سياسة

دعوات بعطل رسمية بنفس طائفي تتزاحم في العراق


صوت البرلمان العراقي اليوم الأربعاء على اعتماد عيد الغدير عطلة رسمية استجابة لدعوات القوى الشيعية، بينما تعالت أصوات أخرى .لاعتماد يوم “الفتوى الكبرى” أو فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها علي السيستاني في 2014 لمكافحة داعش بالنفس الطائفي ذاته. وعلى منوال هذه المطالب الشيعية، نادت قوى أخرى سنية ومسيحية وتركمانية باعتماد عطل رسمية لكل طائفة.

وغرق العراق في الفترة الأخيرة في سجالات عبثية بنكهة طائفية بامتياز. بعد أن طالبت شخصيات سنية دينية باعتماد يوم السقيفة (سقيفة بني سعادة) عطلة رسمية. ردا على مطالبة القوى الشيعية باعتماد يوم الغدير عطلة رسمية.

ولا تقف مخاطر هذه المعارك العبثية عند حدود إثارة الفتنة الطائفية في البلاد. بل تمتد تداعياتها إلى الاقتصاد العراقي، في حال توسعت قائمة العطل الرسمية. مع ما يترتب على ذلك من ضغوط إضافية على خزينة الدولة.

ونقل موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي عن عضو اللجنة القانونية النيابية محمد الخفاجي تصريحه أن “هناك مقترحا لإضافة يوم الـ13 من يونيو/حزيران. الذي يعتبر يوم “الفتوى المباركة” إلى العطل العامة”.

وفي سياق متصل أعلن رئيس الكتلة التركمانية النيابية النائب أرشد الصالحي عن “جمع تواقيع نيابية لإدراج مقترح لأعلان يوم “الشهيد التركماني” .عطلة رسمية ضمن مشروع قانون العطلات الرسمية”.

ويحيي تركمان العراق بمدينة كركوك. وأربيل في الـ16 يناير/كانون الثاني من كل عام “يوم الشهيد التركماني” .وهي ذكرى إعدام نظام الرئيس الراحل صدام حسين أبرز قياداتهم عام 1980 بالعاصمة بغداد.

وانتقد النائب المسيحي أسوان الكلداني اعتراض الكتل السياسية .وخاصة الشيعية على إقرار يوم ميلاد المسيح عطلة رسمية في العراق. معتبرا أنه فيه “نفس طائفي”.

وقال خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان إن “مجلس النواب صوت اليوم على اعتبار عيد الغدير وحلبجة عطلة رسمية .وللأسف لم يتم التصويت على اعتبار ميلاد سيد المسيح عطلة رسمية بالعراق”.

وبعد الإعلان عن إقرار عيد الغدير عطلة رسمية في العراق دعا مقتدى الصدر زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا) .أنصاره إلى صلاة ركعتي شكر لله.

وكان الصدر قد أطلق الشهر الماضي حملة لإعلان “عيد الغدير” .الذي يحتفل به الشيعة في الـ18 من ذي الحجة كل عام يوم عطلة وطنية. في واحدة من محاولاته المتكررة لإنهاء انكفائه السياسي بعد أن أرسل إشارات عديدة تؤكد أنه عائد لا محالة إلى الساحة على أمل استعادة زمام المبادرة .بعد نكسات في مواجهة خصومه من القوى الشيعية.

ووجه الصدر الأسبوع الماضي بأن تركز كافة خطب الجمعة خلال الفترة الحالية على دعم مطلب إعلان يوم الغدير عطلة رسمية. في مسعى للضغط على البرلمان العراقي للتصويت على مشروع القانون. 

وذهب إلى حد تحذير النواب العراقيين. من أن “من يرفض إقرار عيد الغدير عطلة رسمية سيكون محمد وعلي خصومه”. فيما اعتبر أن هذا الطلب “يأتي تفعيلاً للتعايش السلمي ومن أجل إتمام الدين”.

وترفض مكونات السنة في العراق إقرار عطلة رسمية بمناسبة يوم الغدير. باعتبارها لا تهمّ سوى الشيعة، بينما حذّر إمام وخطيب جامع أبي حنيفة في بغداد عبدالوهاب السامرائي في خطبة الجمعة الماضية من إثارة الفتنة الطائفية في البلاد. ملمّّحا إلى أنه من حقّ أهل السنة المطالبة بعطلة مماثلة تكون يوم “سقيفة بني ساعدة. وتنصيب عمر بن الخطاب بالخلافة” في حال تمت الاستجابة لطلب الشيعة.

وكان السياسي السني مشعان الجبوري .قد اعتبر في منشور سابق على منصة “إكس” أنه “من حق الشيعة الاحتفال بعيد الغدير كما يشاؤون لكن تحويله إلى عيد وطني. وفرضه حتى على من تكفرهم السردية الدينية الشيعية التي تتعلق بالإمامة – الولاية. وهم نصف الشعب العراقي سيؤدي إلى مشاكل وحساسيات الشعب العراقي في غنى عنها”.

ويتجاوز عدد أيام العطل الرسمية في العراق 10 عطل. بالإضافة إلى عطلة نهاية الأسبوع الجمعة والسبت، فيما يعطي القانون لمجلس الوزراء صلاحية إلغاء عطلة يوم السبت عند الضرورة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى