دمشق وموسكو على طاولة واحدة.. نحو شراكة متجددة

ينتظر أن يشارك الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في قمة روسية عربية من المقرر أن تعقد في موسكو الشهر المقبل، على ما أعلنه نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك من دمشق التي وصلها اليوم الثلاثاء في زيارة تهدف إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وقال نوفاك الذي يزور سوريا على رأس وفد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني “نولي أهمية كبير للزيارة المقبلة إلى موسكو للرئيس السوري”، مضيفا أنها “ستساهم بلا شكّ في تعزيز التعاون الثنائي”.
وفي تعليقات بثها التلفزيون الروسي، قال نوفاك إن موسكو قادرة على استغلال شبكة علاقاتها في الشرق الأوسط لمساعدة الحكومة السورية.
وأضاف “أود التشديد على القدرات التفاوضية الفريدة لروسيا التي تبقي على اتصالات مع إسرائيل وجميع المجموعات العرقية في سوريا. نقترح استغلال هذا العامل لاستقرار الوضع في سوريا”.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن وزير الخارجية أسعد الشيباني تلميحا غير مباشر إلى تاريخ دعم روسيا للأسد الذي قدمت له دعما عسكريا واسع النطاق.
وقال الشيباني “علاقتنا مع روسيا عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون لكن لم يكن التوازن فيها حاضرا، وأي وجود أجنبي على أرضنا يجب أن تكون غايته مساعدة الشعب السوري على بناء مستقبله”.
وأكد كلا الجانبين رغبتهما في تدشين مرحلة جديدة في التعاون الثنائي، ما يشير إلى أن موسكو تريد تجاوز الحقبة السابقة التي كانت فيها العلاقة مرتبطة بنظام محدد، والانتقال إلى شراكة مع الدولة السورية الجديدة.
وتُعد إعادة الإعمار محورًا أساسيًا في المباحثات. وأشار نوفاك إلى أن روسيا تبحث مع شركائها، خاصة قطر، تقديم مساعدات إنسانية ودعم قطاع الطاقة في سوريا.
ولدى موسكو استثمارات ضخمة في سوريا، فيما تهدف زيارة نوفاك، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، إلى ضمان استمرارية هذه المصالح.
وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني زار موسكو في أواخر يوليو/تموز، كانت الأولى لمسؤول سوري إلى روسيا بعد سقوط حكم بشار الأسد، دعا فيها إلى “الاحترام المتبادل” بين البلدين.
وشكّلت موسكو داعما رئيسيا لبشار الأسد على امتداد حكمه الذي استمر ربع قرن، وفرّ إليها عقب إطاحته في نهاية العام الماضي. وبعدما قدمت له دعما دبلوماسيا في مجلس الأمن الدولي إثر اندلاع النزاع عام 2011، تدخلت روسيا بقواتها العسكري لصالحه بدءا من العام 2015، وساهمت، خصوصا عبر الغارات الجوية، في قلب الدفة لصالحه على جبهات عدة في الميدان.
وقال نوفاك كذلك إن روسيا تتواصل مع إسرائيل ومع كافة مكونات المجتمع السوري ويمكن أن “تلعب دورا في الاستقرار” في البلد الذي عانى في الأشهر الأخيرة من أعمال عنف ذات طابع طائفي وتعرّض لغارات اسرائيلية متكررة.
وأعلن الشيباني أن سوريا “تفتح صفحة جديدة” مع روسيا ، مضيفا أن أي وجود أجنبي على الأراضي السورية “يجب أن تكون غايته مساعدة السوريين في بناء مستقبلهم”.
ورحّب بالتعاون الاقتصادي مع موسكو وحثّ روسيا على دعم سوريا. وعلى الرغم من الدعم الذي قدّمته روسيا للأسد، إلا أن السلطات الانتقالية برئاسة أحمد الشرع اعتمدت نبرة تصالحية تجاهها منذ البداية.
وبعد الإطاحة بالأسد، زار وفد روسي ضم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، دمشق في 28 يناير/كانون الثاني.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير/شباط اتصالا بالشرع، أكد فيه دعمه “وحدة الأراضي السورية وسيادتها”.
وتسعى روسيا لضمان مستقبل قاعدتيها البحريتين في طرطوس والجوية في حميميم، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق، في ظل السلطات الجديدة.