سياسة

داعش والقاعدة بأفريقيا.. ما الجديد؟


مواجهات بين داعش والقاعدة في ساحل أفريقيا تنهي «علاقة محرمة» كما ينظر إليها التنظيمان في مناطق أخرى وتكسر ما كان يعتقد أنه استثناء.

ومؤخرا، شهدت منطقة المثلث الحدودي بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر في الساحل الأفريقي مواجهات دامية بين القاعدة وداعش بعد أن كانت المنطقة بعيدة عن الصراع بين الطرفين خلافا لأي منطقة أخرى في العالم.

مواجهات تكشف صراع النفوذ المستعر بين الجانبين، وهو ما أكده الضابط السابق في الاستخبارات الخارجية الفرنسية آلان رودير.

وفي مقابلة قال رودير  إن “الأمر يبدأ دائمًا بحروب الأنا والتي يتبعها الناشطون على الأرض”، مضيفا أنه “رغم أن المجموعتين كانتا في البداية من نفس التفكير، إلا أن صراع النفوذ هو ما يطغى على العلاقة بينهما”.

صراع النفوذ

وبحسب رودير الذي يدير مركزا للأبحاث في المخابرات الفرنسية منذ ٢٠٠١، فإن «للتنافس بين تنظيمي القاعدة في بلاد المغرب وداعش في الصحراء الكبرى عواقب وخيمة على الأمن في منطقة الساحل».

وأوضح الضابط السابق في الاستخبارات الفرنسية أن هذه الجماعات تسعى إلى «توسيع نفوذها وتجنيد المؤيدين والسيطرة على المجتمعات المحلية، مما يولد اشتباكات عنيفة تغذي دائرة عدم الاستقرار وانعدام الأمن».

وأكد رودير أن «الغالبية العظمى من نشطاء داعش هم أعضاء سابقون في تنظيم القاعدة الذين انضموا إلى داعش في عام 2014، وفي السنوات التالية لأنهم شعروا أن داعش في صعود، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انتصارات داعش في سوريا والعراق وخارجهما».

وحذر من أن تأثير التنظيمين على الوضع الأمني في منطقة الساحل كبير. فعلى الرغم من استعادة القوات المسلحة في مالي السيطرة على كيدال مؤخرا. إلا أن تأثير هذه الجماعات لا يزال هائلا حيث أن شبكاتها مترامية الأطراف في المنطقة.

 وأكد أن التناحر بين القاعدة وداعش ساهم في زيادة الهجمات الإرهابية. مما أدى إلى خسائر بشرية وزعزعة استقرار المجتمعات المحلية والهجرة القسرية لآلاف الأشخاص. 

 ولفت رودير إلى أن قوات الأمن في منطقة الساحل تواجه تهديدا مزدوجا مما يزيد من تعقيد جهودها لاحتواء هذه الجماعات المتطرفة في منطقة يصعب السيطرة عليها.

نهاية «علاقة محرمة»

ترتبط اختلافات التنظيمين بشكل جوهري بنوعية العدو المستهدف .والاستراتيجية المتبعة في مواجهته، علاوة على اختلافات فقهية وفكرية. وذلك رغم تقاسمها الأهداف المتوخاة من ذلك.

لكن في منطقة الساحل، اعتقد بعض الخبراء أن هناك تعاونا بين التنظيمين قبل أن تنسف هجمات جرت مؤخرا كل القراءات السابقة.

ففي 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. أعلن داعش استهداف ما يسميها بـ«ميليشيا القاعدة المرتدة» بالقرب من كالامبا ضمن المنطقة الوسطى الشمالية في شمال بوركينا فاسو.

وقبل ذلك، وتحديدا في 20 أكتوبر/ تشرين أول الماضي. هاجم داعش «جماعة نصرة الإسلام في الصحراء الكبرى» بنفس القرية. وفق ما أعلنه التنظيم عبر منصاته، وقال إنه أعدم «جواسيس».

وأظهرت المواجهات أن «العلاقة المحرمة» كما تراها أفرع التنظيمين بمناطق أخرى. انتهت، ما يرفع المخاوف من تنامي التهديدات الإرهابية. بالساحل الأفريقي في إطار صراع النفوذ بين الإرهابيين.

كما أن الاضطرابات الناجمة عن الانقلابات بالمنطقة. يفاقم من مخاطر تمدد هذه التنظيمات، ففي النيجر على سبيل المثال. لقي أكثر من 210 أشخاص حتفهم في هجمات إرهابية أعقبت انقلاب الجيش على الرئيس محمد بازوم.

وفي بوركينا فاسو، ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 4100 منذ انقلاب إبراهيم تراوري في سبتمبر/ أيلول 2022.

وفي مالي أيضا حيث وصل أسيمي غويتا إلى السلطة بعد انقلاب جرى في مايو/ أيار 2021. قُتل نحو 5000 شخص وفقًا لبيانات صادرة عن منظمة غير حكومية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى