمري يعني مفروض ما أكون بكل هيدول القصص عم أفكر يعني أفكر بكيف بدأت كيف… إذا أنا مثلا مشيت لا سمح الله ما يطلع انفجار إذا أنا يعني أنه أنا وماشية مثلا ما يطلع انفجار فكله هيدا أكيد بيأثر سلبي على نفسيتي”.

وأثمرت عقود من الفساد وسوء الإدارة في النخبة الحاكمة عن انهيار النظام المالي في عام 2019. مما أدى إلى ضياع المدخرات وتراجع قيمة الليرة وتأجيج الفقر.

وفي العام التالي تعرضت بيروت لانفجار ضخم بفعل مواد كيميائية في ميناء المدينة. مما أسفر عن مقتل 220 شخصا على الأقل وكان قويا لدرجة أنه كان محسوسا على بعد 250 كيلومترا في قبرص وأرسل سحابة دخان بشكل الفطر فوق العاصمة اللبنانية.

وأدت الضغوط السياسية إلى إخراج التحقيق. الذي كان يسعى إلى ملاحقة أصحاب النفوذ بشأن الانفجار، عن مساره.

وقالت آلاء فقيه “ما بقى عم نضحك هيدا الضحكة إللي كنا نضحكها من قلبنا فعليا… ما في هيدي السعادة إللي نحن كنا نحس فيها. منصير من أقل شي هيك دغري بتبكي دغري بينزلوا دموعي”.

وقالت المحللة النفسية ألين الحسيني عساف إن اللبنانيين يكافحون في مواجهة مستويات عديدة من المعاناة، مضيفة أن البعض يخفون مشاعرهم. بينما يعيش آخرون في حالة إنكار.

وأضافت “عندنا آلية دفاعية غير هي الإنكار، ما بده بقى يحكي فيه عنده آلية دفاعية.. الانزوائية، إما سافر ما بده يسمع شي بقى عن لبنان. في آلية دفاعية هي أنه يهرب بأكثر نسبة… الكحول، إما المخدرات إما عندنا آلية دفاعية هو عم يهرب كمان بعوارض النفسية الجسدية بيقعد بالتخت (السرير) وما بده يعمل بقى شي”.

وانزلق لبنان، الذي كان يُطلق عليه في السابق اسم سويسرا الشرق الأوسط، إلى حرب أهلية وحشية متعددة الأطراف في عام 1975.

وليس من الصعب العثور على ما يُذَكر الناس بالحرب. بما في ذلك المباني المليئة بثقوب الرصاص في منطقة كانت تُعرف سابقا باسم الخط الأخضر والتي قسمت بيروت إلى شرق مسيحي وغرب يغلب عليه المسلمون. وما زالت التوترات الطائفية وذكريات الحرب عالقة في الأذهان وتخيم في الأجواء.

وأضافت ألين عساف “نحن عم نعرف أنه كل العوارض النفسية هي في تعابر في إرث نفسي بينتقل من جيل لجيل وبيظله عايش إذا الشخص ما اشتغل على حاله على الصعيد النفسي بيظله عايش فينا وبينتقل… على الجيل الثاني والتالت .والرابع فمجرد صوت هو عم يرجع ينعش كل الصدمات المكبوتة”.

ومنال سيرياني، والدة إيدان (4 سنوات) نموذج مماثل. فصدمتها ناتجة عن ذكريات تفجير ميناء بيروت.

وقالت منال، التي تعمل في مجال الضيافة، “لا أشعر بأنني بأمان وذلك أثبت منذ 4 أغسطس (يوم الانفجار) لأنه من وقتها كيف ما تبرمي بتحس أنه أنت لست بأمان هذا هو الموضوع الرئيسي. كيف أنه إذا كان هذا قد يحدث في بلد مثل هذا وكيف بعدين إللي صارت القصص أنه ما فيش تتبع ما فيش.. لا يوجد تحقيق.. ما حدا عم يقولي شو عم بيصير أنت لا تعرف ماذا يحدث وعلى أسوأ وعلى أسوأ”.

وأضافت “أنا لا أشعر بالأمان لنفسي، ولا أشعر بالأمان لأطفالي… يمكن أن يحدث أي شيء أنه يمكن أن يكون يلعب في الخارج، تأتي قذيفة أعطيك العافية. وما نفعل بعد ذلك؟ لا يمكن أن يحدث أي شيء في بلد كهذا”.

وسعت منال للراحة من أفكارها في الكنيسة وقالت “عندما تدخل إلى الكنيسة تشعر. بأنك قد تجري 10 دقائق… تفضّي وتعود إلى الخارج.. وتعود إلى نفس المجموعات”.

 

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى