دعوى قضائية في نيويورك تتهم قطر بتمويل قتل أميركيين
رفعت في نيويورك دعوى قضائية ضد قطر متهمة إياها بتمويل قتل أميركيين، وتضمنت الدعوى أن دوائر قطرية رسمية ومؤسسات مالية وفرت مبالغ طائلة لإرهابيين.
واتهمت أيضا الدعوى الأميركية، قطر بتمويل إرهابيين قاموا بتنفيذ عمليات موجعة ضد أميركيين، وذكرت بأن الدوحة استخدمت قنوات مالية أميركية لتمويل إرهابيين.
أعضاء مؤامرة تمويل الإرهاب
تضمنت مذكرة الادعاء بأن الدعوى المدنية تتعلق بالقتل غير المشروع وإلحاق إصابات شخصية للضحايا وما ترتب عليهما من أضرار بموجب قانون مكافحة الإرهاب وتختصم أعضاء مؤامرة تمويل الإرهاب، التي تقودها الحكومة والأسرة الحاكمة في قطر، حيث أن رعايتهم للإرهاب أدت إلى مقتل وتشويه المدعين في سلسلة من الهجمات الإرهابية البشعة.
آلاعيب الدوحة
وأشارت أيضا مذكرة الادعاء إلى أن قطر تمول بشكل علني وتدعم لأكثر من عقد من الزمان، منظمتين على الأقل تم تصنيفهما بواسطة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ككيانات إرهابية، ويتعلق الأمر بحركة حماس والجهاد الإسلامية الفلسطينية.
كما كشفت بأن حكومة قطر وأفراد أسرتها الحاكمة قامتا باستغلال بنكين حيث أنها تسيطر عليهما لتحويل الدولارات الأميركية (العملة المختارة للشبكات الإرهابية في الشرق الأوسط) إلى المنظمات الإرهابية تحت غطاء ما يسمى بالتبرعات الخيرية.
هذا وذكرت المذكرة ثلاث مؤسسات، مدعى ضدها بالتورط في دعم وتمويل العمليات الإرهابية، وهي مؤسسة قطر الخيرية ومصرف الريان وبنك قطر الوطني، مؤكدة بأن مؤسسة قطر الخيرية هي منظمة قطرية معروفة بتمويلها للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعتبر مؤسسة قطر الخيرية هي نفسها عضو في مؤسسة اتحاد الخير، وهي منظمة تدرجها الولايات المتحدة على قوائمها السوداء بسبب تمويلها للإرهاب الدولي.
وأشارت أيضا المذكرة ذاتها إلى أن رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر الخيرية هو حمد بن ناصر آل ثاني، أحد أفراد الأسرة الحاكمة القطرية، وكشفت بأنه كجزء من المؤامرة، جمعت قطر الخيرية وتبرعت بملايين الدولارات من خلال النظام المالي الأميركي للحصول على دولارات أميركية.
إلى ذلك، تشير المذكرة إلى أنه من أجل استكمال المخطط القطري لتمويل الإرهاب، قام المتآمرون باستخدام بنكين قطريين تحت سيطرة قطر والعائلة الحاكمة، مصرف الريان وبنك قطر الوطني كغطاء للوصول إلى النظام المالي الأميركي والحصول على الدولارات الأميركية اللازمة لدعم الأنشطة الإرهابية.
الاختصاص والمكان
أما فيما يتعلق بالاختصاص والمكان، فقد سلطت مستندات القضية الضوء على أن محكمة نيويورك تتمتع باختصاص موضوعي على هذا الإجراء المدني، الذي يباشره مواطنون أميركيون أصيبوا بسبب أعمال الإرهاب الدولي وعائلاتهم والناجين وورثة ضحايا لقوا مصرعهم.
وقد جرى الاستناد في مدى قانونية مكان رفع الدعوى إلى أن المدعى ضدهم يخضعون للولاية القضائية الشخصية في الولايات المتحدة، نظرا لأنهم قاموا بأعمال تجارية وارتكبوا بعضا من جرائمهم داخل الولايات المتحدة (نيويورك) من خلال تحويل الأموال عبر الولايات المتحدة لصالح منظمات إرهابية واستفادوا بشكل تعمدي من الولاية القضائية للولايات المتحدة في سياق ارتكاب الأفعال غير المشروعة والإرهابية الواردة في مذكرة الادعاء.
