دعوات كردية لأردوغان لطيّ صفحة النزاع بعد إنهاء نشاط العمال

تصاعدت الدعوات في الأوساط السياسية التركية، وتحديدًا من قوى المعارضة. لحث الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان على اغتنام “الفرصة التاريخية” التي وفرها إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه، من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقة مع المواطنين الأكراد. بعيدا عن المقاربة الأمنية التي هيمنت على المشهد السياسي طوال العقود الأربعة الماضية.
-
تركيا تعلن مقتل جندي لها خلال اشتباكات مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني شمال العراق
-
القضاء العراقي يحل 3 أحزاب سياسية على علاقة بحزب العمال الكردستاني
وجاءت أبرز هذه الدعوات من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب. الذي يُعد أبرز المدافعين عن الحقوق الكردية، والذي كان له دور محوري في تسهيل الاتصالات غير المعلنة التي أدت إلى القرار المفاجئ من حزب العمال الكردستاني. والذي وضع حداً لمسار المواجهة المسلحة الطويلة مع الدولة التركية.
وفي مؤتمر صحفي، دعا تونجر باكيرهان، الرئيس المشارك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، الحكومة التركية إلى اتخاذ “خطوات ملموسة وإنسانية” لبناء الثقة. واعتبر أن هذه الخطوات يجب أن تكون سريعة وواقعية، خاصة قبل حلول عطلة عيد الأضحى المقررة مطلع حزيران/يونيو.
وأشار باكيرهان إلى أن اللحظة الراهنة تمثل “منعطفاً سياسياً” لا ينبغي التفريط فيه. موضحاً أن حزبهم يتطلع إلى أن تبادر الدولة بإجراءات تضع حداً للنهج الأمني.وتفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة للقضية الكردية، بما يحقق العدالة والمساواة ويضمن التعددية في الحياة العامة.
-
حزب العمال الكردستاني ينسحب من سنجار شمال العراق لتفادي عدوان تركي
-
لصلتها بحزب العمال الكردستاني.. تركيا تجمد أصول منظمات في أوروبا
-
العمال الكردستاني وتركيا.. 4 عقود من الدم والنار تقترب من نهايتها
وتشمل مطالب المعارضة وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب سلسلة إجراءات تبدأ بـ إلغاء التتبعات القضائية والسياسية بحق المئات من النشطاء والسياسيين الأكراد. كثير منهم منتمون للحزب ذاته، والذين يواجهون اتهامات تتعلق بالإرهاب بسبب مواقفهم أو أنشطتهم السياسية.
كما طالب الحزب بفتح المجال أمام الأكراد للحصول على حقوق سياسية واجتماعية وثقافية موسعة، تشمل استخدام اللغة الكردية في التعليم والإعلام. وضمان تمثيل سياسي فاعل في مؤسسات الدولة، إضافة إلى إنهاء السياسات التمييزية في المناطق ذات الغالبية الكردية.
وفي الأوساط السياسية التركية، هناك قناعة متزايدة بأن أردوغان بات أمام فرصة نادرة لإعادة ضبط العلاقة مع الأكراد، خاصة وأن المبرر الرئيسي لأي تضييق أو تشدد أمني في السابق – والمتمثل في تهديدات حزب العمال الكردستاني – لم يعد قائماً بعد إعلان الأخير تفكيك نفسه ووقف نشاطه المسلح.
-
كردستان العراق أقرب إلى الاستقرار.. توافق حزبي يفتح الطريق للحكومة
-
ما وراء قرار حلّ الحزب الكردستاني؟ تحوّل استراتيجي أم مناورة؟
ويعتقد ان الحكومة، إن رغبت في طيّ صفحة الماضي، مطالبة بالتحرك السريع لتأكيد نواياها عبر مبادرات فعلية، على غرار رفع الحظر عن بعض الأحزاب الكردية. وإطلاق سراح معتقلين سياسيين، وفتح حوار جدي مع القوى الكردية الشرعية ضمن إطار الدولة والقانون.
ويبدو واضحاً أن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب يسعى من خلال انخراطه في التوسط بين الدولة وحزب العمال الكردستاني إلى تعزيز مكانته السياسية كلاعب أساسي في معادلة الحل الكردي داخل تركيا، بعد سنوات من التهميش والملاحقات القضائية. ويعوّل الحزب على أن موقفه الحالي قد يمنحه هامشاً أوسع للمناورة السياسية، لا سيما إذا تجاوبت الحكومة مع مطالبه. وأوقفت السياسات القمعية التي استهدفت مؤيديه.
ويعتقد أن استجابة الرئيس أردوغان لمطالب المعارضة ستكون محكاً لجدية الحكومة في فتح صفحة جديدة، خاصة مع تراجع الضغوط الأمنية المباشرة. والانشغال الشعبي المتزايد بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، التي قد تجعل من التهدئة مع الأكراد خطوة مرحّب بها داخلياً ودولياً.
-
أنقرة تضرب معاقل “العمال الكردستاني”.. هل تنهار فرص إنهاء الصراع؟
-
تركيا والعمال الكردستاني على أعتاب مرحلة جديدة بعد قرار مفصلي
-
الحزبين الكرديين يتفقان على حل أزمة تشكيل حكومة كردستان
-
قرار مفصلي يمهّد الطريق لمصالحة بين تركيا والعمال الكردستاني
-
الاتحاد الكردستاني متمسك برئاسة الإقليم: الأزمة تتعمق