خيبة ديبلوماسية جديدة لأوروبا
تحولت الأزمة الأوكرانية إلى ما يشبه بوصلة للدبلوماسية الغربية، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير 2022. فصار الغرب يطلب من كافة الشركاء وحتى الدول غير الصديقة، عدم التردد في إدانة موسكو بشكل صريح.
لكن المؤتمر المشترك بين الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي. أخفق في تحقيق النتائج التي كانت مرجوة، لا سيما من ناحية حشد الدعم لأوكرانيا عبر بيان يدين الحرب الدائرة في أوكرانيا، على نحو صريح.
وكان الرهان هو توحيد المواقف، لكن المؤتمر الذي انعقد الثلاثاء الماضي، بعد ثمانية أعوام من الغياب، لم يؤد إلى حالة إجماع على دعم كييف.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، أن المؤتمر لم يفلح حتى في الإجماع حول بيان باهت بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.
اصطدم الأوروبيون بحرص قادة دول من أمريكا اللاتينية والكاريبي، وعددها 33، على النأي بأنفسهم، حيث فضلوا البقاء على حياد.
شغلت روسيا مساحة مهمة من نقاشات المؤتمر الذي انعقد على مدار يومين، حيث عارضت نيكاراغوا، أن تنضم لـ 59 دولةً أخرى، من بينها، كوبا وفنزويلا، في انتقاد مشترك و”فضفاض” للحرب.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي أن كافة الدول الأعضاء في المؤتمر كانت متفقة، لكنه شدد في الوقت ذاته على احترام المسار الداخلي لتبني القرارات، وهو مسار يراعي الاعتراض، حتى وإن جرى إبداؤه من قبل دولة واحدة فقط.
وتم الإعراب عن استياء عميق من الجانب اللاتيني نفسه، حيث قال وزير خارجية الشيلي، ألبيرتو قان كلافيرن، “نحن آسفون إزاء هذا الوضع، وقصدي هو أننا فوجئنا، بأن أعضاء في هذه المجموعة يعارضون أي بيان بشأن الحرب، في حين أنها حرب عدوان”.
ويجري إصدار مثل هذه البيانات، عادة، في ختام المؤتمرات واللقاءات، لكن الخلاف الذي حصل. أرخى بظلاله منذ البداية، فأربك منسوب الثقة بين مختلف الأطراف المشاركة.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي يحدوها الأمل في إدانة صريحة لروسيا، لكن البيان الذي دعمته كافة الدول باستثناء نيكاراغوا، عبر بالكاد عن “القلق العميق إزاء الحرب الجارية ضد أوكرانيا”، وهو كلام وُصف بالمرسل والعادي.
ولم تنجح الدول الأوروبية في تضمين عبارات من قبل عدوان وغزو، فاقتصر البيان على إدانة الحرب بشكل عام، في حين تتحدث روسيا نفسها عن عملية عسكرية خاصة.