أسر 70 ضحية ضد 3 مؤسسات قطرية
واشتملت أيضا مذكرة الادعاء على قائمة أسماء 70 ضحية وذويهم يطالبون بتعويضات من مؤسسة قطر الخيرية ومصرف الريان وبنك قطر الوطني وكل من يقف وراءهم من الحكومة والأسرة الحاكمة القطرية.
وجاء في مذكرة الادعاء استشهادات كأدلة على انخراط مؤسسة قطر الخيرية في أنشطة دعم وتمويل المنظمات الإرهابية الدولية، بشهادة رسمية أمام لجنة استماع بالكونغرس حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي قال فيها جمال الفضل، المساعد التجاري السابق لأسامة بن لادن والذي انشق عنه في الولايات المتحدة عام 1996، إن بن لادن أخبره في عام 1993 بأن جمعية قطر الخيرية كانت أحد مصادر التمويل الرئيسية لبن لادن.
مؤسسة إرهابية وليست خيرية
وأكدت أيضا الحكومة الأميركية، خلال قضية جنائية تتعلق بالإرهاب أمام محكمة أميركية في إلينوي عام 2002، بأن الجمعية الخيرية القطرية قامت بتمويل أسامة بن لادن، والذي استخدم الأموال لتنفيذ تفجيرات في سفارات بشرق أفريقيا 1998.
وحسب الأدلة والشهادات أمام اللجنة الفرعية للرقابة والتحقيقات التابعة للجنة مجلس النواب الأميركي للخدمات المالية في عام 2003، فإن جمعية قطر الخيرية انخرطت في التمويل النشط لتنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الدولية المدرجة إرهابية وقامت بدور حاسم في البنية التحتية الإرهابية العربية الأفغانية من خلال غسل الأموال الناشئة عن الحسابات المصرفية، التي يمتلكها بن لادن ورعاته المتعاطفون معه، وتوفير وثائق العمل والسفر لأفراد القاعدة في جميع أنحاء العالم، والمساعدة في نقل الأموال إلى المناطق التي كانت القاعدة تنفذ عملياتها فيها.
إرهاب في السودان وإريتريا
إلى ذلك، فقد قامت قطر الخيرية بتمويل ودعم منظمات إرهابية أخرى إلى جانب تنظيم القاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وأماكن أخرى، إذ ساعدت قطر الخيرية بنشاط المليشيات الإرهابية المرتبطة بالجبهة الإسلامية الوطنية في السودان. ودعمت أيضا قطر الخيرية في التسعينات منظمة إرهابية أخرى في أفريقيا وهي حركة الجهاد الإسلامي الإريترية.
البلقان والقوقاز
كما غرقت قطر الخيرية أيضا في الأنشطة الإرهابية في البلقان والجمهوريات الإسلامية المضطربة في القوقاز، إلى جانب دورها كممول ووكالة للجماعات الإرهابية في الشيشان ومالي وأماكن أخرى.
اعترافات موظفي قطر الخيرية
واشتملت كذلك مذكرة الادعاء في قضية التعويض لأسر ضحايا حوادث إرهابية مولتها قطر، على اعترافات مدير وموظفي فرع قطر الخيرية في رام الله وأيضا الدفاتر المالية لتلك المنظمة، التي تكشف بأن مؤامرة تمويل كيانات مدرجة إرهابية في الولايات المتحدة، تتم على الشكل التالي:
1-تطلب قطر الخيرية تبرعات في قطر وحول العالم.
2- تقوم بعدها قطر الخيرية بتحويل تلك الأموال إلى حسابها في مصرف الريان في الدوحة.
3- يقوم مصرف الريان بتحويل تلك الأموال المقومة بالدولار الأميركي من خلال أحد البنوك في نيويورك. ويُعتقد أن هذا البنك هو بنك نيويورك ميلون.
4- يتولى مصرف الريان تحويل الأموال باليورو عن طريق دويتشه بنك في ألمانيا.
5- وبعد ذلك، يتم تحويل تلك الأموال إلى حسابات قطر الخيرية إما في بنك فلسطين أو إلى البنك الإسلامي في رام الله.
وتتولى في الأخير الفروع المحلية لقطر الخيرية توزيع الأموال من تلك الحسابات المحلية على حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين والشركات التابعة لها.
بنك قطر الوطني
وكشفت مذكرة الادعاء عن معلومات بخصوص أرقام حسابات في بنك قطر الوطني مسجلة باسم يوسف عبد الله القرضاوي، والتي جرى من خلالها تمويل ودعم الجرائم التي قتلت البعض وأدت لإصابة البعض الآخر بتشوهات، حيث تشير المعلومات إلى أن القرضاوي قام بفتح الحسابات في سبتمبر 2006.
واقتبست أيضا مذكرة الادعاء ما كتبه السفير الأميركي في قطر تشيس أونتيرماير في برقية لوزارة الخارجية عام 2005، إذ قال فيها بأن القرضاوي هو يتمتع بنفوذ هائل في القطاعات الدينية والإعلامية والتعليمية والمالية والخيرية في قطر. وأن القرضاوي صديق مقرب للأسرة الحاكمة القطرية. كما أرفقت مذكرة الادعاء بصور فوتوغرافية يظهر فيها القرضاوي وهو جالس إلى جوار أمير قطر تميم بن حمد، في مأدبة إفطار رمضان 2017 و2018، التي استضافها أمير قطر، وأوضحت بأن القرضاوي شوهد في محادثة ودية مع الأمير الذي عانق القرضاوي وقبله على جبهته.
كما توضح المذكرة القانونية بأن القرضاوي، الذي يتولى منصب قيادي في منظمة إرهابية مدرجة على القوائم السوداء الأميركية لتكريسها الجهود لتوفير الدعم المالي لتنظيمات إرهابية، لديه بعض الآراء المتطرفة. وحسب ما جاء على لسان بروفيسور ماثيو ليفيت، مسؤول سابق في مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة الأميركية، فإن القرضاوي هو أحد أكثر الشخصيات العلنية للجناح الراديكالي للإخوان المسلمين، كما أنه نفسه الذي أعلن في عام 2017 بأنه لم يعد يعتبر الهجمات الانتحارية مبررة دينيا نظرا لأن حماس يمكنها حاليا شن هجمات بالصواريخ وأسلحة أخرى أكثر تعقيدا.
هذا وأرفقت أيضا مذكرة الادعاء لقطات فوتوغرافية في قطر عام 2016 جاءت بمثابة دليل علني على مدى التقارب بين القرضاوي وقيادات حمساوية من بينهم خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس، وإسماعيل هنية هو الرئيس الحالي للمكتب السياسي لحماس، وكليهما لديهما مكان آمن في قطر.
تآمر الحكومة القطرية
وأشارت المذكرة القانونية كذلك إلى أنه وحسب المؤامرة الإرهابية واسعة النطاق وألاعيب المتهمين والمتآمرين معهم تقديم الدعم المادي والموارد لعناصر إرهابية لتنفيذ هجمات إرهابية وحشية ضد بعض المدعين الأميركيين، الذين تعرضوا لإصابات جسدية وأضرار نفسية وقتلت البعض الآخر وسببت الضرر النفسي لأسرهم، فإن مذكرة الادعاء توجه الاتهام بتآمر المدعى ضدهم وهم مصرف الريان وبنك قطر الوطني وقطر الخيرية مع بعضهم البعض، وحركة حماس وحكومة قطر وآخرين لارتكاب أعمال إرهاب دولي ضد مواطنين أميركيين.
التعويض وتحمل الأتعاب والمصروفات
وفي الأخير، توضح مذكرة الادعاء بأنه كنتيجة مباشرة ودقيقة للدعم المادي والمساعدة الضخمة، التي قدمها المدعى ضدهم عن علم لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فقد لحق المدعون المعاناة تمثلت في إصابات جسدية ونفسية ومعاناة إنسانية كبيرة، وبذلك فإنهم يتحملون المسؤولية أما المدعين عن الأضرار التي يتم تحديدها في المحاكمة، ودفع أتعاب المحامين والنفقات، التي يتكبدها المدعون فيما يتعلق بهذه القضية.